أكدت وسائل إعلام رسمية أن الجيش السوري يتقدم في بلدات الغوطة الشرقية التي انسحب منها مقاتلو المعارضة. ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في المنطقة، التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. لم يبق أمام قوات الرئيس السوري بشار الأسد سوى وقت قليل لتضع يدها على ما تبقى من الغوطة الشرقية بشكل كامل، حيث لم يتبق سوى دوما التي لا يجد المقاتلون المتمترسون بها سوى حل وحيد هو التفاوض على الخروج الآمن. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت إن الجيش السوري أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل، فيما استعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم. وغادر الآلاف من المقاتلين وأسرهم حرستا المجاورة بالحافلات، الجمعة، بعد اتفاق مع الحكومة لتسليم المدينة. ووافق مقاتلو المعارضة في بلدات أخرى صغيرة قريبة على المغادرة تحت ظروف مشابهة. وبث التلفزيون الرسمي لقطات تظهر أن الاستعدادات قد اكتملت لخروج مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى شمال غرب سوريا. وكشفت اللقطات صورا لشاحنات وجرافات عند مفترق طريق رئيسي ظل لسنوات خطا للمواجهة ومغلقا أمام حركة المرور. وأظهرت إحدى المعدات وهي تزيل حواجز تحت أحد الجسور بينما يتحرك البعض من الجنود في المنطقة. وقالت وسائل إعلام رسمية إن الجيش يتقدم في البلدات التي انسحب منها مقاتلو المعارضة استعدادا لخروجهم. روسيا تتعهد بضمان عدم التعرض للمدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية ويعني ذلك أن دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية التي كانت المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وقالت الأمم المتحدة قبل شهر إن 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية. ويشهد هجوم الجيش لاستعادة السيطرة على المنطقة إحدى أعنف عمليات القصف الجوي والمدفعي في الحرب التي دخلت عامها الثامن. ويقول المرصد السوري إن الحملة العسكرية هناك أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 شخص. واتهم سكان وجماعات معنية بحقوق الإنسان الحكومة باستخدام أسلحة تقتل دون تمييز، وهي براميل متفجرة تسقطها طائرات هليكوبتر وتفتقر للدقة في إصابة أهدافها، إلى جانب استخدام غاز الكلور ومواد حارقة تتسبب في نشوب حرائق شديدة. وينفي الأسد وحليفته المقربة روسيا، التي تقدم يد العون لحملته الجوية، استخدام كل تلك الأسلحة. وتقول دمشق وموسكو إن هجومهما ضروري لإنهاء حكم إسلاميين متشددين على مدنيين في المنطقة. وقال مقاتلون في المعارضة ووسائل إعلام رسمية إن نحو سبعة آلاف مقاتل وأسرهم ومدنيين آخرين لا يريدون البقاء تحت حكم الأسد سيغادرون بلدات زملكا وعربين وجوبر اعتبارا من السبت. وسيتوجه المغادرون إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات “الإجلاء” بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام في العامين الماضيين. لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب فقد كثف الجيش السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل العشرات. كما تشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلي المعارضة المغادرين لبلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح الآلاف من الأسرى المقاتلين الموالين للقوات الحكومية. وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى. وقال مقاتلون في المعارضة الجمعة إن روسيا ستضمن عدم تعرض المدنيين الباقين في المناطق التي استعادها الجيش السوري للملاحقة القانونية. لكن جماعات معنية بحقوق الإنسان قالت إن بعض الرجال أجبروا على التجنيد بعد فرارهم من القتال. وأظهرت لقطات صورتها كاميرا للجيش الروسي في معبر الوافدين قرب دوما مجموعات صغيرة من المدنيين تواصل الفرار السبت نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة خوفا من تنفيذ الجيش المزيد من عمليات القصف. وحمل الفارون أطفالهم وأكياسا تضم متعلقاتهم.
مشاركة :