عنوان هذا المقال كان أحد شعارات الحملات المرورية لتوعية سائقي السيارات بخطورة السرعة. الآن يصدر إعلان رسمي برفع السرعة على الطرق السريعة للسيارات الصغيرة إلى 140 كم في الساعة. المعروف على مستوى العالم أن السرعة هي من أهم أسباب الحوادث المرورية، والمعروف كذلك أن ليس كل المسرعين لديهم مبرر للسرعة، والحقيقة التي يؤمن بها الجميع أن الوصول بالسلامة أهم من الوصول في الموعد المحدد، ولذلك قيل في هذا الصدد المقولة المشهورة: أن تصل متأخراً خير من ألا تصل على الإطلاق. في المملكة أصبحنا من أكثر الدول التي تعاني من الحوادث المرورية وإحصائيات المرور في هذا الشأن معلنة ومقلقة، ولهذا جاء نظام (ساهر) من أجل إلزام السائق بالانضباط وتطبيق أنظمة المرور بما فيها ما يتعلق بالسرعة. المشكلة الجديدة الخطيرة هي استخدام الجوال أثناء القيادة وتشير إحصائيات عالمية إلى ارتفاع نسبة الحوادث التي يسببها استخدام الجوال. أما إذا اجتمعت السرعة مع استخدام الجوال فهذه كارثة، وفي الغالب لا يرجع سبب السرعة أو استخدام الجوال إلى حالات طارئة (إلا ما ندر) ولكن يرجع إلى الاستعجال في الوصول إلى الهدف والاستعجال في الرد على الهاتف. الأخطاء المرورية التي يرتكبها بعض السائقين كثيرة ومرعبة داخل المدن وداخل الأحياء. المنضبطون يشتكون ويعانون من فوضى بعض السائقين الذين لم تؤثر فيهم حملات المرور ولا برامج التوعية ولا إحصائيات الموت والإصابات. هؤلاء لا يكرمون برفع السرعة بل بمزيد من القوانين الصارمة. هؤلاء لا يلتزمون بأنظمة المرور ومنها السرعة وربط الحزام إلا لأنهم يعرفون مواقع ساهر وليس لأنهم يحترمون النظام، ولذلك تجدهم يتبادلون المعلومات حول تلك المواقع. بالنسبة لهم الخطر ليس المشكلة وإنما دفع الغرامة. هؤلاء قلة ويوجدون في كل مجتمع ويجب إخضاعهم للقانون لمصلحة وسلامة الجميع. بقي أن نشير أن سلامة الطريق واكتمال إرشادات السلامة عامل مهم في التقليل من الحوادث المرورية وأقترح على وزارة النقل قراءة تعليقات المواطنين على خبر رفع السرعة للاستفادة من ملاحظات المستخدمين لغرض التطوير إلى مستويات جودة عالية، وبعدها نطرح موضوع تحديد السرعة حسب مستوى الطريق مع تحديد مسار خاص للسرعة القصوى. *نقلاً عن "الرياض"
مشاركة :