يعد قطاع التعليم من أكثر القطاعات المستفيدة من خدمات وحلول تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات، بشرط وضع خطة استراتيجية يتعاون فى تنفيذها كل الجهات المعنية بتطوير العملية التعليمية فى مصر. وبدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بوضع خطة لتطوير قطاع التعليم ما قبل الجامعي. وأكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى تصريحات صحفية، أن التكنولوجيا باتت هى القاسم المشترك لتطوير العملية التعليمية فى مصر، خاصة فى ظل وجود قرابة 20 مليون تلميذ فى مصر بين تعليم ابتدائى وإعدادى وثانوي. وأضاف أن استراتيجية تطوير التعليم فى مصر تستهدف التركيز على التعلم ومساعدة الطلاب على التفكير والابتكار وليس الحفظ والتلقين خاصة أن تعداد سكان مصر يزيد يوما تلو الآخر ويعتبر التعليم المشكلة الرئيسية فى البلاد خاصة أن مشاكل التعليم فى مصر لا تنحصر فقط على التعليم بل تمتد أيضا إلى ١.٧ مليون موظف فى وزارة التربية والتعليم ويستغرق حل مشاكل المعلمين أكثر من ٧٠٪ من الوقت لحل المشاكل الإدارية وغيرها. أشار إلى أن التعليم فى مصر أصبح يفرز خريجين غير مؤهلين لسوق العمل وأصبح الشغل الشاغل لأولياء الأمور إيجاد مقعد لأبنائهم فى الجامعة فلدينا سنويا ١.٥ مليون خريج سنويا لسوق العمل وهم غير متعلمين، مشيرا إلى أنه للقضاء على مشكلة التعليم تحتاج الوزارة إلى بناء ٢٦٥ ألف فصل دراسى والاهتمام بالمخرجات التعليمية. وقال مصطفى فرحات مؤسس منصة «نفهم» المتخصصة في محتوى التعليم والمناهج الدراسيه في مصر والمنطقة العربية، إن تطوير العملية التعليمية لن يتم بمجرد وجود أجهزة «تابلت» مع كل طالب، فمن الممكن توافر هذه الأجهزة دون جدوى حقيقية من استخدامها. وأضاف "فرحات" لم تتكامل عناصر التطوير التكنولوجى فى العملية التعليمية إلا عندما يكون لدى الجهات الحكومية الوعي الكافي بأهمية التعليم التكنولوجي، وأن تتضافر كل الجهود المسئولة عن ذلك فى تنفيذ خطة استراتيجية لتحويل التعليم فى مصر إلى «تعليم إلكتروني»، وأن تعتمد المقررات الدراسية على أنظمة تعليمية تفاعلية بدلًا من أنظمة الحفظ والتلقين التي تعتمد عليها كافة المقررات الدراسية فى المدارس المصرية، توفير المحتوى من المقررات الدراسية بما يتناسب مع الشكل التفاعلي المطلوب، وتوفير البنية التحتية المناسبة لعملية التعليم التفاعلي، وهي عبارة عن شبكة إنترنت وسيرفرات فى كل المدارس، وتدريب المعلم والطالب على استخدام هذه التقنيات وأن تكون جزءا أساسيا من العملية التعليمية ثم توفير الأجهزة والتطبيقات اللازمة لسير العملية التعليمية بهذا الشكل. من جانبه قال الدكتور حازم الطحاوي، رئيس مجلس إدارة اتصال، إن مجال التعليم يعد أحد أبرز المجالات الخصبة بالنسبة للمشروعات والأفكار الجديدة التي تسعى إليها شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خاصة وأن هناك ٢٠ مليون طالب فى التعليم قبل الجامعي، مشيرًا إلى أن هناك رؤية واضحة لدى وزارة التربية والتعليم لإحلال التابلت التعليمي محل الكتاب المدرسي، وما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا من أدوات وحلول عملية لتطوير منظومة التعليم فى مصر فى ظل التحديات التي تعاني منها البلاد والتي تؤثر على جودة التعليم ومخرجاته.
مشاركة :