بعد الدراما الخليجية عن الواقع

  • 3/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المجتمع الخليجي معروف ببساطته وانتماء الأغلب إلى نفس الطبقة الاجتماعية والمادية، مع لفت الانتباه للعادات والتقاليد والجانب الإسلامي فيها. طغت في الآونة الأخيرة الدراما الخليجية على حياتنا، وأصبحت تصور ما هو ليس واقع، فهل يعقل أن يكونوا جميعهم من ذوي أصحاب الشركات والأملاك؟ أيعقل أن ليس هناك من هو دون هذه الطبقة؟ إلى جانب تصوير الصراعات الغير واقعية التي تحدث بين أفراد الأسرة وخصوصا الأبناء بعد موت الأب حول الورث ومن يدير شركته وأملاكه، دون إظهار مشاعر الحزن على فقدان الأب. ودائما ما يجسد الرجل بأنه ذاك الفارس الذي تحلم به كل فتاة أن يأتيها على حصانه الأبيض ليخطفها بعيدا إلى عالم البرزخ والأحلام الوردية، ودائما ما يكون هو ذاك الشاب الذي تربطه علاقات كثيرة بالفتيات على الرغم من ارتباطه بزوجة تجسد هي الأخرى في دور المظلومة التي تكشف خيانة زوجها في نهاية المطاف، بالإضافة إلى مشاهد الضرب والتجريح سواء كان جسديا أو معنويا وكثرة تكرار مشاهد الطلاق واستمرار ملاحقة الزوج لطليقته تحت مسمى الغيرة وأنها كانت يوما من الأيام زوجة له، ويخاف أن تشوه سمعته. وهذا هو ليس بشيم الرجل الخليجي على الرغم من الخلافات الأسرية التي لا تخلو منها البيوت ولكنها تحافظ على تماسك الأسرة ببعضها في الوقت ذاته إلا أنه يظل بريئا من هذا التشبيه الغير مرغوب فيه في مجتمع إسلامي محافظ. ومن جهة أخرى، أغلب الدراما الخليجية تنتهي إما بمرض حاد يصيب أحدهم أو بجلطة تلوي له فمه، أو بتفكك أسري بين أخوين بسبب حب الأول لزوجة الثاني، أو دخول أحدهم السجن بقضية مخدرات، والذي من الصعب الحصول على إحدى هذه المواقف في مجتمعنا الراقي. وكل هذا عائد على كاتب نص المسلسل والمخرج اللذين وافقا على تشويه سمعة مجتمعهم من أجل قبض الأموال، دون الاكتراث إلى ما سيتم تناقله عن المجتمع الخليجي في الدول العربية الأخرى.

مشاركة :