الرباط: لطيفة العروسني تمكنت مصالح الأمن المغربي، أمس، من اعتقال خمسة أشخاص بمدينة مراكش لديهم توجهات متطرفة، كان ثلاثة منهم يعتزمون الالتحاق بتنظيم داعش، بينما كان الاثنان الآخران يحرضان على ارتكاب أعمال إرهابية داخل المغرب باستعمال أحزمة ناسفة. وذكر بيان لوزارة الداخلية المغربية، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنه «بناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية)، أوقفت مصالح الشرطة القضائية في مدينة مراكش خمسة أشخاص ذوي توجهات متطرفة يشتبه في تورطهم في أنشطة إرهابية». وأوضح البيان أن «ثلاثة من الموقوفين كانوا على أهبة الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية بالساحة السورية - العراقية، خاصة تنظيم داعش، ولم يدخروا جهدا للدعاية لهذه المجموعات المتطرفة». أما بخصوص المشتبه فيهما الآخران، فقد أثارا الانتباه من خلال أنشطتهما لنشر الأفكار الإرهابية، بحيث كان أحدهما، حسب البيان، يحرض على ارتكاب أعمال إرهابية داخل المغرب، بواسطة أحزمة ناسفة. وأشار المصدر ذاته إلى أنه سيجري تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء الأبحاث التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. ويأتي الإعلان عن هذه الاعتقالات الجديدة بعد ثلاثة أيام فقط من إعلان وزارة الداخلية عن إيقاف أربعة متطرفين فرنسيين، اثنان منهم من أصول بولونية ورواندية، كانوا يقيمون بمدينتي العيون ومراكش، ويشتبه في كونهم على علاقات بمجموعات إرهابية. وفي موضوع ذي صلة، قال ديفيد هوبس، الأمين العام للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن المغرب راكم تجربة غنية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، تستحق أن يجري تقاسمها مع بلدان منظمة حلف شمال الأطلسي. وأبرز هوبس، في تصريح أوردته أمس وكالة الأنباء المغربية، على هامش زيارة وفد دبلوماسي مغربي لمقر الجمعية البرلمانية للحلف الأطلسي ببروكسل، أن «المغرب في موقع جيد يؤهله لتقديم استشارة مفيدة لدول منظمة حلف شمال الأطلسي حول كيفية مكافحة الجهاديين والمتطرفين بشكل فعال». وأضاف أن التهديد الذي تشكله الشبكات الإرهابية الدولية على الأمن العالمي، والوجود المتزايد للمواطنين الأجانب ضمن مقاتلي (داعش)، يفرض تعاونا منسقا بين جميع البلدان المعنية، ومنها المغرب. وأكد في هذا الصدد أن المغرب يوجد في موقع جيد لتقديم الاستشارة الوجيهة حول كيفية استيعاب ومعالجة إشكالية عودة الجهاديين الأجانب من العراق وسوريا بشكل فعال، وحول آليات الوقاية من استفحال الإيديولوجيات المتطرفة داخل البلدان الغربية. وأضاف هوبس أن الدول الأعضاء بالحلف بإمكانها «استخلاص الدروس» من تجربة المغرب، الذي نجح بشكل فعال وذكي في محاربة الإرهاب الجهادي والأفكار التي تغذي التطرف والراديكالية. كما أشار هوبس إلى أن المغرب يتميز كذلك بعلاقات قوية ربطها وعززها بمرور الوقت مع الحلف الأطلسي، وهو بذلك يعد فاعلا رئيسيا في الحوار المتوسطي، الذي أطلقه مجلس شمال الأطلسي في 1994، انطلاقا من إيمانه بأن أمن أوروبا مرتبط بشكل وثيق بالأمن والاستقرار في المتوسط. ويعد المغرب أول بلد من جنوب المتوسط، الذي أرسى مع الجمعية البرلمانية لحلف الشمال الأطلسي في 1994 علاقة تعاون وشراكة، حتى قبل إطلاق مجلس الشمال الأطلسي، الذي يعد أعلى هيأة سياسية للحلف الأطلسي، الحوار المتوسطي.
مشاركة :