إجلاء ألفي مدني من الغوطة الشرقية إلى شمال غرب سوريا

  • 3/25/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ نحو ألفي مقاتل ومدني اليوم الأحد، بالخروج من جنوب الغوطة الشرقية لليوم الثاني على التوالي في طريقهم إلى شمال غرب سوريا، بموجب اتفاق إجلاء مع روسيا، ما من شأنه أن يحكم سيطرة قوات النظام على آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. وبعد حصار محكم فرضته منذ العام 2013، وحملة عسكرية عنيفة بدأتها في 18 فبراير/ شباط، باتت قوات النظام تسيطر على أكثر من تسعين في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، التي تعد خسارتها ضربة موجعة للفصائل المعارضة. وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي حركة أحرار الشام في مدينة حرستا وفيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقي إجلاء للمقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب (شمال غرب)، تم تنفيذ الأول ويستكمل تنفيذ الثاني الأحد، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة بشأن مدينة دوما، معقل جيش الإسلام. وبعد انتظار لساعات في نقطة التجمع في حرستا التي تشكل الوجهة الأولى للخارجين من مدينة عربين، بدأت الحافلات بالمغادرة تباعاً في طريقها إلى محافظة إدلب، وفق ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» قبل ذلك، أن «26 حافلة على متنها 1807 من المسلحين وعائلاتهم»، كانت تستعد للخروج من الغوطة الشرقية. وقال المقاتل أبو محمد (27 سنة)، أثناء انتظاره في حرستا لـ«فرانس برس»، «خرجت من تحت القصف. قررت المغادرة لأحافظ على حياة زوجتي وأطفالي». وقال أبو يزن، شاب في العشرينات، «أنا مدني ولم أحمل السلاح، تهجّرت من منطقتي بعد قصف عنيف جداً». وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير/ شباط، لحملة عسكرية عنيفة، تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى القبول بالتفاوض. وخلال شهر من العمليات العسكرية، قتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنياً بينهم نحو 330 طفلاً على الأقل. وتخضع الحافلات قبل انطلاقها من حرستا لعملية تفتيش قبل أن يستقل جندي روسي كل حافلة لمرافقتها حتى بلوغ وجهتها. وشاهد مراسل «فرانس برس»، العديد من مقاتلي الفصائل وهم يؤدون الصلاة أثناء انتظارهم وأسلحتهم الخفيفة معلقة على أكتافهم، فيما عمل جنود روس على منع الصحفيين من الاقتراب من مكان التوقف.«دمر مستقبلي» وينص الاتفاق الذي تم توصل إليه فيلق الرحمن، إثر مفاوضات مع روسيا، على إجلاء نحو سبعة آلاف شخص من زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي، في عملية قد تتواصل خلال اليومين المقبلين. وتعد هذه القافلة الثانية التي تخرج من جنوب الغوطة الشرقية غداة قافلة أولى نقلت السبت نحو ألف مقاتل ومدني من المنطقة وبلغت صباح الأحد قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، قبل توجهها إلى إدلب، وفق ما أفاد مراسل «فرانس برس» في المنطقة. ومنذ ساعات الصباح، تجمع عشرات المقاتلين والمدنيين في عربين وسط حالة من الحزن، بعدما وضبوا ما أمكنهم من حاجياتهم في الحقائب وأكياس من القماش، قبل أن يستقلوا أولى الحافلات إلى حرستا. ولم يتمكن الأهالي من حبس دموعهم وهم يهمون بالصعود إلى الحافلات التي وصلت صباحاً وتوقفت في شوارع مملوءة بالركام وعلى جانبيها أبنية مهدمة وأخرى تصدعت واجهاتها أو طوابقها العلوية جراء كثافة القصف، وفق ما أفاد مراسل «فرانس برس» في المدينة. وقال أحد السكان حمزة عباس لـ«فرانس برس»، «يخرج الناس إلى بلاد غير بلادهم. لم يعد لديهم مال أو منازل أو حتى ملابس ليأخذوها نتيجة القصف». وأضاف بتأثر، «قررت مغادرة الغوطة، كيف بإمكاني أن أعيش مع شخص قتل أهلي وأصدقائي؟ مع من دمرني ودمر مستقبلي؟». ويأتي إخلاء جنوب الغوطة الشرقية حيث لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، تواجد محدود بعد إجلاء أكثر من 4500 شخص، بينهم 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام يومي الخميس والجمعة. وقبل التوصل إلى اتفاقات الإجلاء، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانياً داخل مناطق سيطرة الفصائل. وقدرت دمشق عدد الذين غادروا من بلدات ومدن الغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين بأكثر من 107 آلاف مدني عبر «الممرات الآمنة»، التي حددتها الحكومة السورية. وغالباً ما يتم نقلهم إلى مراكز إيواء حكومية في ريف دمشق، تكتظ بالمدنيين.بانتظار مصير دوما في غضون ذلك، ما زال مصير مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية مجهولاً مع انتظار نتائج مفاوضات تجرى مع مسؤولين روس. ويرجح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها إلى منطقة «مصالحة»، على أن تعود إليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي «جيش الإسلام»، من دون دخول قوات النظام. وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح من دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، وأفادت وكالة «سانا»، بخروج 1092 مدنيا الأحد. ووضع النظام السوري، مطلع هذا العام، الأولوية لاستعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، التي تحظى برمزية كبيرة لقربها من العاصمة، وتعد من أولى المناطق التي شهدت تظاهرات احتجاج مناهضة للنظام في عام 2011. طوال فترة سيطرتها على المنطقة، احتفظت الفصائل بقدرتها على تهديد أمن دمشق من خلال إطلاق القذائف التي تسببت السبت بمقتل طفل لاعب كرة قدم من فئة الأشبال، وإصابة سبعة آخرين من رفاقه بجروح، وفق ما أوردت وكالة «سانا». وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية، إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية العام 2016.

مشاركة :