أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن مصر تواجه تحديين، التحدي الأول هو التنمية، والتحدي الثاني هو الإرهاب، مؤكدا أهمية دخول ظاهرة التطرف والإهاب إلى نطاق البحث العلمي بشكل مكثف وأن تخضع للعلوم الانسانية والاجتماعية من خلال دراسات معمقة ومفصلة. وأضاف الخشت خلال الجلسة الختامية بمؤتمر "إطلاق طاقات المصريين" بعنوان "دور البحث العلمي في المشروعات القومية الكبرى- الصحة والدواء"، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال يومي 24-25 مارس الجاري، الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الواقع الحالي وتجمد العلوم التي نشأت حول النص الديني، هو وضع ممتد من القرن الـ19، مؤكدا أن النصوص الدينية هي نصوص ديناميكية تواكب الحياة المتجددة، مشيرا إلى نزول القراءن في 23 عاما.وأضاف الخشت أن الفرق بين النص الديني والخطاب الديني هام، لأن النص الديني هو القراءن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، أما الخطاب الديني فهو عمل بشري لفهم القرءان والسنة، مطالبا بتطوير علوم الدين وليس إحيائها، ومشيرا أنه تناول تلك المواضيع في كتابه "نحو عصر ديني جديد".وأضاف الخشت أننا نعيش في عصر الصراع والتكفير والانشقاق والتفكيك، مؤكدا أننا بحاجة إلى خطاب ديني جديد، قائلا: "لحد الآن عندنا فريقنا، فريق يحاول تقليد الغرب وفريق يحاول تقليد الماضي"، مؤكدا رفضه للإتجاهين؛ لرفضه لفكره التقليد، مشيرا أن لكل عصر ظروفه ومعادلته وخصائصه.وأوضح الخشت أن ظاهرة الإرهاب، يمكن دراستها من عدة جهات منها الجانب الاجتماعي أو التاريخي أوا لاقتصادي أو النفسي أو البيولوجي، مؤكدا وجود قصور في دارسة هذه الظاهرة حتى الآن، ومشيرا إلى أن خلط النص المقدس "القرآن والسنة" وبين أقول العلماء والسلف يسبب التوسع في دائرة الإلهية ومن ثم تحدث ظاهرة التكفير.وأكد الخشت أن القرآن والسنة يحتملان تعددية المعنى وتعددية الصواب، موضحا أنه في نفس الوقت هناك آيات بها قاطعية الصواب مثل "قل هو الله أحد" لها معنى واحد، موضحا أن هناك اختلاف بين اللاتاريخي (المطلق والثابت)، والتاريخي (المتغير).واختتم الخشت حديثه أن تجديد الخطاب الديني لن يحدث إلا بالتحول من الاقتصاد الرعوي إلى الاقتصاد التصنيعي، لأن التصنيع يضع نظام أخلاقي ومن ثم يجبر الشخص على الانخراط فيه، مؤكدا أنه لن تحدث نهضة إلا بحدوث توازن بين العلوم الانسانية والاجتماعية والعلوم الطبيعية، وليس بالعلوم الطبيعية وحدها.
مشاركة :