العنف يزرع الخوف في طريق ملايين التلاميذ الأفغان

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - ترتدي دنيا البالغة ثمانية أعوام البزة المدرسية الزرقاء مع انطلاق الموسم الدراسي في أفغانستان وهي شأنها في ذلك شأن ملايين التلاميذ الأفغان معرضة لخطر الهجمات خلال التوجه إلى المدرسة. وتقول الطفلة وهي تتناول طعام الفطور في منزل العائلة في كابول "إنها الساعة السابعة تقريبا وسنتأخر على المدرسة". وتنهمك والدتها مليحة في تحضير حقائب المدرسة المحمولة على الظهر والوشاح لبناتها. وهو مشهد يتكرر في ملايين الأسر في العالم في اليوم الأول من الموسم الدراسي الجديد. لكن في أفغانستان التي تنهشها الحرب منذ عقود، إيصال الأطفال إلى المدرسة وإعادتهم منها ليس بالأمر السهل. وفي غياب الأفق الواضح ينتشر العنف في كل مكان وغالبا ما يكون المدنيون أول ضحاياه. فغالبا ما يختار الانتحاريون تفجير أنفسهم في ساعات الذروة عندما تكون الشوارع مكتظة بالناس والسيارات. ويتزامن ذلك عادة مع نقل الأهل لأولادهم إلى المدرسة أو إعادتهم منها. وأمضت دنيا وشقيقتاها البالغتان خمس وثلاث سنوات شهري العطلة المدرسية في المنزل وهن يدرسن اللغة الإنكليزية مع مدرس خاص. وهن متشوقات الآن للعودة إلى المدرسة والالتقاء بصديقاتهن. وأدى غياب الأمن في كابول حيث تتنافس حركة طالبان مع متطرفين يعلنون ولاءهم لتنظيم الدولة الاسلامية على ارتكاب أعمال العنف، إلى تقليص حرية تنقل الكثير من الأطفال. نسبة تعليم منخفضة قبيل الساعة السابعة تحمل الشقيقتان الكبريان اللتان ترتديان البزة الداكنة وتضعان وشاحا على الرأس، الحقيبة المدرسية على الظهر. وتؤكد والدتهما بفخر أن ابنتيها تحققان أفضل النتائج في صفيهما. وتنتعل الشقيقتان حذاءهما فيما يعمد والدهما باقي إلى تشغيل محرك السيارة إذ يحرص على عدم الوصول متأخرا إلى عمله في المجلس الأفغاني للطب. وتنطلق عائلة صبوري بسيارتها ببطء بين أزقة الحي الذي تسكنه أسر من الطبقة المتوسطة وتتجاوز عشرات الأطفال الآخرين الذين يرافقهم ذووهم إلى المدرسة. دنيا وشقيقتها سنا هما من بين أكثر من ثمانية ملايين طفل مسجل في المدارس الافغانية هذه السنة على ما تظهر ارقام وزارة التربية. وتشكل الإناث نحو 40% من التلاميذ. غير أن 3,5 ملايين طفل آخر في سن الذهاب إلى المدرسة لا يرتادون أي مؤسسة تربوية بسبب النزاع والفقر وإغلاق مدارس. وتعتبر نسبة الأمية في أفغانستان من الأعلى في العالم وتصل إلى 66% من السكان وفق الجمعية الوطنية الأفغانية لتعليم البالغين. ومع انطلاق العام الدراسي السبت، وعد الرئيس أشرف غني بجعل تحسين النظام التربوي أولوية للحكومة هذه السنة. وأعلن ميزانية قدرها 200 مليون دولار لبناء ستة آلاف مبنى مدرسي خلال السنتين المقبلتين. إلا أن الكثير من الأهل يقلقون من مسألة الأمن فيما يحلم باقي ومليحة بنقل بناتهم إلى المدرسة من دون هاجس التفجيرات. ويقول باقي "المدنيون بخطر أينما كانوا. الأمن مصدر قلق لكل العائلات الأفغانية".

مشاركة :