أصبحت قطر نموذجاً فاضحاً للإرهاب، وذلك حينما تلوّثت أيديها بدماء ملايين الأبرياء عبر دعم التنظيمات المسلحة المنتشرة في المنطقة العربية والأفريقية، والآن أصبحت عنواناً لآفة التطرف. ولم يترك إرهاب قطر المتزايد مكاناً إلا وعبث به فساداً وحوله من الأخضر إلى اليابس، يوم ارتهن للشر وأصبح حليفاً استراتيجياً له، في ظل وجود نظام الحمدين الذي ما أن تطأ قدماه أية دولة، إلا وأصبحت ملاذًا للإرهابيين. واليوم يتجدّد الجدل حول دور إمارة الإرهاب في الأراضي التونسية، لتنفيذ سياسات نظام الحمدين، خاصة أنها تمركزت في البلد العربي الأفريقي من أجل زعزعة الاستقرار وإسقاط النظام الحالي، في مسعى لإعادة جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم. وبدأت الأوراق تتضح ليتم الكشف عن حجرة عمليات في تونس برئاسة ضابط مخابرات قطري يُدعى سالم الجربوعي، يتولى مهام شراء ذمم ليبيين وتونسيين لتنفيذ أجندة الشر. سحب وشبهات وتؤكد وتنقل مواقع إخبارية، ومنها موقع «الجنوب» اليمني، عن مصادر تونسية أن سالم الجربوعي كان مسؤولاً عن المخيمات الليبية على الحدود التونسية عام 2011، وبدأت الشبهات تحوم حوله، بعد أن تقدم إلى بنك الإسكان فرع المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وطالب بسحب مبلغ 550 ألف يورو من حسابه الجاري ببنك الإسكان فرع تطاوين، جنوب شرقي البلاد، والقريب من الحدود الليبية. وأثارت الخطوة التي أقدم عليها الجربوعي، شكوك مسؤولي البنك بالمرسى، ما جعلهم يخطرون السلطات الأمنية بسبب ضخامة المبلغ والشبهات حول تلقّيه تحويلات مالية ضخمة بحسابه الجاري بفرع البنك بتطاوين وصلت 8 مليارات دولار، حسب صحيفة الشروق التونسية. فما كان من الجهات المختصة إلا التحرك للتحقق من الأمر، ورصد وجمع المعلومات حول نشاط القطري الجربوعي، ليتم الكشف عن علاقته بعناصر متطرفة من بينها جمعية «الحياة الخيرية» بمدينة جرجيس، جنوب شرقي البلاد. وكانت المفاجأة الكبرى، حينما اكتشف المحققون أن عمليات السحب نقدًا، قام بها أشخاص تونسيون وقطريون لا علاقة لهم بالحساب الجاري. وتبين أن جميع عمليات السحب التي قام بها هؤلاء الأشخاص خالفت القانون، وتمت من دون تفويض كتابي، كما لم يتم التنصيص بمطبوعة السحب على هويات الساحبين وأرقام هوياتهم وإمضاءاتهم، وذلك في مخالفة لقوانين الصرف.
مشاركة :