مسيحيون ومسلمون يشاركون في صلوات عـــلى أرواح ضحـــــايـــا الاعتـــداء فـي جنـــوب فــرنســـا

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

تريب - (أ ف ب): انصرف سكان تريب وضواحيها من الكاثوليك والمسلمين وغير المؤمنين إلى الصلاة أمس الأحد، بعد يومين على الهجمات الإرهابية التي صدمت هذه القرية الواقعة في جنوب فرنسا ومدينة كاركاسون المجاورة. وفيما كان المسيحيون الكاثوليك يحتفلون بأحد الشعانين الذي يسبق أحد الفصح، تدفق المئات أمس الأحد إلى كنيسة تريب الكاثوليكية، وشقوا طريقهم حاملين أغصان الزيتون أو الغار بين عشرات الصحفيين. وكان عناصر من الدرك المدججين بالسلاح يؤمنون الحراسة أمام الكنيسة. في احد متاجر هذه القرية الهادئة، أقدم شاب متطرف قال إنه ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية على إطلاق النار يوم الجمعة وتسبب بمقتل أربعة أشخاص. وقال الكاهن فيليب غيتار إن «الناس يشعرون بالحزن، هم متضامنون مع الذين يتألمون، وصدمهم هذا العنف. كانوا يظنون أنهم يتمتعون بالحماية» في هذه المدينة الصغيرة التي يناهز عدد سكانها 6000 نسمة. وقد دخل ذوو ضحايا يرتدون نظارات شمسية الكنيسة، يعزي بعضهم البعض الآخر. وحرص مندوبون يمثلون المسلمين على المشاركة في تكريم الضحايا. وخلال القداس، قال لهم أسقف كاركاسون المونسنيور آلان بلاني إن «حضوركم يثبت لنا أن دعاة الكراهية لن يربحوا أبدا». وشدد إمام مسجد فيغييه دو كاركاسون محمد بلمينوب، لدى خروجه من الكنيسة، على أن «المسلمين طعنوا، الإسلام نفسه طعنه أشخاص يستخدمون رموزا عزيزة على قلوبنا. (عبارة) (الله أكبر) رمز لعبادة الله، هذا يعني أن الله هو أكبر من الكراهية». وأضاف الإمام: «لا نجد الكلمات، نشعر بالاضطراب»، مؤكدا أنه جاء للدفاع عن «فرنسا المتعددة المشارب والطوائف. يجب أن يضع الجميع هذه الفكرة في رؤوسهم. نحن محكومون بالعيش معا والتصدي لهذه الخراف الضالة». من جهتها، اعتبرت ربيعة المسلمة إحدى سكان كاركاسون أن «الله للجميع، نحن جميعا بشر، وبيته مفتوح للجميع». تحت سماء ملبدة بالغيوم وعلى الرغم من البرد، شارك عشرات الأشخاص في فناء الكنيسة في مراسم الصلاة التي بثتها مكبرات الصوت، فيما كانت الكنيسة التي تتسع لـ350 شخصا تغص بالحاضرين. ولم يكن في وسع ليليال دال ماس، إحدى سكان قرية كابيندو المجاورة، أن تأتي لحضور القداس في الوقت المحدد، لكنها قررت أن تأتي ولو متأخرة للإعراب عن «تضامنها»، وقالت: «هذا أمر خطير، ويا للأسف، لم تنته بعد» هذه الأفعال. وقال اميل أكو الرسام المتقاعد إن «فرنسا بكاملها حزينة» وليس تريب فقط. وتعليقا على موجة الاعتداءات التي أسفرت عن 245 قتيلا في كل أنحاء البلاد منذ 2015، قال: «نحتاج إلى أن يتوقف ذلك». «لقد سقط بطلا»، كما قال الرئيس ايمانويل ماكرون عن الليفتنانت-كولونيل ارنو بلترام الذي تبرع بالحلول محل رهينة احتجزها رضوان لقديم في متجر تريب، وقد احتل مكانة خاصة في تكريم الضحايا.

مشاركة :