بدمشق – أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مدينة تل رفعت ستكون المحطة الموالية لعملية غصن الزيتون التي انطلقت في يناير الماضي بمنطقة عفرين شمالي حلب ونجحت القوات التركية والمجموعات السورية الموالية لها في السيطرة عليها قبل أيام، بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي منها. وقال أردوغان من مدينة طرابزون على البحر الأسود “بإذن الله سنضمن أن تحقق هذه العملية هدفها بعد السيطرة على تل رفعت خلال فترة قصيرة”. ويرى مراقبون أن إعلان الرئيس التركي أن تل رفعت الواقعة في شمال حلب هي المحطة الموالية قد يكون نتاج اتفاق بينه وبين روسيا. وكانت تسريبات قد تحدثت عن وجود مفاوضات بين الجانبين التركي والروسي بشأن دخول القوات التركية إلى المدينة، خاصة بعد تعثر المحادثات بين أنقرة وواشنطن بشأن منبج، التي سبق وأن قال أردوغان إنها ستكون الوجهة التالية. وسبق وأن اتهمت الوحدات الكردية روسيا بإعطاء الضوء الأخضر لتركيا لشن الهجوم على عفرين، عبر إخلاء قواتها المنتشرة في المنطقة، وأيضا من خلال فتح الأجواء أمام الطائرات التركية. وتقع تل رفعت التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، بين منبج وعفرين، وبالتالي فإن على تركيا في حال أرادت السير قدما صوب منبج السيطرة على تلك المدينة. بعد السيطرة على عفرين، يشعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن لا شيء يمكن أن يوقف طموحه في السيطرة على كامل ريف حلب الشمالي، وبالتالي فرض نفسه كرقم صعب على الساحة السورية، وأيضا إنهاء أي طموح كردي في إنشاء إقليم حكم ذاتي. وكانت الوحدات الكردية قد سمحت بدخول العشرات من عناصر القوات الشعبية الداعمة للنظام السوري، وسلمتها بعض المواقع في تل رفعت، على غرار ما حصل في عفرين، في محاولة لتجنب الهجوم التركي. ولا يستبعد المراقبون أن تتعرض المدينة إلى نفس مصير عفرين في حال حصل فعلا اتفاق بين أنقرة وموسكو. ويرى البعض أن روسيا ومن خلال مسايرتها للنظام التركي تأمل في حدوث صدام بينها والإدارة الأميركية التي لا تزال مواقفها من استمرار دعم الوحدات الكردية ضبابية. ويقول هؤلاء إن روسيا تغامر فعلا بهذا التوجه لأنه ليس مستبعدا على الرئيس التركي أن ينقلب على تفاهماته معها، خاصة بعد أن يضمن تحقيق السيطرة على كامل ريف حلب الشمالي، وقد يذهب باتجاه عقد صفقة مع واشنطن حينها. وقال أردوغان الأحد إن “على الولايات المتحدة أن تتسلّم السيطرة في منبج من التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب) وتسليم المنطقة إلى أصحابها الحقيقيين، وفي حال عدم إخراج التنظيم منها فإننا سنضطر إلى تحقيق ذلك مع سكان المنطقة”. وفي 20 يناير بدأت أنقرة هجوما جويا وبريا على منطقة عفرين في سوريا للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية، في حين تعتبرها واشنطن عنصرا أساسيا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وفي 18 مارس تمكنت القوات التركية ومعارضون سوريون موالون لها من السيطرة على كامل عفرين وانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها دون قتال. وتعتبر السيطرة على عفرين خطوة كبيرة بالنسبة لتركيا التي تسعى إلى إحكام سيطرتها على شمال سوريا.
مشاركة :