إردوغان: عملية «غصن الزيتون» ستسيطر على تل رفعت «خلال وقت قصير»

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجدداً، أن عملية «غصن الزيتون» العسكرية لن تقتصر على عفرين التي انتهت السيطرة عليها أول من أمس، بل ستمتد إلى منبج وإدلب وغيرهما من المناطق في الشمال السوري. وكشف إردوغان عن أن 302 من عناصر «الجيش السوري الحر» قتلوا خلال عملية «غصن الزيتون» التي نفذها الجيش التركي وفصائل سورية معارضة ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين بريف حلب. وقال إن بلاده ستحقق أهداف عملية «غصن الزيتون» من خلال السيطرة على مدينة تل رفعت بريف حلب «خلال وقت قصير» أيضاً.ودعا، في كلمة خلال مؤتمر لفرع حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية طرابزون شمال شرقي تركيا، أمس، الولايات المتحدة إلى تسليم السيطرة على منبج من «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى «أصحابها الحقيقيين»، وأكد أنه في حال عدم إخراج «الوحدات» الكردية من منبج، فإن تركيا ستضطر لتحقيق ذلك بالتعاون مع سكان المنطقة.وكان إردوغان قال أول من أمس إن «إخوتنا يبعثون برسائل يطالبون فيها تركيا بإحلال الأمن والاطمئنان والاستقرار، بدءاً من تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك... ولن نقف متكوفي الأيدي تجاه نداءاتهم وسنلبي طلبهم». وجاءت تصريحات إردوغان عقب مظاهرة نظمها أهالي تل رفعت بمحافظة حلب، شمال سوريا، تطالب قوات «غصن الزيتون» بتحرير مدينتهم من أيدي «الوحدات» الكردية.وفي خطاب آخر أمس في ولاية جيرسون بشمال البلاد، أشار إردوغان إلى أنه تم «تحييد» 3747 مسلحاً منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون» في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ووجه انتقادات حادة إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، بسبب مواقفه السابقة من «الجيش السوري الحر» حيث زعم الحزب أن فصائل «الحر» تضم من بين أفرادها «عناصر إرهابية».وقال إردوغان مخاطبا منتقدي «الجيش الحر»: «الجيش الحر الذي لا يعجبكم فقد 302 من عناصره في عملية غصن الزيتون»، متهماً بعض الأطراف (لم يسمها) بتقديم الدعم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية.ويهاجم إردوغان والمسؤولون الأتراك واشنطن باستمرار بسبب دعمها المالي والعسكري لـ«الوحدات الكردية» التي تعتبرها أنقرة امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف تنظيماً إرهابياً.في المقابل، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قوات الأمن التركية بالقيام، بشكل روتيني، بترحيل مئات، وأحياناً آلاف، من طالبي اللجوء على الحدود بين تركيا وسوريا، إلى محافظة إدلب السورية التي تمزقها الحرب. وأشارت إلى أن قوات حرس الحدود التركية أطلقت النار على طالبي اللجوء الذين حاولوا دخول تركيا عبر طرق التهريب، وأوقعت بينهم مصابين وقتلى، ورحّلت إلى إدلب السوريين الذين وصلوا حديثاً إلى مدينة هطاي التركية، على بعد 30 كيلومتراً من الحدود السورية.وأشارت المنظمة إلى 10 حوادث وقعت بين سبتمبر (أيلول) الماضي وأوائل مارس (آذار) الجاري أطلق خلالها حرس الحدود التركي النار على سوريين أثناء محاولتهم العبور، وقتلوا 14 شخصاً، بينهم 5 أطفال، وأصابوا 18 آخرين. كما وقع مدنيون في إدلب في مرمى النيران المُتبادلة بين القوات الكردية والتركية خلال عملية «غصن الزيتون» في عفرين.وتنفي تركيا هذه التقارير وتؤكد احترامها مبدأ عدم الإعادة القسرية. ورداً على الاتهامات الموجهة إلى تركيا، التي تستضيف نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري، بعثت المديرية العامة لشؤون الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية لـ«هيومن رايتس ووتش» بياناً مطولاً قالت في جزء منه إنه «مع الحفاظ على أمن الحدود ضد المنظمات الإرهابية، تواصل تركيا قبول السوريين المحتاجين القادمين إلى الحدود، وعدم إطلاق النار أو استخدام العنف ضدهم». وأضاف البيان أن المديرية سجلت 510 آلاف و448 سورياً قدموا عبر البوابات الحدودية في عام 2017 كما سجلت منذ بداية العام الجاري 91 ألفاً و866 سورياً ووفرت لهم حماية مؤقتة وأن الادعاءات التي تشير إلى عدم تسجيل السوريين غير صحيحة.في سياق متصل، نفى المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، تقارير عن استهداف قوات الجيشين التركي و«السوري الحر»، المشاركة في «غصن الزيتون»، مناطق أثرية وكنيسة بمنطقة عفرين. وكذّب أكصوي، في بيان مكتوب، الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام حول قصف طائرات تركية موقع «براد» الأثري جنوب مدينة عفرين، وكنيسة «جوليانوس» التاريخية الموجودة ضمنه. وأكد المتحدث التركي أن المقاتلات التركية لم تنفذ أي غارة جوية على المنطقة، مشيراً إلى أن الكنيسة سبق أن تعرضت لأعمال تخريب من قبل مجموعات مسلحة عام 2013. وهي معلومة «يمكن التأكد من صحتها بكل سهولة من مصادر عدة».وأضاف أكصوي أن اتهام بلاده باستهداف الآثار والكنيسة، يصب في إطار سلسلة من «الأخبار الكاذبة» التي تروجها وسائل إعلام أجنبية ضد تركيا.

مشاركة :