ضمن زيارته الولايات المتحدة والتي بدأت الثلثاء الماضي، شهد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في مدينة بوسطن التي وصلها السبت، توقيع اتفاقات في قطاعات تقنية وأخرى للبحوث، من بينها اتفاق لتطوير مضاد لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو ما يعرف بـ «فيروس كورونا». وشهدت الزيارة توقيع سبعة اتفاقات، الأول تعاون بين شركة «أرامكو السعودية» ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حول التطوير المستدام في قطاع الطاقة، والاتفاق الثاني يتعلق بالتعاون في بحوث الانحلال الحراري للغاز الطبيعي بين شركة سابك ومعهد ماساتشوستس، والثالث تعاون لإنشاء مركز بحوث في نظم الهندسة المعقدة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعهد ماساتشوستس، والاتفاق الرابع تعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومستشفى بريغهام للنساء لمصلحة مركز التميز في الطب الحيوي، والخامس شراكة بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وشركة تطوير المنتجات البحثية لإنشاء مركز لإنتاج اللقاحات ومنتجات «البيوتيك» في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. أما الاتفاق السادس فهو «زمالة ابن خلدون» الذي وقِّع بين معهد ماساتشوستس ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والسابع لإنشاء مركز لصناعة لقاحات ومنتجات البيوتيك بين «جنرال إلكتريك للصحة» و «أفلام فوجي دايوسنث لتقنية البايوتك»، وذلك لتوريد المعدات وتطوير مضاد لمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسي. وعقد ولي العهد السعودي في بوسطن أمس اجتماعاً مع رؤساء الجامعات وكبرى الكليات والمعاهد فيها، وهم عميد جامعة هارفرد آلان غاربر، ورئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا رافائيل ريف، ورئيس جامعة بوسطن بوب براون، ورئيس جامعة تفتس أنتوني موناكو ورئيس جامعة نورث إيسترن جوزيف عون ورئيس كلية بابسون كيري هيلي. وعرضت خلال الاجتماع مجالات التعاون بين المملكة والمؤسسات التعليمية في بوسطن في الجانبين العلمي والبحثي، وتعميق الشراكة معها عبر مبادرات وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وزار ولي العهد في بوسطن، جامعة هارفرد حيث التقى عميدها وأعضاء في هيئة التدريس، واستعرض الجانبان خلال اللقاء أوجه التعاون بين المملكة والجامعة في عدد من المجالات، وفرص تطوير التعاون بخاصة في البحوث المتقدمة في مجالات مثل ريادة الأعمال وهندسة النظم وتطوير أساليب التعليم لمواكبة تحديات العصر. كما زار الأمير محمد بن سلمان مركز «آي بي إم واتسون» للصحة، وأطلع نائب الرئيس الأعلى لنظام واتسون ديفد كيني، ولي العهد على عرض مرئي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحسين أداء البحوث حول العقاقير. بعد ذلك توجه ولي العهد إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، والتقى رئيسه رافائيل ريف الذي رافقه في جولة شملت مختبر ألبايو ميكاترونكس الذي يعمل لاستخدام التقنيات الحديثة في الأطراف الاصطناعية. وشاهد الأمير محمد بن سلمان في معرض الابتكار في المعهد نماذج من الابتكارات الصناعية الحديثة ومجموعة مختارة من منتجاتها التقنية لعدد من الجامعات والشركات السعودية، في إطار تعاونها البحثي والعلمي مع معهد ماساتشوستس، إذ تمّ في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية استعراض المستشعر المغناطيسي ذي الاستعمالات الحيوية في ميدان اكتشاف النفط والغاز، ومشروع يخص المدن الذكية لاستعمالات الطاقة البديلة في تطبيقات مختلفة. وفي جناح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عرضت أربعة برامج، إذ يسعى برنامج البحوث المتقدمة إلى الاستثمار في تقنيات المستقبل، كما يهدف البرنامج الثاني إلى تعزيز الابتكار في كل مراحله من خلال برنامج الاستثمار التقني في الشركات الناشئة والشركات التقنية. كما يسعى برنامج مسار الابتكار السريع إلى تأسيس بيئة تساهم في زيادة التجارة بين المملكة والولايات المتحدة. كما يهدف البرنامج الرابع إلى تأهيل الباحثين الموهوبين في السعودية من خلال برنامج قادة التقنية الذي يوفر فرصة فريدة لتطوير كفاءة الباحثين والباحثات السعوديين. واستعرض ولي العهد في جناح المدينة مجموعة مختارة من منتجاتها التقنية والتي طورتها بالتعاون مع أفضل الجامعات الأميركية. وفي جناح الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» عرضت المنتجات المتخصصة في الصناعات البلاستيكية الهندسية، وتقنيات تختص بصناعة السيارات والأجهزة الطبية. أما في جناح «أرامكو»، فعرض مركز أبحاث «أرامكو السعودية» في بوسطن نماذج من برامجه، ومنها تحويل الزيت الخام إلى المواد الكيماوية بنسبة 70 في المئة، وبرنامج محاكاة الزيت والغاز، وتصنيع ثلاثي الأبعاد، وتقنيات النانو، وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيماوية لتقليل الانبعاثات من أجل حماية البيئة.
مشاركة :