تلاحق أجهزة الأمن المصرية المتورطين في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر أول من أمس، بعد تحديد هوياتهم في غضون ساعات من التفجير، في وقت تقدم النمر وقيادات رفيعة المستوى جنازة عسكرية أمس لتشيع جثماني شرطيين قُتلا في الهجوم، الذي لم تتبنه أي جهة حتى مساء أمس. وكانت عبوة ناسفة موضوعة أسفل إحدى السيارات على جانبي الطريق في شارع المعسكر الروماني في منطقة سيدي جابر انفجرت صباح أول من أمس، أثناء مرور موكب مدير أمن الإسكندرية، ما أسفر عن مقتل سائق سيارة الحرس في الحال، وأحد الجنود متأثراً بجروحه، وجرح 5 آخرين. وقال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار في تصريحات صحافية خلال تفقده موقع التفجير أول من أمس: «لدينا معلومات جيدة عن مرتكبي الحادث، تقريباً تم تحديدهم». وشدد على أن «الإرهاب لن يثنينا عن استكمال مسيرتنا، الإجراءات متخذة أصلاً وتتابع بصورة طبيعية». وأضاف عبدالغفار وفق بيان للوزارة: «الحادث محاولة يائسة لزعزعة أمن البلاد واستقرارها والنيل من عزيمة الشعب المصري وإصراره على استكمال مسيرة بناء المستقبل». ورجح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ناجح إبراهيم تورط حركة «حسم»، الذراع العسكرية لجماعة «الإخوان» في الهجوم، كون معقلها الرئيس في البحيرة (شمال مصر)، لافتاً إلى أن الحركة لم تتبن الهجوم بسبب فشله. وقال إبراهيم إن التفجير سبقته حملة أمنية استهدفت منسوبي «الإخوان» في الإسكندرية على مدار الشهرين الماضيين، لتمرير الانتخابات الرئاسية في هدوء، لكن يبدو أن خلية كانت تُعد في الخفاء لهذا الهجوم. وتوقع اعتقال منفذيه قريباً لأن أجهزة الأمن في المدينة الساحلية تملك معلومات جيدة ومهمة عن شبكة التطرف فيها. ووجه رئيس البرلمان المصري الدكتور علي عبدالعال أصابع الاتهام في التفجير إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في مصر، للنيل من الانتخابات الرئاسية. وقال في تصريحات صحافية على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف أمس: «الانفجار كان متوقعاً... تصريحات قيادات الإخوان من تركيا، بدعوة المواطنين إلى عدم المشاركة في الانتخابات، كان لا بد أن يصاحبها بعض الرسائل لإرباك المشهد المصري الخاص بالانتخابات». إلى ذلك، شيّع آلاف من قيادات الدولة والأهالي قتيلي الهجوم أمس، في جنازة عسكرية تقدمها النمر، وقائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء محمد عشماوي، ومحافظ الإسكندرية الدكتور محمد سلطان، ووفد أزهري وآخر كنسي، وعدد من نواب البرلمان. والتف الجثمانان بعلم مصر، فيما ردد المشيعون هتافات «الشعب يريد إعدام الإرهاب». في غضون ذلك، دان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط التفجير. وقال الناطق باسمه الوزير المفوض محمود عفيفي في بيان أمس، إن أبو الغيط يجدد تضامنه الكامل مع مصر في حربها ضد الإرهاب الأسود الذي يرمي من خلال جرائمه المشينة إلى زعزعة أمنها واستقرارها.
مشاركة :