[لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة] abkrayem@gmail.com كنتُ قد تناولتُ في مقالاتٍ عدة خلال السنوات الماضية قضية الوصاية الجبـْرية على المرأة السعودية، وطرحتُ تساؤلاتٍ حول مُعاملة الـمرأة السعودية بوصفها ناقصة الأهْلية مهما بلغت من العلم والعُمْر، وإعطاء حق تقرير مصيرها لرجلٍ قد يقصُر هو عن تقرير مصيره وضبط سلوكه الشخصي، لمجرّد أنه قريبٌ ذَكَر، وطرحتُ أكثر من مرة ما تُسببه السلوكيات غيـر المُنضبطة لتلك الولاية من معاناة كثيـرٍ من النساء في مُجتمعات ذكورية، كرّست عند كثيـر من الرجال مفهوم الولاية الشرعية بشكل مُشوّه، بعيداً عن الرؤية الإنسانية ومفهوم الرجولة الحقّة، فالولاية تأسّست على مقاصد شرعية، تهدف لحفظ الدين والعقل والنفس والنسل والـمال. من المهم التأكيد على أن ولاية الرجل على المرأة، لا تعني انعدام كفاءتها، أو معاملتها معاملة القاصر والمجنون، فهي قِوامةٌ محدودة مشروطة، تستوجب القيام على شؤونها والإنفاق عليها وحفظ حقوقها، لكن بعض الذكور أساء استخدامها تبعاً لعاداته وتقاليده ومصالحه المُتسلّطة، ففي قوله تعالى: (ولا تَعْضُلوهُنّ)، نهيٌ شديد عن التسلّط عليها وابتزازها، وحرمانها من حقوقها المشروعة بحجة الولاية . وانطلاقاً من إيمان القيادة الحكيمة بأنه: «لا يوجد فرقٌ بين الرجل والمرأة، فجميعُـنا بَشر» وأن «هناك حقوقاً منصوصاً عليها في الإسلام لا تزال لا تملكُها النساء»، كما جاء في حديث سـمو ولي العهد الأميـر محمد بن سلمان لقناة (سي بي إس) الأمريكية، لا أشك أبداً في اضطلاع الحكومة بمسؤوليتها ومُضيّها قُدُماً وبإصرار في طريق تعديل عددٍ من الأنظمة والقوانين التي تضمنُ تحقيق العدل والمُساواة الاجتماعية والاقتصادية والمهْنية العمَلية بين الجنسيـن، وتـُجرّم التميـيز والتحرّش ضد الـمرأة، وتكرّس حقّها في تقرير مصير دراستها، وعمِلها، وسفرها، وعلاجها، وبعثتها، دون استجداءٍ ولا تسوّل، وتسمحُ للمرأة السعودية البالغة الراشدة مُـمارسة حياتها واختياراتها بشكلٍ مُنضبط إنساني قانوني، يـُحاسبها ويُعاقبها نظاماً كما يُحاسب ويُـعاقب الرجل، دون معاناتـها من إساءة استغلال «وليّ أمرها» للولاية الشرعية، واضطرارها للإذعان لـما يتم مُمارسته من كثيـر من الرجال عليها بعد سنّ الرشد، بحجة الوصاية غيـر المُبرّرة شرعاً أو إنسانياً أو أخلاقياً، فلا خوف على المرأة السعودية من الانفلات السلوكي الذي يُحاول بعضهم تصويره والتحذير منه، إذ لها نصيبٌ كبيـر من التعليم الديني والتربية الأخلاقية، والالتزام بالتقاليد والأعراف الاجتماعية الأصيلة.
مشاركة :