هيبة الحكم لا تنحني!!

  • 3/26/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال: "يجب أن تقترن العدالة بالقوة بحيث يصبح كل شيء عادلاً قوياً وكل قوي عادلاً" القاضي في كل دول العالم يجلس على كرسي في مكان مرتفع عن بقية الحضور في قاعة المحكمة، الجميع يرفعون رؤوسهم للأعلى لكي يشاهدوا هيبة وشموخ القاضي، العدل والقوة توأمان سياميان لا يمكن فصلهما. حكم المباراة لا يختلف عن القاضي في المحكمة كلاهما دستورهما "العدالة"، لا شيء يمهد طريقها غير "القوة" متى ما غابت اختل ميزانها. لقد شوه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من دون أن يشعر شخصية الحكم وألبسه ثوب الضعف بدلاً من تاج القوة. في كل مباراة ينحني حكم المباراة بين أرجل اللاعبين، وكأنه "يلمع الأحذية" من أجل وضع "الفوم البخاخ" لتحديد موقع حائط الصد على بعد 10 ياردات من موقع الكرة، عندما يعبر الحكم بجسده المنحني بين سيقان اللاعبين ورأسه بين أقدامهم يتجول يسقط ميزان العدالة من القوة والشموخ إلى الإذلال والإهانة. "فيفا" اهتم بالبخاخ وجودته ونسي الحكم الإنسان وكرامته!!. 45 ثانية فقط يبقى أثر البخاخ على عشب الملعب يتبخر من الهواء والضوء. 90 دقيقة ينحني فيها الحكم بين أقدام اللاعبين لتتبخر كرامته ويبقى أثر الإهانة طيلة المباراة. لا يبقى إلا أن أقول: لا أريد أن أقطع رزق صاحب فكرة "الرغوة المتبخرة" البرازيلي هاين أليماجني.. بالعكس الفكرة رائعة لكن تنفيذها يفترض أن يكون بصورة أفضل من دون إهانة حكم المباراة بالانحناء وكأنه يريد أن يقبل أحذية اللاعبين أو يلمعها!!. هذا البرازيلي عندما أعلن فكرته تكفّل الصحفي الأرجنتيني المشهور بابلو سيلفا لترويج المنتج، ولقد أقنع المجلس الدولي لكرة القدم المشرع لقوانين اللعبة على اعتماده في الملاعب من عام 2012م. لدي فكرة بسيطة تحتاج إلى إيمان المسؤولين في رياضتنا السعودية لترويجها من خلالها نحفظ كرامة الحكم في ملاعبنا لتصبح "فكرة سعودية" تنتشر في كل ملاعب العالم. الفكرة: "تطوير بخاخ الرغوة يكون له أنبوب يمتد يسمح للحكم بتحديد الخط أمام اللاعبين من دون انحناء". لا أعرف ربما هذه الفكرة تتبخر مثل بخاخ الرغوة في 45 ثانية.. أم يبقى لها الأثر في ملاعبنا لتعود للحكم كرامته المسلوبة؟! قبل أن ينام طفل الــ"هندول" يسأل: لماذا ينحني الحكم وكأنه بالبخاخ الرغوة يلمع أحذية اللاعبين؟! هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.

مشاركة :