بيروت - قالت جماعة جيش الإسلام، آخر فصائل المعارضة التي تسيطر على أراض في الغوطة الشرقية، الأحد إنها لن تنسحب إلى مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة في سوريا مثلما فعل غيرها من جماعات المعارضة التي توصلت لاتفاقات بالتفاوض مع روسيا حليفة الحكومة السورية. وبعد هجوم بري وجوي استمر شهرا وإبرام اتفاقات وافق مقاتلو المعارضة بموجبها على الانتقال إلى شمال سوريا، سيطرت القوات الموالية للحكومة السورية على معظم المنطقة التي كانت آخر معقل رئيسي لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة دمشق. وبلدة دوما، أكثر مناطق الغوطة الشرقية سكانا، هي الوحيدة التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة. ويتفاوض جيش الإسلام حاليا مع روسيا بخصوص مستقبل المنطقة وسكانها. وقال حمزة بيرقدار المتحدث باسم هيئة أركان جيش الإسلام لمحطة راديو الكل الإذاعية السورية ومقرها اسطنبول متحدثا عبر سكايب من الغوطة الشرقية "المفاوضات الجارية مع روسيا هي من أجل البقاء في دوما وليس من أجل الخروج منها". واتهم بيرقدار الحكومة السورية بمحاولة تغيير التوازن الديمغرافي للغوطة الشرقية بطرد المحليين منها ليحل حلفاؤها محلهم. وأضاف أن جيش الإسلام يطلب في المفاوضات مع روسيا ضمانات على عدم طرد بقية السكان المحليين من المنطقة. كانت جماعتا أحرار الشام وفيلق الرحمن، وهما من جماعات المعارضة الأخرى التي كانت تسيطر في السابق على مناطق بالغوطة الشرقية، توصلتا لاتفاقات تنسحبان بموجبها إلى إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا. وتقول موسكو ودمشق إن حملة الغوطة ضرورية لوقف القصف الدامي الذي تشنه قوات المعارضة على العاصمة. وتتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح من دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، وأفادت وكالة الانباء السورية الرسمية بخروج 1092 مدنيا الاحد. وجعل النظام السوري، مطلع هذا العام، من استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية اولوية له نظرا لرمزيتها الكبيرة بسبب قربها من العاصمة، وهي تعد من أولى المناطق التي شهدت تظاهرات احتجاج مناهضة للنظام في عام 2011. وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية العام 2016.
مشاركة :