طرابلس - في صورة غير مألوفة يشهد ملعب طرابلس الدولي وهو أحد أكبر الملاعب في ليبيا تجمع لاعبات المنتخب النسائي في آخر الحصص التدريبية وذلك استعدادا لخوض التصفيات الإفريقية. وتأسس المنتخب النسائي في ليبيا عام 1997 لكن لم يسمح له بالمشاركة إلا في البطولة العربية للخماسيات، وذلك عام 2000، حيث فازت اللاعبة حدهم العابد آنذاك بلقب أفضل هداف في البطولة الخماسية. ولم يستطع المنتخب النسائي التقدم خلال السنوات الماضية لأسباب متعددة، أبرزها ضعف الإمكانيات المادية وعقلية "أولياء الأمور" باعتبار المجتمع الليبي محافظا بحسب مدرب المنتخب حسن الفرجاني. وقال الفرجاني "نحن نعمل بخطى ثابثة وبعدة طرق حتى يتم تطوير المنتخب بالتعاون مع اتحاد كرة القدم إضافة لتأسيس نواد نسائية ودوري عام لإنجاحها، لأن اللعبة تتطلب وجود ضوابط تنظيمية كبيرة". وأضاف الفرجاني "أنهم يعملون حالياً للاستعداد لتصفيات كأس إفريقيا، وستكون المواجهة مع المنتخب الإثيوبي، الذي يتمتع بمستوى بدني عاليا، لكننا نتفوق عليهم فنياً". وأوضح الفرجاني أن اختيار اللاعبات كان عن طريق المدارس أو العلاقات الخاصة، وأن المنتخب الآن يتكون من مجموعة كبيرة من لاعبات طرابلس وبنغازي، عدا عن وجود تواصل مع مجموعة أخرى من الليبيات في أميركا ومصر يرغبن في المشاركة والانضمام للمنتخب. بدورها بيّنت اللاعبة رشا نوري ميلود (25 عاماً ) أن بداية انضمامها للمنتخب كان في 2011، حيث تم استدعاءها للمنتخب بعد فوزها بالترتيب الثاني في دوري المدارس على مستوى بلدية طرابلس. وأضافت ميلود أن أول مشاركة فعلية لها مع المنتخب كانت في العام 2016، خلال مواجهة مع المنتخب المصري. وأشارت أن المنتخب النسائي الليبي لديه مواهب لكنها تواجه قيود المجتمع الليبي المحافظ، حيث يصعب على المرأة لعب كرة القدم باعتبارها حكرا على الرجال فقط. وذكرت أن انضمامها للمنتخب لم يشكل صدمة قوية للكثيرين ممن حولها، بحكم بداياتها في ممارسة لعبة كرة القدم مع أخوتها وأقاربها وأنها واجهت بعض الصعوبات فقط. من جهتها قالت حليمة عيسى الكوني حارسة مرمى المنتخب أنه من بين الصعوبات التي تواجههم عدم وجود ملعب خاص للتدريب لأن الملعب الوحيد الموجود في العاصمة طرابلس يحتضن العديد من المسابقات كالدوري والكأس وبعض الأوقات تكون خاصة لتدريبات منتخب الرجال . وأضافت حليمة التي التحقت بالمنتخب بعد إتمامها دراستها الطب ا بأن المنتخب ينقصه الدعم المعنوي أكثر من المادي الذي يأتي بعد المباريات. أما عواطف أبوشويشة رئيسة الاتحاد الليبي للرياضة النسائية فترى أن الرياضة النسوية بشكل عام في ليبيا مهمشة وأن دورهم كاتحاد هو الارتقاء برياضة المرأة والاهتمام بالمتميزات مادياً ومعنوياً . وأشارت أبوشويشة أن اختيار اللاعبات في طرابلس تم بعد القيام بالعديد من النشاطات الرياضية المدرسية، لاختيار الأفضل بينهم للمشاركة في المنتخب. ولفتت أن أولى المباريات التي سيخوضها المنتخب النسائي الليبي ستكون في مصر 4 إبريل/نيسان القادم ضد المنتخب الإثيوبي.
مشاركة :