شارك عدد كبير من عشاق الفن الرابع من مسرحيين ونقاد وباحثين عرب وأجانب اليوم الإثنين في افتتاح الدورة السابعة عشرة لمهرجان (24 ساعة مسرح دون انقطاع)، بمدينة الكاف في شمال غرب تونس. ويقدم المهرجان عروضه 24 ساعة متصلة على مسرح مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف ومسرح البازيليك والمركز الثقافي الدولي يوغرطة إضافة إلى دار المسنين والسجن المدني بالكاف. وقال عماد المديوني مدير تظاهرة (24 مسرح دون انقطاع) في حفل الافتتاح، «تحتفي التظاهرة بعرس أبو الفنون.. الحفاظ على خشبة المسارح علامة صمود وساحة لتوهج الحياة». وأضاف، «الدورة الحالية للتظاهرة تمنح صورة جديدة رائدة تنفتح على محيطها في حضور متميز لمختلف الأجيال والمشارب والمدارس المسرحية من تونس وبلدان أجنبية». وكرمت الدورة الجديدة للمهرجان الممثلين المسرحيين التونسيين لطيفة القفصي، وكمال التواتي، ومحمد توفيق الخلفاوي. وافتتحت الدورة الجديدة بعرض مسرحية (قم)، من إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف، وإخراج محمد طاهر خيرات، وتمثيل منير خزري، وسهام التليلي، ونورد الدين الهمامي، وعبد الرحمن الشيخاوي. وتتناول المسرحية الوضع المتردي للتعليم محليا. وفي ساحة مركز الفنون الركحية والدرامية قدمت فرقة دار ثقافة إبن زيدون مسرحية (تجليات مسرحية)، التي تتحدث عن معاناة الفنان المسرحي عندما يتلقفه النسيان، وفي لحظة مؤثرة مأساوية يعود إلى المسرح الذي أفنى فيه عمره ناشرا الحب والفرح والمعرفة والفكر فتحيط به الشخصيات التي جسدها طيلة مسيرته. وتلاه عرض مسرحية (ليالي البوقرعون)، للمخرج نورد الدين الورغي، التي تسلط الضوء بجرأة فنية على التناقضات النفسية للإنسان وسط التخبط الاجتماعي والارتباك السياسي. ومن بين العروض التي يقدمها المهرجان مسرحية (نوار الملح)، للمخرجة سيرين قنون ومسرحية (عفوا أبي)، للمخرج عز الدين المهدي من ليبيا، ومسرحية (ميزاجور)، من إخراج عبد الفتاح عشيق من المغرب، ومسرحية الأطفال (العم أمين) لفرقة الأراجوز والعرائس المصرية وإخراج ناصر عبد التواب، ومسرحية (حكي قبور) لمحمد خميس من فلسطين. وقبل الافتتاح الرسمي للدورة نظم المهرجان ورشة تدريبية بعنوان (الجسد والفضاء المتوسطي)، وأخرى بعنوان (الرقص والأغنية الفلكلورية)، وندوة فكرية تحت عنوان (المسرح العربي والواقع: جدلية النسخ والفسخ)، إضافة إلى عروض موسيقية.
مشاركة :