أبوظبي (وام) وصفت نشرة «أخبار الساعة» عملية «عاصفة الحزم» في اليمن بأنها بمثابة الدرس الذي جعل جميع شعوب المنطقة تدرك أن التحرك الاستباقي لوقف التدخلات الخارجية في شؤون دول المنطقة بات ضرورة ملحة، وأن الانتفاض من أجل إيقاف الغطرسة والوقوف في وجه النزعات العدائية ضد شعوب المنطقة ومحاولات الاستهانة بكرامتها، قد لا يتوافر إلا لمن يمتلك زمام المبادرة ويتحلى بالشجاعة الكافية والحزم المطلق لمواجهة الصعاب والتحديات، والخروج من حالة الانتظار إلى مرحلة اتخاذ القرار لمواجهة المخاطر بكل ثبات وصبر. وأوضحت في افتتاحيتها تحت عنوان «عاصفة الحزم: ثلاث سنوات على كبح التمدد الإيراني»، أنه عندما قررت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، أن تتصدى صباح السادس والعشرين من مارس 2015 للتهور الحوثي والعنجهية الإيرانية، كانت تضع نصب أعينها هدفاً أساسياً هو وضع حد نهائي لتاريخ طويل من سياسة التحدي والتدخلات الإيرانية السافرة في الشأن الداخلي لدول الخليج العربي وجوارها الإقليمي، كما سعت إلى وضع حد لقاطرة التكبر الإيراني وكسر إصرارها المذهبي على زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية وتدمير نسيجها الاجتماعي وإعادة بنائه على أسس مذهبية وطائفية. وأضافت «أن عاصفة الحزم تمكنت بعد طرد الحوثيين من العديد من المدن اليمنية من أن تثبت لإيران قدرتها على اعتماد سياسة النفس الطويل في المواجهة، كما برهنت على قدرتها على حماية أمن وصون الحيز الجغرافي والعمق الاستراتيجي لدول الخليج كلها». وقالت إن قوات التحالف العربي كشفت للعالم حجم الخطر الذي يمثله المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة، وباتت العديد من القوى الكبرى مقتنعة أن إيران هي العامل الأساسي وراء أزمات المنطقة وهي مصدر الأسلحة والصواريخ الباليستية التي تصل الحوثيين ويستخدمونها في تدمير مقدرات الشعب اليمني واستهداف الأراضي السعودية. وخلصت النشرة إلى أن عاصفة الحزم تمكنت كذلك من تفكيك المشروع الإيراني الذي لم يكن يعتبر اليمن سوى منطلق للتمدد على حساب أكثر من عاصمة عربية. وقالت «بالنظر إلى ما وصلت إليه مراحل المواجهة العربية المستمرة بين قوات التحالف العربي ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية، يمكن القول إن حسم الصراع لصالح الشرعية بات قريباً جداً، وهي نتيجة لا شك ستكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل وضع إيران ومستقبل الصراع في المنطقة بشكل عام.
مشاركة :