تتواصل المفاوضات بين «جيش الإسلام» وروسيا حول مصير مدينة دوما، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق، لكن من دون التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن لاسباب يتعلق بعضها باختلاف في الآراء داخل فصيل «جيش الاسلام»، بحسب المرصد السوري.وبينما أعلنت روسيا عن التوصل إلى اتفاق، نفى «جيش الاسلام» قبوله مغادرة دوما، في وقت بدأ خروج دفعة ثالثة من مقاتلي ومدنيي جنوبي الغوطة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع «فيلق الرحمن». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «المفاوضات متواصلة، إلا أنها تأخرت بسبب خلافات داخل فصيل جيش الاسلام»، مشيرا إلى أن قادة الفصيل المعارض «منقسمون، وبعضهم يعارض اتفاق الإجلاء».في المقابل، نقلت صحيفة الوطن المقربة من السلطات في دمشق على موقعها الالكتروني، عن مصادر مطلعة على الملف، توصل الجانب الروسي مساء الأحد إلى «تفاهم أولي» بعد «مفاوضات مكثفة بين الجانبين». وأوردت الصحيفة أن المفاوضات قد تفضي إلى اتفاق يقضي «بحل جيش الاسلام، وتسليم الأسلحة الثقيلة، وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل المدينة». وأشارت إلى أن «جميع الأطراف ستقوم بدراسة مضمون التفاهم في مدة ثلاثة أيام». وبحسب المرصد، تطرقت المفاوضات إلى بنود تنصّ على «دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة»، و«بقاء الموافقين على الاتفاق داخل المدينة» مقابل تسليم أسلحتهم، على أن تعود «الدوائر الرسمية التابعة للنظام للعمل»، إضافة إلى الخدمات الأساسية (مياه، كهرباء...)، لكن من دون دخول الجيش إلى المدينة. وقال الناطق باسم جيش الاسلام حمزة بيرقدار لاذاعة سورية «المفاوضات الجارية هي للبقاء وليس للخروج».وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت عن مسؤول بهيئة الأركان العامة في روسيا قوله إن مقاتلي «جيش الإسلام» أبدوا استعدادهم لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة. وأضافت الوكالة نقلا عن ستانيسلاف جادجيماجوميدوف أن الجماعة على اتصال بضباط روس ضالعين في المفاوضات وأن مسألة رحيلهم سيجري البت فيها على الأرجح في المستقبل القريب. غير ان «جيش الإسلام» نفى استعداد مقاتليه لإلقاء السلاح ومغادرة مدينة دوما.وقال محمد علوش المسؤول السياسي في جيش الإسلام «خبر هذه الوكالة كذب وعار عن الصحة».من جهة اخرى، غادرت دفعة جديدة من المدنيين والمقاتلين جنوب الغوطة الشرقية استكمالاً لاتفاق الاجلاء مع «فيلق الرحمن». وذكرت وكالة الأنباء السورية بعد ظهر امس أن 41 حافلة على متنها 2701 شخص بينهم 590 مسلحاً من بلدات زملكا وعربين وعين ترما وحي جوبر الدمشقي انطلقت نحو الشمال.وأوضح المتحدث باسم فيلق الرحمن الذي يسيطر على هذه البلدات وائل علوان أن «لا أعداد واضحة لدينا، المتوقع خروج سبعة آلاف من الثوار والعسكريين ومعهم أهاليهم وجزء من المدنيين، وقد يصل العدد إلى نحو ثلاثين ألفاً». في غضون ذلك، تتواصل منذ أيام عدة حركة النزوح الطوعي من دوما عبر معبر الوافدين شمالاً.وأفادت وكالة الانباء السورية بخروج 1092 مدنياً الاحد. وقد خرج 15 ألف شخص في الأيام الخمسة الأخيرة، بحسب المرصد.(وكالات)
مشاركة :