يحل المنتخب السعودي الأول مساء اليوم ضيفاً على نظيره البلجيكي على استاد الملك بودوان بالعاصمة بروكسل، في ختام معسكره الحالي ضمن المرحلة الثالثة من برنامج الإعداد لمونديال روسيا 2018.وعلى ذكرى نهائيات كأس العالم في أميركا 1994 التي جمعت المنتخبين وما زالت عالقة في أذهان البلجيكيين، حيث شهدت هدفا أسطوريا بقدم سعيد العويران المهاجم السعودي، وينتظر أن تشهد مواجهة الليلة منافسة مثيرة يتطلع من خلالها الأرجنتيني بيتزي المدير الفني للأخضر للوصول إلى القائمة التي سيعتمد عليها في الفترة المقبلة.وكان تركيز المدرب بيتزي اتضح على قائمة محددة في مواجهة أوكرانيا الأخيرة والتي ذهبت نتيجتها النهائية بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وكان قبلها خسر من العراق في مباراة ودية لدعم ملف العراق لرفع الحظر الدولي عن ملاعبه، وانتصر على منتخب مولدوفا بثلاثة أهداف دون رد في أولى مبارياته مع الأخضر.وتعتبر مواجهة هذا المساء محكا حقيقيا لقدرات المدرب في التعامل مع المنتخبات المدججة بالنجوم الموجودين في أعرق الأندية الأوروبية، حيث سيصطدم بقوة وشراسة المنتخب البلجيكي الذي يعد من أقوى المنتخبات في القارة العجوز، وستكشف هذه المواجهة عن إمكانيات المدرب التكتيكية، ومدى تأقلم اللاعبين مع الاستراتيجية التي ينتهجها الأرجنتيني بيتزي في التدريبات أو المباريات السابقة.وبدت الملامح الفنية تتضح للمنتخب السعودي في الشوط الثاني أمام المنتخب الأوكراني، حيث يعتمد مديره الفني على تأمين مناطقه الخلفية، والضغط على حامل الكرة، وعدم منح المنافس فرصة لبناء الهجمات من منطقة المناورة، والاكتفاء بالهجمات المرتدة التي يقف خلفها لاعبو الأطراف فهد المولد وسالم الدوسري، ولعب الكرات القصيرة بين أقدام اللاعبين حتى الوصول لمنطقة الجزاء.وافتقد الأخضر السعودي لصانع اللعب في الفترة الأخيرة، حيث لم ينجح يحيى الشهري في صناعة الفارق في المركز، وهو ما دعا بيتزي لاستبداله في شوط المباراة الثاني واعتمد بشكل كبير على انطلاقات ظهيري الجنب ياسر الشهراني ومنصور الحربي بعدما تحررا من الأدوار الدفاعية البحتة في شوط المباراة الأول.ويعول الأرجنتيني كثيراً على لاعبي الخبرة في المنتخب بقيادة تيسير الجاسم وعمر هوساوي وأسامة هوساوي ومحمد السهلاوي، إذ يعد هذا الرباعي الشريان الرئيسي والثقل الفني في قائمة الأخضر، إلى جانب ياسر المسيليم حارس المرمى الذي يعد مصدر الاطمئنان بالنسبة للسعوديين، عطفاً على ما قدمه في السنوات الأخيرة من مستوى مميز، وبروزه بشكل لافت في مواجهة أوكرانيا الأخيرة.ومن المرجح أن تشهد تشكيلة المنتخب السعودي في مواجهة هذا المساء تغييرات طفيفة على عدد من الأسماء التي شاركت في اللقاء الأخير، حيث دخل بيتزي في اللقاء السابق بياسر المسيليم في حارسة المرمى، وفي متوسط الدفاع الثنائي أسامه هوساوي وعمر هوساوي، وعلى ظهيري الجنب منصور الحربي وياسر الشهراني، وفي منطقة محور الارتكاز الثنائي تيسير الجاسم وعبد الله عطيف، وسالم الدوسري وفهد المولد على الأطراف، ويحيى الشهري في صناعة اللعب، ومحمد السهلاوي وحيداً في خط المقدمة.ولم يجرِ الأرجنتيني في اللقاء السابق تغييرات تذكر إلا في الثلث الأخير من المباراة، وأبقى على 5 لاعبين طوال التسعين دقيقة، فيما استبدل فهد المولد صاحب هدف التعادل، وياسر الشهراني ومحمد السهلاوي وتيسير الجاسم وسالم الدوسري ويحيى الشهري، ويهدف بيتزي إلى تجانس الأخضر للخروج من هذه المباريات القوية بقائمة متجانسة قبل الدخول في غمار نهائيات كأس العالم.ويدرك السعوديون جيداً مدى قوة وخطورة المنتخب البلجيكي، الأمر الذي سيغلق السعوديين كل المنافذ المؤدية لمناطقهم الخلفية بأكبر عدد من اللاعبين وتعزيز منطقة الوسط بلاعب ذا نزعه دافعية بوجود عبد الملك الخيبري أو إبراهيم غالب إلى جانب تيسير الجاسم وعبد الله عطيف، للحد من قوة الهجوم البلجيكي.وفي الجهة الأخرى، يطمح الإسباني روبيرتو مارتينيز المدير الفني لمنتخب بلجيكا للخروج من هذا اللقاء بالفائدة الفنية، حيث أعد العدة لهذا اللقاء واستدعى الثلاثي لوكاكو وهزارد ودي بروين، للدخول بكامل ثقله الفني، فيما تأكد غياب تيبو كورتوا الحارس الأول للمنتخب البلجيكي ونادي تشيلسي الإنجليزي عن هذه المواجهة لتعرضه للإصابة.وينتهج مدرب بلجيكا بأسلوبه الفني الاعتماد على طريقة كرة القدم الحديثة التي تعتمد على اللعب بطريقة جماعية، وبناء الهجمات من أقدام لاعبي الدفاع، والتنويع في اللعب ما بين الغزو عن طريق الأطراف أو الاختراق من العمق والتسديد المباغت على المرمى من مسافات بعيدة، ويمتلك الإسباني مارتينيز خطا هجوميا ضاربا بوجود لوكاكو ومارتنيز وديفك أوريجي، ومن خلفهم هازارد ودي بروين، وهذا ما سيزيد من مهمة الحراسة والدفاع السعودي.يذكر أن المنتخب السعودي سبق وأن التقى بنظيره البلجيكي في مباراة تجريبية استعداداً لكأس العالم 2006 انتهت بهدفين مقابل هدف لبلجيكا، وهذه المباراة التجريبية الثانية في تاريخ المنتخبين، ولم يتلقيا إلا في مباراة رسمية وحيدة في كأس العالم 1994 وانتصر فيها الأخضر السعودي بهدف دون رد.
مشاركة :