حوار - نشأت أمين: أكد مبارك راشد النعيمي، صاحب مزرعة مصعب لتربية الدواجن والأسماك بالجميلية، أن الحصار الجائر على قطر خلق حالة فريدة من التحدي والرغبة القوية لدى القطريين في الاعتماد على النفس من أجل هزيمة هذا الحصار وهو ما تمكنوا منه بالعزيمة والإصرار، موضحاً أن مساحة المزرعة 45 دونماً وأنشئت قبل 25 عاماً وهي الأولى المتخصصة في إنتاج الأسماك على مستوى الدولة، كاشفاً عن خطط لزيادة الإنتاج بعد الحصار وتغطية 50 % من حاجة السوق و60 ألفاً من الدجاج البلدي و5 آلاف من البط الفرار، لافتاً إلى أن حجم الإنتاج بدأ في التعافي مؤخراً وسيرتفع بشكل أكبر تدريجياً خلال الشهور القليلة القادمة بعدما تم خفض الإنتاج بشكل كبير خلال الشهور السابقة للحصار بسبب إغراق السوق بالمنتجات المستوردة التي تُباع بأسعار متدنية. وقال النعيمي في تصريح لـ  الراية  إن مزرعته تنتج أسماك البلطي البياح والصافي والدجاج البلدي، مؤكداً أن الافتقار للخبراء والعمالة المتخصصة يعيق التوسّع في الاستزراع السمكي، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة دعم الأعلاف وسرعة الموافقة على زيادة مساحة المزرعة، وقال إن هناك اهتماماً ودعماً واضحاً من جانب مختلف أجهزة الدولة وبصفة خاصة خلال الشهور القليلة الماضية التي أعقبت فرض الحصار لأصحاب المزارع بشكل عام، متوقعاً أن تشهد الشهور الـ 6 القادمة نجاحاً كبيراً للإنتاج الوطني في تغطية احتياجات السوق المحليّة.  حدثنا عن موقع المزرعة ومساحتها؟ - المزرعة تقع شمال مدينة الجميليّة بـ 13 كيلو متراً وتم إنشاؤها قبل 25 عاماً على مساحة 45 دونماً وتعتبر المزرعة هي أول مزرعة متخصصة في إنتاج الأسماك على مستوى الدولة.ماذا عن حجم الإنتاج ؟ - في بداية تأسيس المزرعة وحتى فترة قريبة كنا نقوم بإنتاج 70 طناً سنوياً وقد ظل الوضع كذلك لسنوات طويلة إلا أن الكمية المنتجة تراجعت كثيراً خلال الفترة الأخيرة حتى وصلت إلى بضعة أطنان.لماذا هذا التراجع ؟ - لقد وجدنا أن هناك كميات كبيرة من ذات النوعية من الأسماك التي نقوم بإنتاجها يتم استيرادها من الخارج وطرحها للبيع بأسعار منخفضة، وهذا الأمر لا شك أنه يؤثر بالسلب على العائد الاقتصادي من الإنتاج في المزرعة لا سيما في ظل عدم وجود دعم من الدولة، الأمر الذي دعانا إلى تقليل الكميات المنتجة بشكل كبير.ما أنواع الأسماك التي تنتجها المزرعة ؟ - ننتج سمك الخثاق والبياح والصافي اضافة الى البلطي وكله يباع في المزاد بسوق السمك.ماذاعن خطط زيادة إنتاجكم بعد الحصار ؟ - عقب فرض الحصار الجائر على البلاد في الخامس من يونيو الماضي وجدنا أن الواجب الوطني يحتم علينا استئناف العمل بالمزرعة كما كان بل وزيادة حجم الإنتاج لتلبية احتياجات السوق وهو ما بدأنا في تنفيذه منذ بضعة أشهر من خلال خطة عاجلة بهذا الخصوص.ما حجم الإنتاج المستهدف؟ - نستهدف الوصول بالإنتاج إلى 130 طناً من الأسماك أو تغطية 50 % من احتياجات السوق أو أكثر.ما أسباب عدم التوسّع في الاستزراع السمكي في قطر مؤخراً؟ عدم وجود خبراء في مجال الاستزراع السمكي قد يكون السبب الأبرز الذي يعوق إقبال الكثيرين على الاستثمار في هذا المجال، لذلك نتمنى إيجاد حل لهذا الأمر فضلاً عن زيادة المساحات المخصصة وتسهيل جلب العمالة المتخصصة في هذا المجال.وماذا عن إنتاج الدواجن؟ - كما سبق أن أسلفت نحن نقوم بإنتاج الدجاج البلدي نظراً لخبرتنا الكبيرة في إنتاجه على مدار 25 عاماً، فضلاً عن أن الكميات الموجودة في السوق من هذه النوعية من الدجاج غير كافية ولذلك نستهدف إنتاج 60 ألف طائر سنوياً.هل يقتصر إنتاج المزرعة على الأسماك والدواجن البلدية فقط؟ - لا.. نحن نقوم بالإضافة إلى ذلك بإنتاج البط الفرار وهو بط بري يعيش حول الأنهار والبحيرات ويستخدمه الصقارون في صيد الصقور وتعليمها أيضاً فنون الصيد وقد وجدنا بعد فرض الحصار أن هذه النوعية من البط مطلوبة للغاية حيث كنا قبل الحصار نقوم بإنتاج أعداد بسيطة منه لا تتعدّى 500 طائر طوال العام لأن حجم الطلب لم يكن كبيراً لكن هذا الأمر تغير تماماً خلال الشهور الأخيرة حيث وجدنا طلباً كثيراً يتعدى الآلاف وهو ما دعانا إلى وضع خطة لزيادة حجم الإنتاج للوصول إلى نحو 5 آلاف طائر.هل الإمكانيات المتوافرة بالمزرعة تؤهلها لتحقيق هذه الحجم من الإنتاج؟ - سوف نقوم بزيادة الإنتاج بما يتلاءم مع المساحات الموجودة وعدد البحيرات لكن بالطبع الوصول بالإنتاج إلى المعدلات الكبيرة يتطلب زيادة هذه المساحات ولذلك تقدمنا بطلب إلى الجهات المعنية في الدولة للحصول على مساحة إضافية للمزرعة لا سيما أن المنطقة الموجودة بها تصلح لنشاط تربية الأسماك أكثر من أي نشاط آخر.ما المميزات التي تؤهل هذه المنطقة لتربية الأسماك ؟ - المياه الجوفية قريبة للغاية كما أن ملوحتها متوسطة وتتراوح ما بين 10 إلى 25 % ولذلك فإنها تصلح لتربية الأسماك النهرية والبحرية على السواء.ما أشكال الدعم التي تحتاجها المزرعة حتى تزيد من حجم إنتاجها ؟ - في الحقيقة هناك دعم واهتمام واضح من الدولة وبصفة خاصة خلال الشهور القليلة الماضية التي أعقبت فرض الحصار وأتوقع أن تشهد الشهور الـ 6 القادمة تغطية الإنتاج المحلي لنسبة كبيرة من احتياجات السوق لكننا فقط نأمل في دعم الأعلاف كما نأمل في سرعة موافقة الجهات المعنية في الدولة على زيادة مساحة المزرعة لأنه كلما زادت المساحة تمكنا من زيادة حجم الإنتاج.كم عدد أحواض تربية الأسماك بالمزرعة؟ - لدينا 3 أحواض بمساحات مختلفة لكنها في مجملها مساحات محدودة.لماذا لا تقومون بزيادة أعداد الأسماك داخل أحواض التربية القائمة كبديل سريع لزيادة معدلات الإنتاج؟ - هناك معدل معين من الصعب تجاوزه في الكثافة داخل الأحواض حتى تتمكن الأسماك من النمو بشكل صحيح والحصول على احتياجاتها من الأكسجين لذلك نضطر للعمل وفقاً للإمكانيات الموجودة.هل هناك مزارع أخرى تقوم بتربية الأسماك داخل الدولة بخلاف مزرعة مصعب ؟ - دخلت هذا المجال منذ 25 عاماً ولا أعتقد أن هناك مزارع أخرى للاستزراع السمكي في البلاد بخلاف مزرعتي لكن هذا لا يمنع من وجود اجتهادات شخصية من جانب بعض المواطنين الذين يقومون بتربية الأسماك في أحواض صغيرة لديهم بغرض الاستهلاك الشخصي وليس بغرض التجارة وأغلبهم كانوا يأتون لأخذ احتياجاتهم من الزريعة والاصبعيات من مزرعتنا وقد لاحظنا بالفعل أنه عقب فرض الحصار حدث نشاط لافت من جانب المربين ورغبة في زيادة أعداد أحواض التربية وللعمل على نطاق تجاري واسع.ما سبب تركيزكم على تربية أسماك البلطي ؟ - اختيارنا لتربية سمك «البلطي» راجع إلى أسباب فنية وأخرى تجارية، فالبلطي يكاد يكون هو النوع الوحيد من بين سائر أنواع الأسماك على مستوى العالم الذي يتكاثر في الأحواض بشكل طبيعي دون الحاجة إلى إجراءات عزل عكس النوع الأخرى من التكاثر الذي يسمى «التكثير» وهو نوع من التكاثر يتطلب وضع الإناث والذكور معاً في أحواض خاصة حتى يحدث التكاثر فيما بينها وهذا العزل في حد ذاته ليس بالأمر الهين حيث يتطلب إجراءات وتكاليف سوف تؤدي في النهاية إلى ارتفاع سعر تكلفة المنتج لذلك تعتبر سهولة تربية البلطي وغزارة إنتاجه هي السبب الرئيسي الذي دفعنا إلى استزراعه، علماً بأن السمكة الواحدة منه تضع أكثر من ألفي بيضة في كل مرة وهو يتكاثر طوال موسم الصيف في حين يتوقف تماماً عن التكاثر في فصل الشتاء كما أن الأنواع الأخرى من الأسماك مثل البياح والسبيط والصافي تحتاج إلى استيراد زريعتها من الخارج ثم تربيتها في المزرعة.تقومون بتربية الدجاج البلدي فهل هناك فارق بينه وبين الدجاج الأبيض ؟ - الدجاج البلدي يتميز بقدرته على التحمل والتكيف مع البيئة القطرية الطبيعية بشكل كبير بخلاف الدجاج الأبيض الذي يحتاج إلى التربية داخل حظائر مجهزة ومكيفة. كما أن المساحة هي عنصر هام في تربية الدجاج البلدي بخلاف الدجاج الأبيض لذلك نكرر طلبنا بسرعة منحنا المساحة اللازمة لزيادة مساحة المزرعة.هل تفكرون في الدخول في مجال إنتاج الدجاج الأبيض ؟ - هناك تراخيص كثيرة تم منحها لشركات وأفراد عديدين لتربية الدواجن البيضاء ونتوقع أن يكون إنتاج هذه المزارع كافياً لتغطية احتياجات السوق المحلي والتصدير للخارج خلال شهور قليلة لكن الصورة مختلفة بالنسبة لمجال تربية الدجاج البلدي الذي لا يوجد فيه مربون كثيرون لذلك لا نفكر في الدخول في مجال تربية الدجاج الأبيض علماً بأن إنتاجنا لا يقتصر على الدجاج البلدي والبط الفرار فقط بل نقوم أيضاً بتربية دجاج الزينة والهولندي.كيف تحصلون على الأعلاف؟ -الحصول على الأعلاف مشكلة تواجه المربين سواء فيما يتعلق بالأسماك أو الدواجن وقد كنا نقوم باستيرادها من إحدى دول الحصار بأسعار مرتفعة ولهذا فقد لجأنا مؤخراً إلى محاولة إنتاجها محلياً بالاعتماد على أنفسنا كما هو الحال بالنسبة لـ «البروتين 36 والبروتين 40 لخفض تكاليف الإنتاج».هل هناك تعاون بينكم وبين باقي المربين ؟ - نحن نقدم خبرتنا للجميع وهناك مربون عديدون يأتون إلينا للحصول على احتياجاتهم من الأسماك لتربيتها.بعد مرور 10 أشهر على فرض الحصار على قطر.. كيف تقيّم تأثيره على البلاد؟ - الحصار خلق حالة فريدة من التحدي والرغبة القوية لدى القطريين في الاعتماد على الذات، حيث استشعرت مختلف أجهزة الدولة مدى أهمية الإنتاج الوطني في سدّ احتياجات السوق المحلي وقد رأينا حجم الإنتاج الكبير من الألبان والدواجن والخضراوات وغير ذلك من المنتجات الوطنية التي لم تكن تلقى الاهتمام الكافي وحتى بالنسبة لمزارع الأسماك فقد لاحظنا بالفعل تعاوناً واهتماماً كبيرين من جانب أجهزة الدولة لدعمنا ومساعدتنا وهو ما ستظهر نتائجه بشكل أكبر خلال الشهور القليلة القادمة ونؤكد أننا بالعزيمة والإصرار استطعنا هزيمة الحصار.هناك تماسيح وسلاحف وبعض الحيوانات الأخرى داخل المزرعة.. ماذا عنها ؟ - هذه الحيوانات نقوم بتربيتها في المزرعة بشكل خاص وليس بغرض تجاري ويوجد العديد من الأنواع منها داخل المزرعة.