تصوير: عبدالامير السلاطنة أعلن وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أنَّ القطاع النفطي في مملكة البحرين يعمل وفق استراتيجية واضحة تقضي بإشراك القطاع الخاص في تنفيذ وإدارة المشاريع النفطية؛ حيث إن الهيئة الوطنية للنفط والغاز والشركات النفطية المنضوية تحت مظلتها عاكفةٌ على تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية والمهمة التي تدعم تطوير هذا القطاع المهم. وأشار الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة إلى مشروع (بي. إم. بي) الذي يُعد أضخم استثمار لشركة نفط البحرين (بابكو) عبر سجلها التاريخي الحافل بالإنجازات مشروع تكرير وتطوير رئيسي، بتكلفة تُقدَّر بحوالي 4.2 مليارات دولار أمريكي. وسيتضمن المشروع تركيب وحدات أساسية جديدة مثل وحدات الخام والتفريغ، ومعدات جديدة لمعالجة المتبقي الثقيل ومعالج هيدروجيني للديزل، والعديد من وحدات العمليات الأخرى ذات العلاقة، منوهاً الى أنه من المتوقع زيادة قدرة المصفاة من 267.000 برميل يوميا إلى 380.000 برميل في اليوم، وذلك بعد الانتهاء منه في عام 2022، مشيراً إلى أنه تم تعيين شركة وورلي بارسونز الأوروبية المحدودة كمستشار لإدارة هذا المشروع. جاء ذلك خلال افتتاح وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة فعاليات مؤتمر ومعرض التميز التشغيلي الخامس في النفط والغاز والبتروكيماويات صباح أمس الاثنين والذي تحتضنه مملكة البحرين على مدى يومين بمشاركة عددية كبيرة من كبار المسؤولين وخبراء صناعة النفط والغاز على المستوى الدولي والإقليمي ومُمثلين عن الشركات النفطية الوطنية العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي ودول شرق أوسطية ومن دول العالم. وقد رحَّب الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط في كلمته الافتتاحية بضيوف مملكة البحرين متمنياً لهم طيب الإقامة في ربوع مملكة البحرين والاستفادة من جلسات المؤتمر والمعرض المصاحب والأوراق العلمية والعملية المطروحة فيها والاطلاع على أفضل الممارسات العلمية والعملية في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بما يعود برفع مستوى استراتيجيات التطوير والتحسين في مؤسساتهم ودولهم. كما ثمَّن الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط الاصرار الذي انتهجته الشركة الأوروبية للاستشارات البترولية في طرح المُتميز من المؤتمرات والفعاليات النفطية على أرض مملكة البحرين، وذلك بعد النجاحات التي حققتها في الفعاليات النفطية في الأعوام السابقة والتي جاءت علامةً بارزة على السمعة المُتميِّزة التي تحظى بها مملكة البحرين في صناعة المؤتمرات والمعارض المُتخصِّصة ودليلا دامغا على ما تُقدِّمُهُ حكومة مملكة البحرين من دعم لوجستي عالي المُستوى ومساندة غير محدودة من أجل تحقيق أعلى مراتب النتائج في مستوى تبادل الخبرات العلمية والعملية وأفضل الممارسات الإدارية والفنية بين المنتسبين الى مختلف المؤسسات النفطية الوطنية والإقليمية والعالمية، مُرحِّباً بعقد سلسلة مؤتمرات ومعارض التميز التشغيلي للمرة الخامسة على أرض المملكة. وأشار الوزير إلى أن المسيرة التنموية التي تشهدها الصناعة النفطية في المنطقة تشهدُ مُواكبةٌ مستمرة مع آخر المستجدات التكنولوجية وتطبيقاتها بما يضمن التطوير والحصول على أفضل النتائج، لافتاً إلى ضرورة الاستمرار في تطوير التكنولوجيا المُستخدمة في النفط والغاز وتسريع وتيرة الإنتاج فيها مع الأخذ بعين الاعتبار تكلفة الحلول المختارة. كما ذكر الوزير أن مشروع مرفأ الغاز الطبيعي المسال في البحرين هو مشروع مشترك مملوك للشركة القابضة للنفط والغاز وشركة تيكاي للغاز الطبيعي المسال الكندية ومؤسسة الخليج للاستثمار الكويتية وشركة سامسونغ جي آند تي الكورية بتكلفة إجمالية تُقدَّر بــ670 مليون دولار أمريكي على مساحة بحرية تبلغ 5 كيلومترات شمال غرب ميناء خليفة بن سلمان، والتي يجري تطويرها وفق نظام الانشاء والتملك والتشغيل ونقل الملكية لمدة 20 سنة. وأشار إلى أنَّ المشروع يتألف من وحدة تخزين عائمة، ومرفأ وحاجز بحري، ومنصة مجاورة لتبخير الغاز المسال ليعود إلى حالته الغازية، وأنابيب تحت الماء لنقل الغاز من المنصة إلى الشاطئ ومرفق برّي لتسلم الغاز، إضافة إلى منشأه برية لإنتاج النيتروجين، حيث تبلغ طاقة المشروع 800 مليون قدم مكعب قياسي في اليوم. ومن المقرر أن يكون جاهزاً في أوائل عام 2019، حيث تم تسليم مقاولة الهندسة والمشتريات والبناء لشركة جي سي الكورية. وقال الوزير إن الأوراق العلمية والعملية المختارة في هذا المنتدى جاءت لتُسلِّط الضوء على سلسلة من المواضيع المُتعلِّقة بالتميز التشغيلي وتعظيم الكفاءة للمصافي وتحسين أداء المحافظ وكذلك استعراض المبادرات الناجحة ذات العلاقة بالتفوق التشغيلي من خلال الانضباط التشغيلي في المؤسسات النفطية واستعراض دراسات الحالات المتصلة بتنفيذ نظام إدارة استمرارية الأعمال آيزو 22301 وكذلك التحول الرقمي وإدراك القيمة الكاملة للبيانات التشغيلية وتحسين أداء المصافي وغيرها من المحاور والمواضيع والجلسات الحوارية المُتخصصة في هذا المجال المحوري والمهم. وأوضح الوزير أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تولي اهتماماً عالياً لجعل مملكة البحرين مركزاً عالمياً للمؤتمرات والمعارض النفطية العالمية وتحرص على مشاركة الشركات النفطية العالمية في المعارض المُصاحبة لها، مؤكداً حرص قطاع النفط والغاز في مملكة البحرين على إعداد الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتها من خلال تعدد المشاركات المحلية والدولية وتصدير خبراته من خلالها. من جهة أخرى، صرح نائب الرئيس التنفيذي لشركة بابكو المهندس ابراهيم طالب بأن الموتمر يقام في وقت يعتبر مناسبا جداً، لان التميز التشغيلي حاجة ملحّة في منطقة الخليج العربي. وقال في تصريحات للصحفيين ان البحرين ودول الخليج تُعتبر مركز الصناعات النفطية في المنطقة، مؤكدا ان التميز التشغيلي يهدف الى تحقيق أعلى المستويات العالمية على المدى الطويل في البيئة والصحة والسلامة والاعتمادية والكفاءة. ولفت طالب الى ان مصافي بابكو في البحرين وصلت الى اعلى المستويات العالمية التي تحاول كبرى الشركات اللحاق بها، واشار الى المشروعين: الاول خط الانابيب بين البحرين والسعودية والذي سيتم تشغيله بنهاية 2018 مؤكدا ان الاعمال تسير وفق المخطط له حيث سيكتمل المشروع مع نهاية الربع الثالث. اما المشروع الاخر، فهو مشروع توسعة المصفاة، لرفع مستوى إنتاجها من النفط إلى 360 ألف برميل يومياً. وقال في هذا الصدد انه تم توقيع العقد قبل شهر، وقد غادر فريق العمل الى إيطاليا للعمل مع المقاولين، وان العمل جار على قدم وساق.
مشاركة :