شهدت مدينة الجبيل الصناعية حراكاً فنياً لافتاً، يوم أمس الأحد مع انطلاقة مهرجان "الفن المعاصر" والذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل ممثلة في إدارة الخدمات الاجتماعية، خلال الفترة 8 إلى 14 رجب 1439هـ، الموافق 25 إلى 31 مارس 2018م بالمركز الثقافي بالفناتير. حيث برزت جماليات الفن المعاصر من خلال صالة الفنون والتي ضمت 144 عملاً فنياً ما بين لوحات وصور فوتوغرافية ومجسمات إضافة للخط العربي، لفنانين من جميع مناطق المملكة، ومن دول الكويت والعراق وروسيا. وتميزت الأعمال المشاركة بروح معاصرة وفن حديث، حيث تنوعت ما بين المدارس الفنية الواقعية والتأثيرية والتعبيرية، لتمثل الجيل القادم من الفن التشكيلي السعودي. وقد تحدث الفنان التشكيلي عبدالستار الموسى حول مشاركته في مهرجان "الفن المعاصر" وتناول المستوى العالي لأغلب المشاركين في المهرجان وما يمتلكونه من موهبة وقدرة على التنوع والإبداع، مؤكداً أن جميع الأعمال قوية ومختارة بشكل متقن، وتبرز الطابع الخاص لكل فنان وما يستخدمه من تقنيات كثيرة. وحول مستقبل الفن السعودي المعاصر أوضح "الموسى" أنه ومن واقع خبرته التي تمتد لأكثر من 35 عاماً في مجتمع متقدم في الفنون التشكيلية مثل روسيا، فإن في السعودية مواهب وطاقات رهيبة تحتاج للانطلاقة بشكل أكبر ومنح الفرصة والتشجيع. حيث كشف اعتذاره عن حضور افتتاح معرض دولي من أجل الحضور والمشاركة في مهرجان "الفن المعاصر" في الجبيل الصناعية، داعياً أهالي الجبيل وزائريها للحضور والاستمتاع بهذه التظاهرة الفنية. وأبرز الفنان التشكيلي هادي الخالدي أنواع الفن المعاصر، ما بين مقلد من أوروبا وأمريكا الشمالية وما تمثله من فنون أصيلة والتي هي من تراث الفنان وإمكاناته وتجاربه، والمقلد من الكتب والمجلات، مؤكداً على أهمية أن يعبر الفن المعاصر عن الإبداع، وغير مقلد وذا ميزة خاصة، وتناول "الخالدي" النقلة التي أحدثها مهرجان "الفن المعاصر" في الجبيل الصناعية، وردة الفعل الجميلة لجمهور ورواد الفن التشكيلي. بدورها أكدت الفنانة التشكيلية مهدية آل طالب ما شكلته العشر سنوات الأخيرة من انتشار للفن، مما أصبح للفنان التشكيلي السعودي حضوره اللافت في المهرجانات والملتقيات في العالم، كما أن مستواهم أضحى متنوعاً وكل ذلك جاء عن طريق الدراسة والخبرة والممارسة مما جعل للفن السعودي مستقبلا مشرقا وأصبح يحاكي الفنون العالمية. وقد أشادت "آل طالب" بما شكله مهرجان "الفن المعاصر" في الجبيل الصناعية من تنوع وإثراء كبيرين بسبب أعداد الفنانين المشاركين من مناطق متعددة ومن مختلف المدارس الفنية، مما يضيف للمتذوقين والمهتمين معرفة سمات الفن وتنوع مدارسه. هذا وتستمر فعاليات مهرجان "الفن المعاصر" المتنوعة بالمركز الثقافي بالفناتير، وتشمل صالة الفنون، وساحة الفن والمبدعون الصغار، والعروض الضوئية والرقمية، وفرشاة الخيال والتصميم الداخلي، والخداع البصري وقصة الظل، وفاب لاب الجبيل، وسط إقبال كبير لجميع شرائح المجتمع من الجبيل وزائريها، علماً أن أبواب المهرجان تفتح للزوار من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة العاشرة مساءً.
مشاركة :