هل تتحول «الحرب الدبلوماسية» إلى «حرب ساخنة» بين موسكو والغرب؟!

  • 3/27/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استبعدت الدوائر السياسية ومراكز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، اشتعال مواجهة «عسكرية» بين موسكو والغرب، بعد اشتعال «الحرب الدبلوماسية» في أعنف أزمة بين الجانبين منذ انتهاء الحرب الباردة .. ويؤكد خبراء عسكريون أمريكيون، أن معاقبة الغرب للرئيس بوتين بأضخم طرد جماعي لدبلوماسيين روس، لن يتجاوز خطوط تهدد الأمن والسلام الدوليين، لأن تكلفة «الحرب الدبلوماسية» يمكن استيعابها وتحمّلها، وأن تكون المواجهة بالطرد الدبلوماسي بالمثل، أي بـ «رد متكافئ»،بحسب تعبير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين..أما المواجهة العسكرية فإن تكلفتها لا يمكن تصور أو تقدير حساباتها المدمرة، وهي «فوق قدرات الغرب وروسيا معا».           وفي فرنسا، كشف تقرير عسكري، أن المواجهة الدبلوماسية بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من جانب، وروسيا الاتحادية من جانب آخر، تمثل فصلا جديدا من فصول الحرب الباردة، باستخدام عقوبات سياسية لها تأثير على  العلاقات الاقتصادية والتجارية، وهي مواجهة ليست لها صفة الإستمرارية، لأن مثل هذه «الحرب» زمنها وتأثيراتها محدودة، وقد سبق  لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، أن  طردت 55 ديبلوماسياً روسياً عام 1986، وجورج بوش الابن 50 ديبلوماسياً عام 2001، وباراك أوباما 35 ديبلوماسياً عام 2016.           أما الانتقال إلى «خطوة حطيرة جدا» بمواجهات عسكرية، فهو أمر مستبعد، ولن يجرؤ طرف على هذه الخطوة ، وهي تحكمها «روادع عسكرية»، وأن الحرب الباردة التي استمرت نحو  نصف قرن،  منذ عام 1941، عندما قامت اليابان بقصف ميناء بيرل هاربر الأمريكي، واستمرّت الحرب الباردة لمدةٍ طويلة حيث انتهت عام 1992 بانهيار الاتحاد السوفييتي، لم تزلق يوما لمواجهات عسكرية، رغم ما شهدته من أزمات ساخنة، بسبب أسلحة الردع لدى الجانبين، وأن أقصى مواجهات الحرب الباردة الساخنة «المسلحة» دارت خارج حدود القطبين الدوليين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، في مناطق صراع النفوذ بينهما، أو مناطق الحلفاء لهما، وهي أيضا لم تتجاوز «حروب بالوكالة».           كانت الولايات المتحدة وكندا و19 دولة أوروبية، أعلنت في شكل متزامن «حرباً ديبلوماسية» على روسيا، اذ قررت طرد أكثر من مئة من ديبلوماسييها، تضامناً مع بريطانيا التي تتهم موسكو بالتورط بتسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنكلترا. لكن موسكو اتهمت «قوى كبرى» في الولايات المتحدة وبريطانيا بتسميم سكريبال.. وبينما اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن تضامن تلك الدول مع بلادها «يوضح أننا نقف صفاً واحداً في توجيه أقوى إشارة الى روسيا بأنها لا تستطيع الاستخفاف بالقانون الدولي».. ومن جانبه يرى وزير الدفاع البريطاني، جافين وليامسون، أن العالم يقف متحدا وراء موقف بلاده في ما يتعلق بتسميم جاسوس روسي سابق، وأن الصبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفد !           في المقابل، أعلن الكرملين أن حلفاء بريطانيا يتّبعون بشكل أعمى مبدأ الوحدة الأوروبية  ـ الأطلسية على حساب المنطق، ومعايير الحوار المتحضر بين الدول ومبادئ القانون الدولي، وهو عمل استفزازي بزعم التضامن مع لندن، ولكنه يترجم استمرار نهج المواجهة الهادف الى تصعيد الوضع، وأن  هذا الإجراء غير الودّي لن يمرّ من دون عواقب، و«سنرد عليه».

مشاركة :