شرف صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، البارحة الأولى، احتفالية صحيفة الشرق الأوسط بمرور 35 سنة على تأسيسها، وإطلاق موقعها الإلكتروني الجديد باللغة العربية، وذلك في مكتب المجموعة في الرياض. ودشن الأمير تركي بن سلمان الواجهة الرقمية الجديدة لموقع الصحيفة على الإنترنت، بعد تطويره وإعادة هيكلته وإدخال أحدث تقنيات صناعة النشر والإعلام التي تتضمن تكاملا لخدمات الأون لاين، والنشر الرقمي، والشبكات الاجتماعية، والتقارير المرئية، وأحدث الأخبار الآنية التي يجري تحديثها على مدار الساعة عبر شبكة منتشرة من المراسلين في أهم العواصم والدول حول العالم، بحضور رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين تركي السديري، ورؤساء تحرير الصحف وعدد من الكتاب والمفكرين والمثقفين والسياسيين. من جهته، قال رئيس تحرير الشرق الأوسط الدكتور عادل الطريفي أن احتفال «الشرق الأوسط» جاء لإطلاق منصات جديدة للصحيفة، موضحا أن النقلة النوعية بظهور النسخة الإنجليزية والفارسية (شرق بارسي)، والسعي لتطوير خدمات إضافية باللغتين التركية والصينية، يأتي في إطار التطوير المستمر لأدوات ومنتجات صحفية تتبناها «الشرق الأوسط» في مسيرتها لمواكبة العصر الحديث. من جهته، استعرض مستشار هيئة التحرير في «الشرق الأوسط» إياد أبو شقرا جملة من ذكريات بدايات مسيرته الصحفية مع الصحيفة، مؤكدا ــ في الوقت ذاته ــ أن صحيفة «الشرق الأوسط» اتخذت من الريادة شعارا في مسيرتها المهنية، وأن الاحتفال بإطلاق الموقع الإلكتروني الجديد «الشرق الأوسط» يأتي في إطار التأكيد على هويتها وأسلوبها التحريري المميز، والاستثمار في تراثها والاستفادة منه توثيقا ونشرا. وفي السياق ذاته، قدم رئيس خدمات الديجيتال والأونلاين في الصحيفة عضوان الأحمري عرضا لأبرز ما يحتوي عليه الموقع الجديد والمشاريع الرقمية للصحيفة، رافضا الحديث عن صراع بين الإعلام الإلكتروني والورقي، ومن سيخسر معركة التطور الرقمي المتسارعة، ومشيرا إلى أن السبق الصحفي ــ مثلا ــ لم يعد اليوم هو الحلقة الأقوى بل المحتوى المنوع الذي يدفع القارئ للعودة غير مرة إلى قراءة محتوى الصحيفة القارئ الذي يقرأ الورق أو يتصفح جهازه الكفي أو هاتفه الذكي لا تهمه الوسيلة، المهم أنه يتردد كثيرا على محتواك ويشاركه الآخرون كذلك. بدوره، استرجع رئيس تحرير صحيفة إيلاف الإلكترونية عثمان العمير ذكرياته مع الشرق الأوسط إبان ترؤسه لها لمدة 11 عاما، مشيرا إلى أن قصته مع الجريدة طويلة جدا، ولا يمكن اختصارها في موجز، معتبرا أن الشرق الأوسط بعراقتها وتميزها في الطرح تخولها أن تكون دائما مستيقظة ومتحفزة وقادرة على التجدد وارتداء الحيوية الدائمة مع مختلف رؤسائها. أما الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى السابق، فأكد أن جريدة الشرق الأوسط مضمونا وفكرا لا يمكن اختزالها من منظور قصير، وهي أحد الأذرعة الأهلية، ولكنها خدمت بشكل عام الإعلام السعودي الخارجي من منظور مستقل ومن زاوية مستقلة، واستطاعت أن تحافظ على موقعها وهدفها منذ أنشئت، متفائلا ــ بالوقت نفسه ــ في وضعها الحاضر منذ أن تسلم قيادتها الرئيس الدكتور الشاب عادل الطريفي، وهي الآن تخطو خطوات متميزة في الطرح والجانب الثقافي، كونه من المعالم الواضحة والمتيزة في خطوات الشرق الأوسط الحاضرة. كما أكد الشبيلي أن صحيفة الشرق الأوسط تركت تأثيرا واضحا على المنظمات التشريعية، وأن الجريدة كان لها هذا النصيب بما يتصل بالجهات التشريعية والتنظيمية والنقل عنها، والأهم أن تكون أيضا مصدرا من مصادر الخبر والتحليل في الصحافة العالمية، وبخاصة الفترة الأخيرة وهي تقتنص الموضوعات غير المسبوقة، واستطاعت أن تثبت وجودها من خلال النظرة المحترمة التي ينظر إليها في المجالس التنظيمية، وهذا ــ بحسب تعبيره ــ أن تكون مجالا للاقتباس في وسائل الإعلام العربية. إلى ذلك، قال السفير أسامة نقلي إن الصحيفة في تطور مطرد، متمنيا استمرارها بالتركيز على الشأن الدولي؛ لأن صحيفة الشرق الأوسط أصبحت المرجع للرأي العام المحلي وما يدور في القضايا الدولية، كونها متابعة من جميع المنابر الإعلامية كجهة موثوقة. يذكر أن صحيفة الشرق الأوسط باشرت في 24 من مايو (أيار) 1980، بعد أسبوعين من الإرسال التجريبي، إرسال صفحاتها من لندن إلى جدة بالأقمار الصناعية عن طريق استخدام معدات الفاكسيميلي، حيث أصبحت أول صحيفة في العالم ترسل صفحاتها عبر الحدود الدولية بشكل منتظم من دون استخدام الخطوط الأرضية، كما كانت التكنولوجيا السائدة ــ حينئذ. الذي اعتبر فتحا جديدا لتقنية الطباعة والنشر المتطورة، ولأول مرة أصبح بإمكان القراء في السعودية والدول العربية قراءة الصحيفة في الوقت ذاته مع القراء في دول أوروبا.
مشاركة :