الفنان وائل جسار يعيش حالة من السعادة هذه الأيام، إثر انضمامه إلى الحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه السعودية، بحيث سيكون أوّل مطرب لبناني يقدّم حفلاً غنائياً في المملكة، بعدما كانت هبة طوجي أول فنانة لبنانية وحتى عربية تحيي حفلة فيها. جسار تحدث عن تجربته الغنائية المرتقبة والتي سيحييها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في جدة السعودية، وتحديداً في 6 أبريل المقبل، مشيراً إلى أنه يتمنى أن يكون حفلاً مميزاً، يليق بحسن ظن المملكة والشعب السعودي. «الراي» انتهزت تأهُّب الجسار لهذه الفعالية، وحاورته حول كثير من الزوايا الفنية الخاصة به، وسألته عن رأيه في مدرّبي برنامج «ذا فويس»، وتقييمه للأصوات التي شاركت هذا العام مقارنةً بالمواسم السابقة. الجسار أجاب بتحفظ وديبلوماسية، مستنداً إلى أنه لا يريد أن يتعرض لسوء الفهم، أو لاتهامه بالغيرة أو الغرور... ورغم ذلك فقد وشت إجاباته بالكثير! • كيف تتحدث عن مشاركتك كأول فنان لبناني يغنّي في السعودية؟- أنا سعيد جداً بأن أكون أول فنان لبناني يحيي حفلاً غنائياً في السعودية، وهذا الأمر يعود إلى محبة الناس وثقتهم بي، وأتمنى أن أظل عند حسن ظن الجميع، وأن يكون حفلاً مميزاً، كما أتمنى الأمن والأمان للمملكة والشعب السعودي.• في رأيك، ما الأسباب التي جعلت هيئة الترفيه في السعودية تختارك دون سواك من النجوم اللبنانيين لهذا الحفل؟- هذا السؤال يجب أن يُوجَّه إلى هيئة الترفيه، لأنها هي المسؤولة عن هذا القرار. لا شك في أنهم لمسوا نجاحاتي في كل العالم العربي، وهذا لا يعني أن غيري من الفنانين اللبنانيين لا توجد لديهم نجاحات أيضاً.• سبق أن قدّمتَ اللون الخليجي في ألبومك السابق، ويُعرف عنك أنك تركّز على غناء اللونين المصري واللبناني، وقبلك أحيت الفنانة هبة طوجي حفلاً في السعودية، وكانت أول فنانة لبنانية وعربية تحيي حفلاً هناك، مع أنها تغني اللهجة اللبنانية، فهل هذا يعني أنهم يختارون الفنانين بناء على مواصفات أخرى لا علاقة لها باللون الغنائي الذي يؤدّونه؟ - لي الشرف أن أقدّم أغنيات خليجية بصوتي، ولكنني لا أعتقد أنهم يختارون الفنان لمجرد أنه يغني اللون الخليجي، ولا أظن أنهم يفكرون بمثل هذه الطريقة.• كيف تفسر غياب بعض النجوم عن الحفلات الغنائية، وخصوصاً التي تقام في الخارج، وحصْرها في أسماء معينة وفي طليعتها نجوى كرم ونانسي عجرم ووائل كفوري وملحم زين وفارس كرم وعاصي الحلاني وراغب علامة وأنت؟- هذا يعني أنها الأكثر طلباً. أنا لا أتحدّث عن نفسي، بل الأسماء التي ذكرتِها هي الأكثر طلباً للحفلات. وهذا الأمر نشكر عليه ربّ العالمين. جهد الفنان وأعماله الناجحة تقف وراء ذلك، وما يحصل لا يأتي من فراغ... ويهمّ المتعهد أن يتعامل مع الأسماء التي تؤمّن له جمهوراً. أنا شخصياً أسعى كي أقدم الأفضل، وهذا هو الأهمّ. • ألا يدلّ هذا الأمر أيضاً، ومن ناحية أخرى، على أن هناك فنانين نجوماً يطرحون أعمالاً، لكنها لا تصل إلى الناس؟- هذا الأمر يعود إلى الفنان واجتهاده وطريقة انتشاره وحجم شعبيته في البلد الذي يحيي فيه الحفلات. عندما يقال عن الفنان إنه نجم عربي، يجب أن يكون على قدر هذه الكلمة. ليس مهماً أن نصدق أنفسنا عندما يُطلق على أحدنا لقب نجم عربي، بل يجب أن يُترجم هذا اللقب مع الجمهور في كل العالم العربي. هناك فنانون لا تنتشر أعمالهم بما يكفي. • اللافت هذه الأيام أن هناك انتشاراً للأغنيات العربية بمختلف لهجاتها، ولم تعد الساحة محصورة في الأغنية اللبنانية أو المصرية أو الخليجية فقط. كيف تفسّر أسباب الانفتاح على الغناء بمختلف لهجاته؟- أنا مع هذا الانفتاح، ولطالما تعرّضتُ للعقاب بسبب غنائي باللهجة المصرية، وأنا أتشرّف بالغناء بلهجتي الأمّ، ولكنني أتشرف بالغناء بجميع اللهجات العربية أيضاً. وربما يعود سبب هذا الانفتاح إلى أننا في زمن السوشيال ميديا، وأصبح بإمكان الجمهور العربي أن يستمع إلى أغنيات وهو في بيته لأي فنان وبأي لهجة.• عندما سئلتَ قبل مدة عن رأيك في مدرّبي الموسم الرابع من برنامج «ذا فويس» قلتَ إنك لا تستطيع أن تبدي رأيك قبل عرض البرامج. اليوم بعد بدء العرض كيف تقارن بين أداء مدربي هذا الموسم ومدّربي المواسم الثلاثة الماضية؟- سبق أن قلت كلمتين حول هذا الموضوع، فقامت الدنيا ولم تقعد، فهناك مَن قال إنني مقهور وهناك من اتّهمني بالغرور والتكبر. الكل زملائي وكلهم لديهم أعمال ناجحة. بالنسبة إلى الأصوات، لم نسمع أصواتاً لغاية الآن بنفس أهمية الأصوات التي سمعناها في المواسم السابقة. ربما نسمع في الحلقات المقبلة أصواتاً أفضل. وأنا لا أقول إنه لا توجد أصوات جيدة، ولكن كانت الأصوات في المواسم السابقة أفضل.• وكلجنة تحكيم؟- الكل أحبابي، وكل واحد منهم يقوم بواجبه الذي يرضي ضميره تجاه المشتركين.• وهل لجنة الموسم الحالي أفضل، أم لجنة المواسم الثلاثة السابقة؟- لا أريد مشاكل. عندما أعبّر عن رأيي يفهمني الآخرون بطريقة خاطئة. أنا أحب كل أعضاء اللجنة، ولا توجد مشكلة بيني وبين أحد. • وكتقييم؟- عندما أعبّر عن رأيي سأُتَّهَم بالغيرة أو الحسد، ولذلك أترك للناس أن تقيّم.• هل تجد أنك تتسرّع أحياناً في التعبير عن مواقفك أم أن الآخرين لا يتقبلون الحقيقة؟ فمثلاً عندما تحدثتَ عن جورج وسوف، ما لبثتَ أن ظهرْتَ وأوضحت، وعندما تحدثت عن محمد حماقي فعلتَ الشيء نفسه؟- أنا لم أقل شيئاً ضد محمد حماقي، وكذلك ضد الوسوف. محمد حماقي صديقي، وجورج وسوف كلنا نقدّره ونحبه، مع أنه لا توجد صداقة بيننا ولم نجتمع سابقاً، وأنا أكنّ له كل الاحترام والمودة. وعندما سئلتُ عن محمد حماقي قلتُ إنه نجم كبير ومحبوب، ولا أفهم لماذا قامت الدنيا ولم تقعد من جراء ذلك.• كيف وجدتَ محمد حماقي في «ذا فويس»؟- محمد حماقي يبدو راقياً جداً، وهو ذكّرني بكاظم الساهر وهو يملأ مكانه.• هل تقول بينك وبين نفسك لماذا اختاروا محمد حماقي ولم يختاروني للبرنامج؟- محمد حماقي نجم مصري عربي، والجمهور المصري كبير، وهذا الأمر يتطلّب وجود نجم مصري في البرنامج. ولا شك في أنه يستحقّ أن يكون في البرنامج.• الفنان وليد توفيق يجد أن البرنامج يخدم النجوم أكثر مما يخدم المواهب، وفي المقابل هناك مَن يرى أن القسم الأكبر من وقت البرنامج يُخصَّص لمزاح النجوم وغنائهم ومناكفاتهم. كيف تنظر إلى هذه الآراء؟- لا شك في أن هذه البرامج «بروباغندا» للفنان، فهو يطلّ لمدة ساعتين على الهواء، وهذه الفترة ليست بقصيرة. ولكن كل شيء يرتبط بالطريقة التي يُقدِّم من خلالها الفنان نفسه خلال هاتين الساعتين.• أيٌّ من النجوم أفادتْه إطلالته ومَن أضرّتْ به؟- هذا الأمر يعود إلى الناس، وكيف يحبّون «كاراكتر» الفنان. المسألة نسبية.• وأنتَ كمُشاهِد، ماذا ترى؟- أنا كفنان في حال كنتُ موجوداً في البرنامج، يجب أن أملأ مركزي بعيداً عن الصخب. يوجد الكثير من الصخب، وتسلية أكثر منها تقييماً فنياً. أنا أتحدّث عن نفسي وليس عن غيري في حال كنتُ في هذا الموقع، يهمّني أن أقيّم الصوت وأن أكون هادئاً وجدياً. لكني أعود وأكرر أن لكل شخص كاراكتر خاصاً به. غير أنه بالنسبة إلى الناس فهم قد يحبون المزاح ويجدون فيه هضامة، وربما لو شاهدوني ووجدوني جدياً قد يقولون عني «ثقيل الظل». • تفضّل أن تكون أقرب إلى كاراكتر كاظم الساهر؟- ليس أقرب إلى أي أحد، بل أقرب إلى ما يتطلّبه البرنامج. لا أريد أن يفهمني أيّ من الفنانين بشكل خاطئ. وربما كان الناس يحبون ما يشاهدونه.
مشاركة :