جولدمان ساكس: شركات الطاقة الكبرى نجت من تداعيات أزمات الانكماش

  • 3/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت المجموعة المصرفية الدولية "جولدمان ساكس"، أن أكبر شركات النفط الخام في العالم نجت بالفعل من تداعيات أزمات انكماش سابقة أثرت فيها سلبا على نحو واسع، وذلك منذ تهاوي الأسعار قبل أربعة أعوام، مشيرة إلى أن شركات النفط أصبحت الآن مهيأة لاستعادة التعافي وجني الثمار.وأوضح تقرير حديث للمجموعة المصرفية أن شركات النفط الكبرى أصبحت في منطقة جيدة حاليا مع ارتفاع أسعار النفط وانخفاض تكاليف التشغيل، معتبرا تعافي السوق أسهم في إتاحة الفرصة للشركات لتحقيق أكبر مستوى نمو وتعزيز التدفقات النقدية لأعلى مستوى على مدى عقدين.ولفت التقرير الدولي إلى أن نمو أرباح الشركات أخيرا، أسهم في زيادة جاذبيتها للمستثمرين بعد عدة سنوات من الإنفاق المرتفع الذي أعقبه انخفاض أسعار النفط الخام وهو ما كان قد دفع مؤشرات أسهم شركات الطاقة العالمية إلى أدنى مستوى في 50 عاما.وتوقع التقرير نقلا عن محللين دوليين أن تكون الفترة المقبلة بداية عصر ذهبي جديد لشركات الطاقة العالمية خاصة السبع الكبار، حيث إنها مقبلة على بيئة مواتية لتحقيق عائدات مرتفعة، مشيرا إلى أن أزمة انخفاض النفط الخام منذ منتصف عام 2014 ألحقت أضرارا فادحة ببعض الشركات الصغيرة كما دفعت الشركات الكبرى إلى تغيير الطريقة التي تعمل بها خاصة ما يتعلق بخفض التكاليف في محاولة للبقاء على قيد الحياة.وذكر التقرير الدولي أنه عادة ما يتبع حالة التباطؤ فترة من الوفرة النسبية لأن تكلفة الحصول على براميل جديدة من الأرض تأخذ وقتًا للحاق بسعر الخام، ما يوسع هوامش الربح.وأضاف التقرير أن "انهيار النفط الخام قلل من ثقل شركات النفط في مؤشرات الأسهم بنحو 5 في المائة"، لافتا إلى أن شركات النفط الكبرى السبع حاليا تعد في وضع يمكنها من استعادة مكانتها حيث دفعت الشركات الأصغر حجما فاتورة ركود وضعف السوق في الفترة الماضية بينما الشركات الأكبر حجماً فازت بفرصة الحصول على حصة سوقية أكبر.وبين التقرير أن الشركات الكبرى مثل "رويال داتش شل" و"بي بي" و"توتال" سجلت أعلى مستوى أرباح في الربع الأخير من العام الماضي كما أنها استفادت من ظروف السوق لاستئناف العمل في المشاريع التي تمت الموافقة عليها منذ سنوات، لكنها تعطلت بسبب الانكماش الاقتصادي.وأشار تقرير "جولدمان ساكس" إلى أن السنوات ما بين 2011 إلى 2013 شهدت أكبر عدد من الصعوبات والجمود الذي أصاب المشروعات في تاريخ صناعة النفط والغاز، مبينا أن جميع هذه المشروعات تدخل مرة أخرى حاليا في دائرة نشاط الإنتاج وتوفر للصناعة أقوى مستوى في نمو الإنتاج ما يرفع مستوى التدفقات النقدية إلى مستوى قياسي جديد.من جهتها، قالت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن مباحثات محمد باركيندو الأمين العام للمنظمة في بغداد مع فؤاد معصوم الرئيس العراقي وجبار لعيبي وزير النفط كانت إيجابية وبناءة وركزت على التقدم الذي تحقق في اتفاق خفض الإنتاج بمشاركة 24 منتجا في "أوبك" وخارجها وسبل العمل على زيادة نجاح وفعالية الاتفاق مستقبلا".وفي سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بسبب تأثير العوامل الجيوسياسية وبخاصة التوتر في الشرق الأوسط وهو ما عزز المخاوف على استقرار مستوى الإمدادات النفطية إلى الأسواق الدولية.وتتلقى السوق دعما من جهود "أوبك" في خفض الإنتاج بالتعاون مع المنتجين المستقلين وأيضا من بوادر انفراجة في الأزمة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، رينهولد جوتير مدير قطاع النفط والغاز في شركة سيمنس العالمية، "إن "أوبك" على مدار عام ونصف العام نجحت في قيادة السوق نحو استعادة التوازن من خلال اقتراب مستوى المخزونات إلى المستوى الطبيعي عند المتوسط في خمس سنوات"، معتبرا هذا النجاح يمثل حافزا على مواصلة تعاون المنتجين والتمسك بالاتفاق المشترك مع رفع مستويات الكفاءة والامتثال "ولذا كان من الطبيعي مشاهدة مؤشرات عن احتمال مد هذا التعاون المشترك إلى العام المقبل 2019".وأشار إلى أن مهمة استعادة الاستقرار في السوق ليست سهلة خاصة في ضوء وجود عدد من العوامل المقاومة خاصة العوامل الجيوسياسية وأبرزها التوتر في منطقة الشرق الأوسط واحتمالات نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين على الرغم من وجود جهود دولية لاحتواء هذا التوتر.من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، أرتوراس فيفراس مدير الاستثمار في فكتوريا بنك في دولة مولدوفا، أن التزام روسيا بالتعاون طويل الأمد مع بقية المنتجين وعلى رأسهم "أوبك" سيسهم في تسريع وتيرة استعادة التوازن والاستقرار في قطاع الطاقة بشكل عام.ولفت إلى أهمية تكثيف الاستثمارات في موارد الطاقة المختلفة لتلبية احتياجات الطلب المتسارعة خاصة في اقتصاديات الدول النامية ولمواكبة النمو السريع للسكان خاصة في دول آسيا ذات الاقتصاديات الصاعدة بقوة وعلى رأسها الهند.من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، أندري جروس مدير قطاع وسط آسيا في شركة "إم إم أي سي" الألمانية لخدمات الطاقة، "إن التوازن الكامل لسوق النفط الخام يصب في مصلحة جميع الأطراف ويخدم أهداف المنتجين والمستهلكين على السواء"، مشيرا إلى أن أغلب التوقعات تصب في مصلحة استعادة هذا التوازن في الربع الثاني أو الثالث على أقصى تقدير على الرغم من كل المتغيرات والقلاقل المستمرة في السوق.ولفت إلى أن سياسات "أوبك" تتسم بالرشد والرؤية الموضوعية لظروف السوق الآنية وتطوراتها المستقبلية، مبينا أن التخلي عن تخفيضات الإنتاج في المرحلة الحالية قد يؤدى إلى هبوط سريع في مستوى الأسعار وهو أمر خطير للغاية وغير مقبول من كل أطراف الصناعة.وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، بدعم المخاوف من أن تؤدي التوترات في الشرق الأوسط إلى تعطل إمدادات.وتلقت الأسواق العالمية، بما في ذلك العقود الآجلة للنفط، دعما من الآمال بأن محادثات غير معلنة بين الولايات المتحدة والصين ستمنع حربا تجارية تلوح في الأفق بين أكبر اقتصادين في العالم.وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 14 سنتا بما يعادل 0.2 في المائة إلى 65.69 دولار للبرميل، بحلول الساعة 0602 بتوقيت جرينتش، مقارنة بالإغلاق السابق.وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ثمانية سنتات أو 0.1 في المائة إلى 70.20 دولار للبرميل.وقال جيمس ميك العضو المنتدب ومدير محفظة الطاقة لدى "تورتيس" لإدارة الأصول "تنامي التوترات الجيوسياسية يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، كما يتلقى النفط دعما من أعضاء منظمة أوبك"، مشيرا إلى تصريحات سعودية وروسية عن تمديد اتفاق خفض الإنتاج.وقال العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أمس الأول، "إنه يؤيد اتفاق المنظمة لخفض إنتاج النفط".وبدأت "أوبك" ومجموعة من المنتجين من خارج المنظمة تقودهم روسيا كبح الإنتاج في 2017 بهدف دعم الأسعار. ومن المقرر أن يستمر الاتفاق حتى نهاية 2018 ودعمت السعودية في الآونة الأخيرة تمديد تخفيضات الإنتاج إلى 2019.وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 66.80 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 66.39 دولار للبرميل في اليوم السابق.وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثامن ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت أربعة دولارات مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 62.74 دولار للبرميل".Image: category: عالميةAuthor: أسامة سليمان من فييناpublication date: الثلاثاء, مارس 27, 2018 - 20:33

مشاركة :