ما بين الموسيقى والمسرح والحركة، وعلى خلفية مقولات صوتية للراحلين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والشاعر محمود درويش، وليس بعيداً عن لعبة الضوء والظل، قدم «الثلاثي جبران» عمله الجديد «الحصار»، في قصر رام الله الثقافي. واستوحى عازفو العود الثلاثة في اختتام برامج إحياء «الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس المؤسس» التي نظمتها مؤسسة ياسر عرفات، اللوحات الموسيقية المسرحية الراقصة من حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لعرفات في مقره في رام الله (المقاطعة) لأكثر من عامين إلى أن توفي «مسموماً» عام 2004. على مدار عشرين دقيقة أبهرت هذه الفرقة الفلسطينية الحضور الذي شعر بتناقض داخلي ما بين حزن على زعيم كان ولا يزال رمز القضية، وغضب متواصل على احتلال يصر على مواصلة جرائمه وتصعيدها. للمرة الأولى دخل «الثلاثي جبران» ما وصفه سمير جبران الأخ الأكبر لـ «الحياة»، بالمسرح الموسيقي. فهذا العمل من إخراجهم ورؤيتهم، بمشاركة الفنان سعيد سلامة في الأداء المسرحي والحركي. ويمكن اختصاره بالقول إنه مزج فني مرهف وقاسٍ في الوقت ذاته. يبدأ العمل بلوحة اعتمدت لعبة الظل والضوء، فبرزت الأخشاب كقضبان، بينما تناثر الأخوة الثلاثة كموسيقاهم فوقها وحولها، وكأنهم يكسرون الحصار... ولعب «الثلاثي جبران» وموسيقاهم وسعيد سلامة، لعبة القط والفأر مع الاحتلال بآلياته العسكرية وجنوده وقنابله وأسلحته النارية، متسلحين بالموسيقى. وكشف سمير لـ«الحياة» أن هذه المقطوعات أعدت خصيصاً لـ «الحصار» وتراوحت ما بين غاضبة وجنائزية وحزينة ومليئة بالأمل وبإرث عرفات الذي كان صوته جزءاً من العمل. كما صوت درويش وهو يلقي قصيدة «مدح الظل العالي»، والذي ارتفع إلى مستوى مدى أعوادهم يرد على صوت الاحتلال بـ«ممنوع التنفس»، و«اضرب عدوك بي»، لينطلق من بعدها جميع الحاضرين موحدين خلف «الثلاثي جبران» ينشدون رائعة إبراهيم طوقان «موطني... موطني».
مشاركة :