الشارقة: ميرفت الخطيب احتضنت الجامعة القاسمية، صباح أمس، مبادرة «في حب زايد» تحت عنوان: «اللغة والثقافة من أجل تعليم مستدام»؛ حيث تطرق المشاركون في الجلسة الحوارية إلى رسالة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، واهتمامه بالثقافة واللغة العربية، وتأكيده على التعليم، مروراً بمناقبه ومواقفه في دعم الفنون والمسرح. وحضر الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، والدكتور يوسف الحسن الكاتب والمفكر، مدير المعهد الدبلوماسي السابق، والدكتور حبيب غلوم مستشار وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والدكتور محمد العولقي رئيس مجموعة «مشاهد» الدولية وصاحب كتاب «هذا زايد أيقونة العالم».وعبّر الحسن في مستهل كلمته عن سعادته بوجوده في هذا الصرح الأكاديمي، الذي بناه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ضمن صروح علمية أكاديمية أخرى، الذي صاغ مؤشراً أخلاقياً نقيس به قيمنا، ووفاءنا للمغفور له الشيخ زايد؛ وهو «هذا ما كان يكرهه زايد، وهذا ما يحبه زايد» الذي حول الحلم إلى حقيقة، وبنى دولة، وشيد بنياناً مشهوداً له بقوة في العالم ولم يكتفِ بقراءة التاريخ أو تحليله؛ بل صنع تاريخاً جديداً لبلده، واستطاع أن يوحد الإمارات في زمن صعب، وفي أوضاع غير معروفة بعد انسحاب القوات البريطانية، محققاً توحيداً فديرالياً وبناء دولة حديثة ومؤسسات وبنية فوقية وتحتية لم تكن موجودة من قبل. ويعقب الحسن: لحظة ميلاد الدولة كان عدد خريجيها الجامعيين 45 خريجاً، وكان المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، يريد أن يصنع دولة حديثة؛ لكن كيف بوجود هذا الرقم الصغير؛ إلا أنه وبإرادة وقوة والتفاف شعبي غير مسبوق حوله استطاع المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، أن يحقق المستحيل. وتناول المحاضر حرص المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، على مفهوم الاستدامة في كافة المجالات؛ بدءاً من تحويل الصحراء إلى مدن عامرة ومزدهرة وآمنة، وتأسيس دولة قانون ومؤسسات وبناء الإنسان المتعلم والمنتج والمنفتح والمتسامح مع الآخر. وعرّج الحسن على مناقب المغفور له الشيخ زايد، ومبادراته في العمل الإنساني ومساعدته لكل فرد أو دولة تتعرض للاعتداء، كما تناول موقفه الشهير بضرورة عودة مصر إلى إخوانها في الجامعة العربية. كما تحدث عن قطع إمداده بالنفط للدول التي تدعم «إسرائيل»، إضافة إلى مواقفه السياسية على المستوى الوطن العربي والعالمي، الحريصة على التعاضد والحلول السليمة البعيدة عن الحروب. وإلى جانب المحاضرة، نظمت ندوة لكل من الدكتور رشاد سالم وحبيب غلوم والدكتور محمد العوالقي، الذين أجمعوا على ضرورة التأكيد على اللغة العربية، وعدم تغريب أولادنا عنها، كما ثمّنوا المواقف والمبادرات، التي أطلقتها الدولة؛ لدعم اللغة العربية، تلك اللغة، التي اختارها الله -عز وجل- للقرآن الكريم. كما أعلن الدكتور رشاد عن إفساح المجال أمام كل من يريد تقوية أو تعلم اللغة العربية مجاناً في مركز تعليم اللغات في الجامعة، واستحضر د.حبيب غلوم ذكرياته عائداً بذاكرته إلى أكثر من 30 سنة، يوم كان طالباً صغيراً، وكانت الكراسات تحمل صورة الشيخ عبد الله سالم الصباح؛ كونها كانت تأتي من الكويت، وفي عام 1969 تغيرت الصورة، وحلت مكانها صورة المغفور له الشيخ زايد. الهوية واللغة علقت الإعلامية الإماراتية ومؤسسة مبادرة «#في-حب-زايد»، صفية الشحي: لطالما كانت الهوية الوطنية المرتبطة باللغة والثقافة العربية عنصراً رئيسياً في إرساء دعائم مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة المتنوع؛ ولذلك نواصل في حملة «#في-حب-زايد» دورنا الداعم لترسيخ بيئة تعليم مستدام؛ حيث نجتمع اليوم في هذا الإطار مع نخبة من الشخصيات المعنية بقطاع التعليم والثقافة والفن في أحد أهم الصروح التعليمية في إمارة الشارقة، وهي الجامعة القاسمية.وأضافت صفية: نحرص على مواصلة التزامنا بالسير قدماً على نهج القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي وضعت اللغة العربية على رأس قائمة أولوياتها.وأجمع المشاركون على دور اللغة العربية العريق في نقل الموروث الثقافي والفنون الأدبية الأصيلة، والحضارة العربية العريقة؛ إذ تعد اللغة العربية من اللغات الإنسانية السامية، التي ما زالت محافظة على تاريخها اللغوي والنحوي منذ قديم الزمان، وتبرز أهميتها في كونها إحدى مكونات المجتمع الرئيسية.
مشاركة :