أكدت الإمارات أن تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان أولوية، منوهة إلى التزامها بمساعدة الشعب الأفغاني في تحقيق رؤيته نحو السلام والاستقرار والازدهار.جاء ذلك خلال مشاركة الدولة في مؤتمر طشقند بشأن أفغانستان والذي أقيم تحت عنوان «عملية السلام والتعاون الأمني والاتصال الدولي في أفغانستان».وأوضح الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، خلال المؤتمر، أن الالتزام بمساعدة الشعب الأفغاني في تحقيق رؤيته نحو السلام والاستقرار والازدهار توجّه رئيسي ومهم لدولة الإمارات التي سعت خلال أكثر من عقد على دعم هذا التوجّه في شتّى الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية.وقال «تأتي مشاركتنا في مؤتمر طشقند مساهمةً في الجهد الدولي لتفعيل المسار السياسي الأفغاني ودعمه إدراكاً بأن نجاح هذا المشروع يتطلّب آلية تقودها الحكومة الأفغانية وتشارك فيها الأطراف الأفغانية كافة، كما يتطلّب ذلك دعم الدول الإقليمية والمجتمع الدولي وعدم التدخّل السلبي من دول الجوار».وشكر قرقاش جمهورية أوزباكستان الصديقة على دورها في هذا المجال، مشيراً إلى أن دولة الإمارات، وعبر موقفها الواضح تجاه التطرّف والإرهاب، تندّد بالاستخدام الممنهج للإرهاب على الساحة الأفغانية وترى أن ترويع المدنيين واستهدافهم يمثّل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه أفغانستان وتعرقل مسار التسوية السياسية.وأضاف أن الإمارات ومن خلال عملها والتزامها بأهداف السلم والاستقرار في أفغانستان، تعرضت للإرهاب وتدرك أن أي حل سياسي يحمل في طياته المصداقية المطلوبة لابد أن يُعالج هذا الجانب، مجدداً موقف الدولة الذي يدين الإرهاب بكل أشكاله وصوره بغض النظر عن مصدره.كما أشار إلى أن دولة الإمارات تدعم وبنشاط الجهود المساعي تجاه تعزيز الاقتصاد والتنمية في أفغانستان من خلال المبادرات الإقليمية الساعية إلى توثيق الروابط الاقتصادية بين أفغانستان وجيرانها أو عبر العمل الثنائي المشترك.وختم مداخلته بتأكيد التزام الدولة وضمن جهود المجتمع الدولي بدعم أفغانستان، مشيراً إلى أن الإمارات تقوم بواجبها الإنساني والإسلامي تجاه أفغانستان وشعبها وتدعم كل مساعي الأمن والسلام في أفغانستان.وخلال المؤتمر أعلنت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وأكثر من عشرة وفود من دول أخرى في بيان مشترك أمس الثلاثاء دعمها للعملية السلمية في أفغانستان بعد إجراء محادثات غابت عنها طالبان، ما دعا أوزبكستان إلى الدعوة لاستضافة محادثات سلام بين حكومة غني والحركة.وأعلنت الأطراف الموقعة على البيان، التزامها بعملية سلام «أفغانية المنشأ والقيادة»، رغم أن عدم حضور طالبان للمؤتمر العالي المستوى الذي عقد في عاصمة أوزبكستان ألقى بظلال من الشك حول أهمية هذه المحادثات.وأشار الإعلان المشترك الذي تم توزيعه في نهاية المؤتمر إلى دعم الدول الموقّعة عليه «للعرض الذي قدمته حكومة الوحدة الوطنية من أجل إطلاق محادثات مباشرة مع طالبان بدون شروط مسبقة»، داعياً طالبان لقبول هذا العرض.وفي بيان أمس قالت طالبان، إنها «لم تكن مدعوة إلى مؤتمر طشقند ومن المبكر إصدار بيان حول نتائجه».وفيما لم يؤد مؤتمر طشقند إلى تحقيق أي اختراق، فإنه أكد ظهور أوزبكستان كلاعب دبلوماسي محتمل في المنطقة بعد فترة من العزلة النسبية تحت حكم الزعيم الراحل إسلام كريموف. وقال الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف «نحن مستعدون لتهيئة كل الظروف المطلوبة، في أي مرحلة من مراحل عملية السلام، لتنظيم محادثات مباشرة على أراضي أوزبكستان بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان». (وكالات)
مشاركة :