لم يكن معرض جنيف الدولي هذا العام مسرحاً لأجمل وأحدث السيارات فقط، بل شمل أيضاً نماذج غريبة وتصميمات غير معهودة، وجاءت معظم الأفكار الغريبة من شركات مغمورة أو أخرى تجري تعديلات على السيارات بعد خروجها من مصانع شركاتها الأصلية. وكانت واحدة من هذه النماذج سيارة بوغاتي فيرون أجرت عليها شركة مانسوري الألمانية تعديلات شملت طلائها الخارجي الكربوني الذي جاء بشكل الرخام، بما يشبه أرضية المطابخ القديمة. وغطى التصميم الرخامي كل أرجاء السيارة، إلى جانب بعض الأجزاء الداخلية أيضاً. ويضيف هذا التصميم الغريب إلى ثمن السيارة الذي يصل إلى مليوني يورو. وتعددت التعليقات على السيارة الغريبة في معرض جنيف، وكان أحدها أن السيارة تعرضت لهجمة من طيور النورس قبل وصولها إلى المعرض نتج عنها هذا اللون الغريب. ولم تكن بوغاتي فيرون هي النموذج الغريب الوحيد في معرض جنيف، فهناك كثير من الأمثلة الأخرى، ومنها: > إيدون غرين زيكلات: وهي سيارة تجمع كثيراً من المتناقضات في قالب واحد. فطراز زيكلات (Zeclat) تنتجه شركة إيدون غرين، التي يدل اسمها على أنها تلتزم ببعض المعايير البيئية، ولكنه يستخدم محركاً سعته 6.2 لتر، بثماني أسطوانات، ومن دون شاحن توربيني ينطلق بالسيارة إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.6 ثانية. وهو أبعد ما يكون عن الرفق بالبيئة، ومستعار أساساً من سيارات كورفيت «سي 7»، وهي تنتمي إلى جيل ثلاثينات القرن الماضي في التصميم، خصوصاً لمرحلة كانت تسمى «أيرو»، وبرعت فيها شركات فرنسية مثل بوغاتي وشابرون وبورتو. ومع ذلك، فهي تحمل أحدث تقنيات التواصل مع الهواتف الجوالة الذكية، وتعرض معلومات القيادة على شاشة النافذة الأمامية، وتنقل السرعات من على المقود. أما لون السيارة، فهو بنفسجي زئبقي يتغير بانعكاس الضوء عليه. وتأمل الشركة في أن تجد مشترين لها من بين قطاع الفنانين ونجوم السينما الذين يريدون التميز. > أيكونا نيوكليوس: وهي سيارة كهربائية تجريبية ذاتية القيادة، كشفت عنها في جنيف شركة التصميم الإيطالية أيكونا، وهي تتسع لـ6 ركاب، وتوفر داخلها ما يشبه غرفة الصالون للركاب بمرونة في توزيع المقاعد. وأغرب ما في السيارة أنها بلا نوافذ أمامية أو جانبية أو خلفية. ومع ذلك، فمادة السيارة الكربونية شبه شفافة، بحيث يرى الركاب ما حولهم من دون أن يراهم أحد. كذلك يسمح سقف السيارة بدخول الضوء الطبيعي إلى داخلها، وهي لا تحتوي على مقود أو بدالات للسرعة أو المكابح، وتسمح بإدخال أحدث التقنيات إليها، بحيث تتحول إلى مكتب متحرك به وسائل الاتصال كافة، أو صالون منزلي تقدم فيه المشروبات.. فهل يمكن تخيل استخدام سيارة بهذا الشكل في المستقبل؟ > كايت (Kite): تمثل هذا السيارة مشروعاً مشتركاً بين شركة هيونداي ومعهد التصميم الأوروبي في تورينو. وقد ظهرت نتيجة هذا التعاون للمرة الأولى عالمياً في صيغة هذه السيارة الغربية في معرض جنيف، وهي تعتبر سيارة شواطئ بمقعدين، وبلا سقف، مصنوعة من الكربون الخفيف. وهي لا تزيد على كونها مشروع تصميم أنتجه طلبة المعهد، ولن ترى النور إلى مجال الإنتاج الفعلي إلا إذا قررت شركة هيونداي تبني المشروع، وهو أمر مستبعد. > كوربيلاتي ميسايل: ويعني اسمها «الصاروخ» لأنها تنطلق بمحرك سعته 9 لترات، بثماني أسطوانات، وانسيابية تنطلق بها إلى سرعة 300 كيلومتر في الساعة. وتقول شركة كوربيلاتي الإيطالية إن ميسايل هي أسرع سيارة في العالم، بمحركها مزدوج الشحن التوربيني، الذي يولد لها 1800 حصان و2350 نيوتن / متر من عزم الدوران. وتقول الشركة إن تصميم السيارة الغريب، وجسمها الكربوني الخفيف، يتيح لها اختراق سرعة 500 كيلومتر في الساعة. وقال بعض من شاهدها في معرض جنيف إنها تصميم لم يكتمل بعد لأن نوافذها كانت مطلية باللون الأسود، وهذه علامة واضحة على أن الشركة لم تكمل تصميمها الداخلي بعد. وقد عرضتها في جنيف لكي تكتشف ما إذا كان هناك طلب على مثل هذه السيارة أم لا. «بال ـ في ليبرتي» سيارة طائرة بنصف مليون دولار > من أغرب السيارات التي ظهرت في معرض جنيف هذا العام كانت السيارة الطائرة «بال - في ليبرتي»، التي قدمتها شركة هولندية بأسعار تتراوح بين 400 و600 ألف دولار، وفقاً للطراز. ولم تحصل هذه السيارة على تراخيص الطيران بعد، ولكنها تعتزم الحصول عليها قبل عام 2019، الذي تقول الشركة إنه موعد دخول هذه السيارة إلى الأسواق. وهي تحتاج إلى ممر للإقلاع، ولا تستطيع الإقلاع رأسياً مثل الطائرات الهليكوبتر، وتعتمد على محركين: أحدهما للطريق، والآخر للإقلاع. ولا تزيد قدرة محرك الطريق على 90 حصاناً تكفي لدفع السيارة الصغيرة ذات المقعدين إلى سرعة مائة ميل في الساعة، وهي ذات نظام تعليق يميل بالسيارة على المنحنيات. ويحتاج السائق إلى رخصة طيار قبل الإقلاع بهذه السيارة، بالإضافة إلى رخصة قيادة أرضية، وهي أيضاً تحتاج إلى مطار صغير من أجل الإقلاع منه، كما تستغرق بين 5 و10 دقائق للتحول من نمط الانطلاق الأرضي إلى نمط الطيران، والعكس بالعكس. وفي حين يقول البعض إنها قبيحة الشكل، فإنها تتمتع ببعض المزايا، مثل استخدام البنزين العادي بدلاً من وقود الطائرات والحجم المدمج الذي لا يزيد على حجم شاحنة صغيرة، كما أنها اقتصادية التشغيل، حيث تقطع 31 ميلاً بغالون البنزين الواحد، وتستهلك 6.9 غالون لكل ساعة طيران، وهي تستطيع الطيران لمدة 4 ساعات ونصف الساعة مع نصف ساعة من الوقود الاحتياطي.
مشاركة :