من رحم المعاناة يُولد النجاح، شريطة وجود خطة مستقبلية واضحة، فكل شخص ناجح- في أي مجالٍ- لا يترك المعاناة والتحديات والإحباطات التي تواجهه، تؤثر فيه سلبًا، أو تفقده الثقة في إمكانياته، هذا باختصار ملخص سيرة ” شهيد خان”. نشأته: ولد ” شهيد خان “في لاهور بباكستان في 18 يوليو 1950م، في عائلة من الطبقة المتوسطة، يعمل والده في مجال الصناعات ومواد التشييد والبناء، وأمه أستاذة جامعية في الرياضيات. كان يمكن لخان أن يعيش حياة هانئة وسط أسرته، لكنه – في السادسة عشرة من عمره- قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سعيًا للأفضل، وكمحاولة لاكتشاف قدراته ومواهبه. درس خان الهندسة الصناعية بجامعة إلينوي، وأثناء ذلك عمل غاسلًا للأطباق في أحد المطاعم مقابل 1.20 دولار في الساعة؛ ليستطيع الإنفاق على نفسه، فتفوق في دراسته؛ إذ تخرج قبل وصوله لسن الـ21، حاصلًا على شهادته العلمية في الهندسة الصناعية، وعمل في المقاطعة نفسها بعد تخرجه كمهندس إدارة بشركة “فليكس إن جيت” في مجال قطع غيار السيارات، وهي الشركة ذاتها التي عمل فيها أيضًا أثناء دراسته. ظل خان في الشركة 7 سنوات، أشرف خلالها على الإنتاج، واستخدام براعة الهندسة لتبسيط العملية بما تسمح به إدارة الشركة التي كانت تتجاهل الابتكارات في قطع غيار السيارات، فقدم استقالته عام 1978؛ ليؤسس شركة لإصلاح وتعديل المركبات، وتركيب مصدات للسيارات، بعد أن حصل على قرض لهذا الهدف، ثم نجح لاحقًا في إقناع شركات مثل جنرال موتورز بأن المصدة التي ابتكرها أكثر مثالية وأخف وزنًا لسيارات إيسوزو المستوردة التي كان يطلق عليها: “تشيفي لوف”، وكذلك الأمر لشاحنة كرايسلر التي تصنعها ميتسوبيشي. ذروة النجاح: وفي العام 1980، نجح خان في شراء شركة فليكس إن جيت – التي كان يعمل فيها – ليضم أعمالها إلى شركته الخاصة، فنمت الشركة تدريجيًا؛ حتى أصبحت المزود الرئيس لمصدات السيارات لشركات فورد، وجنرال موتورز، و كرايسلر. وفي العام 1984، بدأ خان في تصنيع مصدات شاحنات تويوتا الصغيرة، ثم في العام 1989 أصبحت شركته المورّد الوحيد لمصدات سيارات تويوتا في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لترتفع مبيعاتها من 17 مليون دولار إلى حوالي ملياري دولار في العام 2010. وبحلول العام 2011، أصبح لدى خان 12450 موظفًا و48 مصنعًا في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، لترتفع عائداتها إلى 3 مليارات دولار. تحويل الهواية إلى بيزنس: في نوفمبر 2011، فكر شهيد خان في الاتجاه إلى الاستثمار في الأندية الرياضية، فخطط لشراء نادي جاكسونفيل جاجوار لكرة القدم الأمريكية، فكان له ما أراد بالاستحواذ على النادي بقيمة 760 مليون دولار في يناير 2012. وفي يوليو 2013 دخل خان في مفاوضات مع الملياردير المصري ” محمد الفايد ” لشراء نادي فولهام الإنجليزي لكرة القدم ، وفي الشهر ذاته وقع الصفقة بقيمة تراوحت بين 150 و200 مليون جنيه إسترليني، ثم اشترى بعدها فندق “فور سيزونز” بمدينة تورونتو الكندية بـ 170 مليون دولار من رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال. وفي سبتمبر 2013 ، كانت ثروة خان قد بلغت نحو 8 .3 مليار دولار؛ ليحتل المركز 122 بقائمة فوربس ضمن أغنى 400 شخصية بالولايات المتحدة، والمرتبة 490 بين الأكثر ثراءً في العالم، فضلًا عن أنه أصبح أغنى رجل أعمال من أصل باكستاني. ملامح ريادية تمثلت صفات خان الريادية فيما يلي:المخاطرة: حيث ترك أسرته وهاجر إلى الولايات المتحدة؛ للعمل والدراسة معًا.التواضع: عمل غاسلًا للأطباق في أحد المطاعم، دون أن يستنكف هذا العمل.عدم الاستسلام: اشترى الشركة التي عمل بها، والتي عاني فيها من التعنت الإداري وعدم تقدير مهارته، ثم حقق بها نجاحًا مبهرًا.حسن الإدارة: نجح في استقطاب أمهر الموظفين، وضاعف عددهم عن ذي قبلظ، فحقق بهم النجاح المأمول. الجوائز والأوسمة: تلقى خان العديد من الجوائز والأوسمة من جامعة إلينوي، أبرزها جائزة الخريج المتميز في العام 1999، وجائزة التميز من كلية الهندسة في العام 2006. محمد علوانيالحصول على الرابط المختصر
مشاركة :