محمد حامد (دبي) جذب النجم الفرنسي بول بوجبا الأنظار بشدة في مباراة روسيا وفرنسا، ليس لأنه سجل هدفاً وصنع هدفاً آخر فحسب، بل جاءت احتفاليته بالهدف لتجسد القيم الدينية الإسلامية، والإنسانية، فقد ظهر النجم الفرنسي وهو يرفع قميصه ليظهر قميص آخر كتب عليه «عيد ميلاد سعيد.. رحمك الله يا أبي»، وهي رسالة لروح والده الذي رحل في مايو الماضي عن عمر ناهز 79 عاماً. ورصدت الصحافة الفرنسية، والإنجليزية، المشهد باهتمام لافت، حيث كان بوجبا يريد بهذه الرسالة أن يحتفل بعيد الميلاد رقم 80 للأب الراحل، وفي الوقت ذاته حرص على توجيه الدعوات له بالرحمة رافعاً يديه للسماء، ويشتهر بوجبا بهويته الإسلامية، حيث يجسد مع غيره من نجوم الجيل الحالي الصورة الرائعة للنجم المسلم الذي يقدم مستويات رائعة على المستوى الكروي، وفي الوقت ذاته يتحلى بالسلوك الجيد والتواضع، والمشاركة في الأعمال الخيرية، مما يجعله قدوة حقيقية على المستويين الكروي والإنساني. وكانت الصحافة اللندنية، ومشاهير الكتاب في بريطانيا وأوروبا، حرصوا خلال الفترات الماضية على رصد مسيرة بوجبا والنجم المصري محمد صلاح، ونجوم الكرة الأفريقية والعربية، الذين يعتنقون الإسلام، وأشارت إلى أن سلوكهم الرائع، وقدراتهم الكروية الخاصة، تجعلهم يحاربون العنصرية بطريقة غير مباشرة، فالجماهير تتغنى بهم في المدرجات، بعد سنوات من المعاناة مع العنصرية ضد لاعبين من أجيال سابقة، كما أن ما يفعله بوجبا وصلاح وغيرهما يتفوق على عشرات المؤتمرات التي تقام تحت عناوين، مثل تقارب الأديان وحوار الحضارات، على حد تعبير التلغراف اللندنية. يذكر أن النجم الفرنسي بوجبا الذي يتمتع بأصول من غينيا حرص طوال مسيرته على التقرب من والده، ونشر صوراً لهما وهما يحتفلان بعيد ميلاده الـ79 في مارس 2017، كما أصر على دعوة الأب في أكثر من مباراة لمشاهدته في الملعب، وهو ما فعله مع الأم أيضاً، وتفتخر عائلة بوجبا بأن لها 3 لاعبين، أشهرهم بول نجم مان يونايتد ومنتخب الديوك، فضلاً عن فلورنتين، وماتياس وكلاهما يلعب لمنتخب غينيا.