تشير البحوث إلى أن ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد فوق عتبة معينة لا يقدم أي منافع إضافية للقلب. لذا لا بد من إدراج بعض التغيّرات في حميتك الغذائية. يتعلّق الكولسترول في المقام الأول بالأرقام. يجب أن يتراجع معدل (السيئ) منه، أي البروتين الدهني منخفض الكثافة، مقابل ارتفاع مستوى (الجيد) منه، أي البروتين الدهني عالي الكثافة. ترتبط هذه المعادلة غالباً بتراجع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ربما تبدو المسألة بسيطة وهي كذلك عموماً. لكن يصبّ معظم التركيز دوماً على تخفيض مستوى الكولسترول السيئ رغم أهمية مراقبة معدل الكولسترول الجيد أيضاً، فقد ذكر بعض البحوث أن ارتفاع مستوياته بعد عتبة معينة لا يضمن حماية إضافية. دور الكولسترول يحمل الكولسترول سمعة سيئة لكنه يؤدي دوراً أساسياً على مستوى الصحة. إنه عنصر دهني موجود في الجسم لمساعدته على إنتاج الهرمونات وبناء الأنسجة وإفراز عصارة المرارة في الكبد لتسهيل الهضم. ينتج الجسم كمية الكولسترول التي يحتاج إليها وينقلها إلى مجرى الدم. لكن يقول الدكتور إيريك ريم، أستاذ في علم الأوبئة والتغذية في (كلية هارفارد تشان للصحة العامة): (يشكّل فائض الكولسترول صفائح بين طبقات جدران الشرايين، فيجد القلب صعوبة متزايدة في نقل الدم. ويمكن أن تتمزق الصفائح أيضاً وتسبّب الجلطات، ما يعوق شرياناً يغذي الدماغ أو القلب فتحصل جلطة دماغية أو نوبة قلبية). الكولسترول الجيد عنصر مفيد لأنه يُخرِج الكولسترول السيئ من الدم ويمنعه من التراكم في الشرايين. لذا كانت التوصيات النموذجية تدعو إلى تخفيض مستويات الأخير (أقل من 100 ملغ/ديسليتر)، ورفع مستويات الكولسترول الجيد (بين 40 و60 ملغ/ديسليتر). لكن إذا كان الأخير مفيداً، من المنطقي أن يتحسّن الوضع الصحي عند ارتفاع مستواه. هذا التحليل صحيح لكن بدرجة معينة. في هذا السياق، نُشرت دراسة في (مجلة جمعية القلب الأميركية) وذكرت أن منافع ارتفاع مستويات الكولسترول الجيد تزداد إلى أن يبلغ معدّله لدى الرجال 90 ملغ/ديسليتر ثم تستقر النتيجة، ما يعني عدم اكتساب منافع إضافية بعد هذه العتبة. التوازن مطلوب قد لا يكون ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد فاعلاً دوماً لأنه يحتاج إلى المساعدة لأداء مهمّته. اكتشفت دراسة أخرى أن الدور الوقائي للكولسترول الجيد يتوقف جزئياً على مستويات الكولسترول السيئ والشحوم الثلاثية (نوع آخر من دهون الدم التي تشارك في تشكيل الكولسترول الكلي في الجسم). نُشِر البحث على موقع (نوعية القلب والأوعية الدموية ونتائجها) وحلل بيانات عن 3500 شخص طوال 25 سنة. راقب الباحثون أشخاصاً يسجلون مستويات منخفضة ومرتفعة من الكولسترول الجيد وآخرين يسجلون مستويات طبيعية ومرتفعة من الكولسترول السيئ والشحوم الثلاثية. للحصول على حماية قصوى من أمراض القلب والأوعية الدموية، برزت حاجة إلى إقامة توازن بين المعدلات الثلاثة. ساهم ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد (40 ملغ/ديسليتر وما فوق) في تخفيض مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية بشرط أن يكون معدل الكولسترول السيئ والشحوم الثلاثية منخفضاً (100 ملغ/ديسليتر كحد أقصى). وحين ارتفعت مستويات الكولسترول السيئ والشحوم الثلاثية فوق عتبة 100 أو 150 ملغ/ديسليتر على التوالي، لم يعطِ الكولسترول الجيد أي أثر. المعدلات المثالية ما معنى هذه المعلومات كلها؟ هل يجب أن نقلق من ارتفاع مستوى الكولسترول الجيد؟ لتقييم المعدلات المرتفعة من الكولسترول الجيد، تقضي طريقة أخرى بتحليل أسباب بلوغ هذا المستوى. في حالات كثيرة، تحدّد الجينات مدى ارتفاع مستويات الكولسترول الجيد. لكن يمكن أن تؤدي التمارين المعتدلة، ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً، إلى ارتفاع معدل الكولسترول الجيد أيضاً. بهذه الطريقة قد يكشف هذا الارتفاع عادات مفيدة للقلب. باختصار، تبقى معدلات الكولسترول معقدة لكنها تستطيع احتساب احتمال الإصابة بأمراض القلب مستقبلاً. لا تقضي أفضل مقاربة بالتركيز على معدل واحد مرتبط بالكولسترول، بل يجب النظر إلى جميع المعدلات المهمة. يقول ريم: (يجب أن يفحص الرجال معدل الكولسترول لديهم. وإذا احتاجوا إلى تخفيضه، يجب أن يراقبوا المعدلات المرتبطة به، أي مستويات الكولسترول الجيد والسيئ والشحوم الثلاثية). مستويات الدهون لدى الراشدين تشكّل هذه المعدلات دليلاً لغير المصابين بأمراض القلب مستوى الكولسترول الكلي فئة الكولسترول الكلي أقل من 200 ملغ/ديسليتر محبّذ 239-200 ملغ/ديسليتر مرتفع لكن ضمن الحدود القصوى 240 وما فوق مرتفع مستوى الكولسترول السيئ فئة الكولسترول السيئ أقل من 100 ملغ/ديسليتر مثالي 129-100 ملغ/ديسليتر شبه مثالي/ أعلى من المعدل المثالي 130 – 159 ملغ/ديسليتر مرتفع لكن ضمن الحدود القصوى 189-160 ملغ/ديسليتر مرتفع 190 ملغ/ديسليتراً وما فوق مرتفع جداً مستوى الكولسترول الجيد فئة الكولسترول الجيد أقل من 40 ملغ/ديسليتر منخفض (خطر متزايد) 60 ملغ/ديسليتراً وما فوق مرتفع (يحمي القلب) مستوى الشحوم الثلاثية فئة الشحوم الثلاثية أقل من 150 ملغ/ديسليتر طبيعي 199-150 ملغ/ديسليتر مرتفع لكن ضمن الحدود القصوى 499-200 ملغ/ديسليتر مرتفع 500 ملغ/ديسليتر وما فوق مرتفع جداً بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، كأولئك الذين تعرّضوا سابقاً لنوبات قلبية، يوصيهم بعض الخبراء بأن يبقى مستوى الكولسترول السيئ بمعدل 70 كحد أقصى.
مشاركة :