منذ التعرف على الخلايا الجذعية واكتشاف قدراتها على التحول إلى جميع أنواع الخلايا على يد البروفيسور الأمريكي ثومس عام ١٩٩٨م والجامعات والشركات والمراكز العلمية في حركة دؤوبة في معاملها تحث الخطى، وتستقطب الباحثين للوصول إلى استخدامات علاجية للأمراض المستعصية والمزمنة (غير زراعة نقي العظام والأمراض الدموية)، وقد أحرزت بعض تلك المراكز شيئًا من التقدم لبعض الأمراض إلا أنه تبين لبعض العلماء والباحثين أن هناك مخاطر تصحب استخدام الخلايا الجذعية، كما أن هناك معالجة إكلينيكية تتم دون ضوابط أخلاقية أو عدم مصداقية في نشر النتائج، ومثال ذلك استخدامها في معالجة أمراض القلب مثل النوبات القلبية وفشل القلب.. وقد أشار إلى هذا التقرير الذي كتبه أليسون أبوت في المجلة العلمية الشهيرة NATURE ، حيث يقول في بداية تقريره: «أثار تحليل الدراسات الإكلينيكية، التي تستخدم الخلايا الجذعية للبالغين لعلاج أمراض القلب أسئلة حول قيمة العلاج، الذي يعتبره الكثيرون مبالغًا فيه بشكل غير مناسب». هناك أمل كبير في استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض القلب، لكن النتائج إلى الآن محفوفة بالمخاطر وعدم الوضوح، حيث إن الأطباء الممارسين لهذا النوع من العلاج إكلينيكيا غير واضحين وليس هناك ما يؤكد إمكانية تكرار التجارب باستخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض القلب، كما أن هناك تضاربًا فيما ينشر من حالات تمت معالجتها بين الوفاة والشفاء، ولعل من أسباب ذلك هو المصدر الذي تؤخذ منه الخلايا الجذعية لأن هناك تباينًا في مصادر الخلايا الجذعية المستخدمة في العلاج بين خلايا جذعية بالغة أو جنينية أو جذعية وسطية أو جذعية من الشريان الأورطي، أحد أهم هذه الدراسات ما قام به طبيب القلب داريل فرانسيس، الذي أجرى ٤٩ تجربة إكلينيكية عشوائية، حيث انطوت على علاج المرضى، الذين أصيبوا بأزمة قلبية أو فشل القلب، وقد لقيت هذه الدراسة تعارضات عديدة وتناقضات غير مبررة، كما أن بعض الأطباء الذين خاطروا بحياة بعض المرضى هم اليوم تحت المساءلة القانونية لأن هناك أخلاقيات والتزامات في التطبيق على الإنسان وقد تباحث معي في المعمل الدكتور أحمد أزهر، وهو طبيب متخصص في قلوب الأطفال ذات يوم لإمكانية استخدام الخلايا الجذعية الموجودة عندنا في معالجة ثقوب القلب لدى الأطفال، وحيث إن الخلايا الجذعية الجنينية تعتبر وسيلة جيدة لنموها حول الثقوب، وبالتالي سدها إلا أن لها خطورة أثناء زراعتها، حيث يستمر انقسامها وتكاثرها ونشاطها الزائد يجعلها تتحول في كثير من الحالات إلى خلايا ورمية، وهو ما أشارت إليه العديد من المعامل البحثية العالمية، مما جعلنا لا نقدم على تطبيق ذلك، وأنصح كمتخصص ألا يقدم أحد على استخدام الخلايا الجذعية الجنينية لخطورتها والبديل عن ذلك الخلايا الجذعية البالغة من نفس الشخص أو متبرع وهو التوجه الطبي الحديث في المعالجة بالخلايا الجذعية.
مشاركة :