«كلمتين وبس»... صرخة لأجل الفن والثقافة بصوت عبدالحسين عبدالرضا

  • 3/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من باب الوفاء للهرم الفني الراحل عبدالحسين عبدالرضا وتخليداً لذكراه، قدمت أكاديمية «لوياك» للفنون الأدائية «لابا» في يوم المسرح العالمي عملاً مسرحياً كوميدياً غنائياً استعراضياً هادفاً بعنوان «كلمتين وبس»، نص فارعة السقاف وإخراج رازي الشطي، وبطولة أحمد إيراج وشيرين حجي، ومن غناء عبدالعزيز المسباح، وبإشراف عام رسول الصغير، وذلك على خشبة «مسرح الدراما» في «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي» والتي ستكون مستمرة في العرض إلى يوم 29 من الشهر الجاري.«كلمتين وبس» من الأعمال الكوميدية الهادفة تناولت قضية الفنون والثقافة والأخلاق وأهمية الحفاظ عليها من السقوط في هاوية المتاجرة والهابط من الأعمال، حيث ان أحداثها دارت حول حكاية كاتبة جسدت شخصيتها شيرين حجي تضطر لتوقيع عقد عمل درامي لموسم شهر رمضان عن حياة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا جسد دوره أحمد ايراج، وخلال أزمتها اليومية المتمثلة في فعل الكتابة تحت وطأة الاستعجال لتقديم العمل الرمضاني، يتراءى لها الفنان في شخصياته المعروفة في أعماله الدرامية والمسرحية، فتخوض معه في نقاشات تساعدها على اتخاذ قرار يتماشى وضميرها، وهنا يرمز ظهور الراحل «بوعدنان» إلى صوت ضمير الأمة الذي غيبته المادة والجشع.المسرحية انقسمت إلى مشاهد عدة تم من خلالها عرض مجموعة من الشخصيات التي قدمها الراحل بوعدنان، ففي المشهد الأول شاهدنا حسين بن عاقول «درب الزلق»، وفي المشهد الثاني شاهدنا عبدالحسين باشا في أوبريت «بساط الفقر» وتحديداً مشهد مصر، أما في المشهد الثالث فشاهدنا «أوبريت قبل الزواج»، وفي الرابع مسرحية «سيف العرب»، وفي المشهد الخامس عشنا مع عبدالباري في مسرحية «مراهق بالخمسين»، وفي المشهد السادس والأخير شاهدنا عبدالحسين عبدالرضا «بو ردح»، وجميع ما ذُكر استطاع إيراج تقديمه بروح جميلة وأداء متمكن، أحيا من خلاله «بوعدنان» مجدداً فوق خشبة المسرح.وهنا لم يكن إيراج لينجح لولا وجود ممثلة رائعة مثل شيرين حجي التي تفوقت على نفسها وبتطور ملحوظ وكبير عن تجاربها السابقة مجسدة شخصية الكاتبة التي تمر بصراع بين القيم و المبادئ الفنية ضد المنتج دينار بو نوط الذي جسد شخصيته إبراهيم الشطي، محاولاً أن يستغل المخرج زعفران الذي جسده عبدالله البلوشي، والذي قدم أيضاً أداء مميزاً.طبعاً كل ما سلف ذكره، جاء من مجهود إخراجي احترافي واضح بذله رازي الشطي رغم صغر سنه بإشراف عام من رسول الصغير، إذ كانت لمساته واضحة فوق خشبة المسرح في اختيار الأزياء التي صممتها الدكتورة ابتسام الحمادي وتوزيع الديكور واستخدامه بصورة سليمة الذي صممه نصار النصار، وكذلك الإضاءة التي صممها بنفسه مع رسول، ولا ننسى الماكياج الذي أبرز ملامح كل شخصية والذي كان بأنامل خالد الشطي، إلى اختياره لموقع الفرقة الموسيقية التي لم تقل أهمية عن كل عناصر العمل، حيث أمتعتنا بعدد من الأغاني التي تم توظيفها مسرحياً بصوت الفنان عبدالعزيز المسباح هي «أنا قلبي إليك ميال»، «بلا تصبوا هالقهوة»، «خالة شكو» و «هيلة يا رمانة». يذكر أنه وقد قبل بداية المسرحية أطلت مشاعل بشير مدير العلاقات العامة والتسويق في «لوياك» مرحبة بالحضور، فقالت: «أرحب بجمهورنا الكريم لتواجده معنا، وهذا يؤكد تعطش الناس إلى المسرح الراقي الأكاديمي، والذي كعادتها أكاديمية لوياك للفنون الادائية (لابا) تحرص على تقديمه والحفاظ عليه، وكعادتها السنوية أيضاً تحتفل (لوياك) اليوم بيوم المسرح العالمي عن طريق تكريم شخصية مسرحية مهمة، ولم نجد أفضل من الراحل الحاضر بقلوبنا الفنان عبدالحسين عبدالرضا».بعدها، قدم مشرف المسرحية رئيس قسم الدراما في «لوياك» المخرج رسول الصغير كلمة اليوم العالمي للمسرح، فقال: «كما هو المعتاد أن يتم اختيار شخصية مسرحية من العالم لتكتب عن المسرح، لكن في هذا العام هناك خمس شخصيات كتبت، وأنا اخترت منها الكاتبة الفنانة اللبنانية ماريا زبيب المؤسس لشركة زوكاك للمسرح، وانتقيت هذا المقطع الذي يقول (بما أنني من منطقة عربية، فإنني أستطيع أن أتحدّث عن الصعوبات التي يواجهها الفنانون في العمل، ولكنني أنتمي إلى جيل من المسرحيين الذين يشعرون بالامتياز لأنّ الجدران التي نحتاج إلى تدميرها كانت دائماً جدراناً واضحة. وقد دفعنا هذا إلى تعلّم كيفية تحويل ما هو متاح ودفع التعاون والابتكار إلى أقصى حدوده، فقد قمنا بالعمل المسرحي في الأقبية وعلى أسطح المنازل وفي غرف الجلوس وفي الأزقّة وفي الشوارع. وكنّا نجمع جمهوراً حيثما ذهبنا، في المدن والقرى وفي مخيّمات اللاجئين. لقد كانت لدينا ميزة بناء كل شيء من الصفر في بيئاتنا، وتصوّر طرقٍ للتهرب من الرقابة، في حين أننا لا نزال نعبر الخطوط الحمراء ونتحدّى المحظور. تواجه اليوم هذه الجدران جميع المسرحيين في العالم، حيث لم يسبق للتمويل أن يصل لهذه الندرة وأن يتحول التهذيب السياسي إلى رقابة جديدة)».وتبعته مؤلفة المسرحية رئيس مجلس إدارة «لوياك» فارعة السقاف بالقول: «كان وجهه هو آخر صورة في ذهني قبل أن يسدل الستار على ليلة لم تكن كأية ليلة ويوم لم يكن كأي يوم. كان الحادي عشر من أغسطس 2017 يوماً تعالى فيه الندب والعويل واحمرت فيه العيون واعتصرت فيه القلوب. اليوم الذي لبست فيه الكويت، بل وكل دولة من دول الخليج عباءتها السوداء. لم يكن فقيد أسرته فحسب، بل كان فقيد الوطن كله. فقيد الوطن الكبير الذي يتجاوز الحدود الجغرافية، بمفهوم لا يدركه إلا من كان يحمل قلباً كبيراً كقلبه ووجوداً مدركاً للمعنى الأكبر للوطن كوجوده. الوطن الكبير الذي يبدأ وينتهي بالضمير».  وتابعت: «أغمضت عيني ليلتها وهو فيها واستيقظت فجراً على صوت يتردد في عقلي يقول من بعدك سيعلو صوته ليوقظنا ويصيح كفى، كفى عبثاً بمصير الوطن! تتابعت الأيام ولسبب ربما معروف لدى البعض ومجهول للآخرين وصورتك تتداخل مع صورة والدي وصوتك مع صوته، فهل هي مصادفة أن تلقى الله في نفس الشهر وفي نفس الأسبوع الذي لقاه والدي قبل سبع سنوات، إلى أن وجدت قلمي في ليلة من ليالي أغسطس الأخيرة يكتب بوحي من همسك (كلمتين وبس)، عندها أدركت أنك صوت لن يغيب... عبدالحسين عبدالرضا أنت الضمير الذي علا صوته من أجل الوطن».وأردفت: «أعزائي الحضور، يسعدنا تواجدكم معنا الليلة لحضور العمل المسرحي (كلمتين وبس) لنحتفي معاً بشخصية فرضت حضورها لأكثر من نصف قرن منذ بدايات الحركة المسرحية في الكويت وحتى اليوم، بل وأصبحت مدرسة للمسرحيين الكويتيين. وقبل أن أنهي كلمتي اسمحوا لي أن أشكر كل من تعاون لظهور هذا العمل، بدءاً بعائلة الفنان العملاق التي بَارَكْت هذا العمل، وأخص بالشكر الدكتور بشار والسيدة منى عبدالرضا، كما أشكر الشركات التي ساهمت في دعم هذا العمل كشركة الخليج للتأمين وشركة المركز، ونشكر إدارة مركز الشيخ جابر الثقافي على تعاونهم وتسهيلاتهم، كما أشكر كل الشباب الذين اجتهدوا في هذا العمل، بدءاً بالمخرج الشاب رازي الشطي والنجم الفنان أحمد إيراج والفنانة الشابة شيرين حجي وإبراهيم الشطي وعبدالله البلوشي وعبدالعزيز المسباح، ويشرفنا تعاون الدكتورة ابتسام الحمادي في الأزياء والقائمة تطول، فهذا العمل هو جهد جماعي لإدارة الأكاديمية ومحترفين في الفن المسرحي».بعدها، تم تكريم شخصية عبدالحسين عبدالرضا كشخصية يوم المسرح العالمي بحضور أفراد أسرته من قبل السقاف وخالد السنعوسي مدير أول بمجموعة الخليج للتأمين، حيث تسلمت الدرع التذكارية ابنته الدكتورة منى عبدالحسين عبدالرضا. تكريم «بوعدنان» بجائزة مهرجان أبو ظبي 2018 تم مساء أول من أمس تكريم الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا بجائزة مهرجان أبو ظبي 2018، قدّمها وزير التسامح الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، راعي مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومهرجان أبو ظبي، إلى بشار عبدالحسين عبدالرضا نجل الفنان الراحل، في حفل خاص أقيم في المجلس الخاص للشيخ نهيان مبارك آل نهيان في أبوظبي.وقال مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الدكتور حبيب غلوم العطار، خلال الحفل إن «تكريم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا في مهرجان أبو ظبي، هو شرف لنا، فهو تكريم لكل الفنانين الخليجيين وتحديداً الفنانين الإماراتيين، إذ جميعنا تتلمذ على يد الفنان الراحل ونهلنا منه الكثير». وأضاف: «تكريم الفنان على أرض الإمارات الحبيبة بلاد الخير، في عام زايد، هو شكر مضاعف، وأيضاً نشكر مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على جهودها وسعيها الدائم لتقدير وتكريم الفن والفنانين».وقال نجل الراحل بشار عبدالحسين: «تكريم الوالد في يوم المسرح العالمي في مهرجان أبو ظبي تحت رعاية سمو الشيخ نهيان مبارك آل نهيا وزير التسامح، هو تكريم لدولة الكويت والخليج بأسره، وأهل الإمارات معروف عنهم كرمهم ووفاؤهم وحسن ضيافتهم». وأضاف: «لا أستطيع أن أعبر عن مدى سعادتي بهذا الوفاء الكبير لوالدي الراحل الفنان عبدالحسين عبدالرضا، حيث ان هذه المبادرات تسعدنا نحن كأسرة الفنان وكذلك جمهوره الذي لا يزال يحس بفقدان هذا النجم».

مشاركة :