كونا- شدد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري أمس، على أهمية بذل الجهود كافة على المستويين الرسمي والشعبي، للحفاظ على آثار الكويت، باعتبارها ذاكرة تاريخية للبلاد.وقال الجبري على هامش جولة تفقدية للموقع الاثري المكتشف حديثا في «حد حماره» بمنطقة الخيران جنوب شرق البلاد، بالقرب من ساحل الخليج العربي، انه يجب التعامل مع الآثار وفق منظور ثقافي وطني لنقل رسالتها للاجيال المقبلة.وأضاف انه سيتم تسييج منطقة الآثار المكتشفة وذلك للحفاظ عليها وابراز مكانة ارض الكويت التاريخية وإسهاماتها في بناء الحضارة الانسانية على مدار حقب وأزمنة مختلفة.وأشار الى أن دولة الكويت تزخر بالآثار المادية المكتشفة في مواقع مختلفةاذ تضع تلك الاثار البلاد ضمن خارطة الدول المعنية في هذا المجال مؤكدا أن جهود التنقيب دائمة ومستمرة.وذكر أن المنطقة تعد أهم مناطق التاريخ القديم إذ كان يطلق عليها قبل الاسلام (ساحل العدان) ومنطقة (الخط)، وتعد احدى أهم محطات طريق الساحل التجاري القديم الذي يربط بين (كاظمة البحور) و(هجر) في شرق المملكة العربية السعودية.وهنأ الجبري مدير ادارة الاثار والمتاحف والمشرف العام على أعمال البعثات الاثرية بدولة الكويت الدكتور سلطان الدويش، القائم على هذا الاكتشاف الاثري المتميز، وأستاذ التاريخ والآثار بجامعة الكويت الدكتور فهد الوهيبي، على جهده في البحث والتنقيب عن الآثار التاريخية، وجميع العاملين على تحقيق هذا الاكتشاف التاريخي المهم.من جهته، قال الوهيبي، ان الموقع المكتشف يعد فريدا وهو الاول من نوعه في دولة الكويت، مبينا انه عبارة عن قبر يتكون من طبقات عدة من الصخور المشذبة والمقطوعة بشكل دائري.ولفت الى ان من الامور التي تمت ملاحظتها مقدار العناية بذلك القبر، بالنظر الى كمية وأحجام الصخور المستخدمة فيه ما يشير الى انه قد يكون قبرا لشخصية مهمة من شخصيات ذلك الزمان.وبين ان القبر المكتشف طوله أربعة 5ر4 متر، ونوعية الصخور وطريقه صفها تشير إلى حقبة تعرف باسم «ام النار»، وهي فترة من 2800 إلى 2500 سنة قبل الميلاد.يذكر ان الموقع الاثري يتضمن عشرات المدافن الركامية ومستوطنة ونقش ثمودي، رجح المختصون انها تعود الى حضارة «أم النار» التي تعود الى منتصف الالف الثانية قبل الميلاد (2500 سنة قبل الميلاد).