ينظم مجلس التجارة والتنمية التابع للأمم المتحدة (أونكتاد) أسبوعا لبحث قضايا التجارة الإلكترونية والرقمية، وذلك في الفترة من 16 إلي 20 أبريل المقبل بمقر المنظمة الدولية في جنيف بمشاركة نحو ألف من صناع القرار في العالم بالحكومات وقطاع الأعمال والمجتمعات المحلية عبر 60 جلسة للمؤتمر.وقال الأمين العام (لاونكتاد) ميكيسا كيتوى - في تقرير صادر عن المنظمة اليوم الأربعاء - "إن الأرقام تشير إلي أن معظم البلدان ليست على استعداد جيد حتى الآن للاقتصاد الرقمي، وذلك بالرغم من التطور الكبير الذى يشهده هذا القطاع المهم على مستوى العالم، وبالرغم كذلك من العدد الكبير لمستخدمى المنصات الرقمية فى العالم، وخاصة فى البلدان النامية، حيث ارتفع عدد مستخدمى (فيس بوك) الشهرى من مليار إلي أكثر من 2.2 مليار شخص بين عامى 2012 و2017، وبنمو هو الأسرع في البلدان النامية". ولفت إلي أن النقاش الحالى حول (فيس بوك) وخصوصية البيانات يوضح إلي بدرجة كبيرة إلي أي مدى معظم البلدان غير مهيأة للاقتصاد الرقمى. وأظهر تقرير المنظمة الدولية أن حوالي 90% من مستخدمى الإنترنت الجدد وعلى مدار نصف العقد الماضى يعيشون فى البلدان النامية، ولكن في نفس الوقت فإن ما يصل إلي نصف هذه البلدان تفتقر حاليا إلي تشريعات لحماية خصوصيتهم، موضحا أن التقديرات الجديدة الصادرة عن (اونكتاد) تشير إلي أن حجم التجارة الإلكترونية العالمية بلغ حوالى 26 تريليون دولار عام 2016، وظلت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الأسواق إلي حد كبير حيث بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية مجتمعة نحو 7.6 تريليون دولار، في حين احتلت اليابان المركز الثاني. وعلي صعيد التجارة الإلكترونية بين قطاع الأعمال أو الشركات والمستهلكين مباشرة، فقد أوضح التقرير أن الصين جاءت في الريادة حيث استحوذت هي والولايات المتحدة على أكثر من نصف هذا النوع من المبيعات عام 2016، مشيرا إلي أن الهند خلال نفس العام دخلت ضمن أكبر 10 أسواق التجارة الإلكترونية في العالم ولأول مرة. ونوه التقرير بأن المبيعات الإلكترونية المباشرة من قطاع الأعمال إلي المستهلك قد زادت بنسبة تصل إلي 14.5% فى عام 2016 لتبلغ حوالي 2.8 تريليون دولار، كما وصل عدد المتسوقين عبر الإنترنت حول العالم عام 2016 إلي حوالى 1.4 مليار شخص وبزيادة بلغت أكثر من 11% عن عام 2015. وأكد أمين عام (اونكتاد) أن الاقتصاد الرقمى يمكن أن يجلب منافع كبيرة للبلدان النامية، إلا أن هناك حاجة لمعالجة بعض الأسئلة الحاسمة لضمان أن يؤدى التحول الرقمى إلي مستقبل تريده الدول.. مبينا أن أهم القضايا الرئيسية التى سيتم مناقشتها خلال أسبوع التجارة وتتعلق بذلك هى الآثار الإنمائية لاستخدام المنصات الرقمية من حيث خصوصية البيانات والمنافسة وخلق الوظائف وتقسيم المنافع. ومن المقرر أن تشمل جلسات أسبوع التجارة بحث القضايا المتعلقة بحماية المستهلك عبر الإنترنت، ولوجستيات التجارة فى العصر الرقمى، والمنصات الرقمية وسياسات المنافسة، إضافة إلي السياسات التجارية والتجارة الإلكترونية، وأيضا تطورات التجارة الإلكترونية في أفريقيا وجنوب آسيا، ودور البنوك الإقليمية في تعزيز المكاسب من التجارة الإلكترونية.