نيويورك - قال ماسايوشي سون الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفتبنك أمس إن صندوق رؤية سوفتبنك، الذي تساهم السعودية بأكبر حصة فيه، سوف يستثمر في شركة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في السعودية. وأكد للصحافيين في نيويورك أمس أن تلك الشراكة مع الرياض سوف تنشئ أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، في وقت يقوم فيه الصندوق بتسريع وتيرة استثماراته في السعودية وتوسيع نطاق أعماله خارج قطاع التكنولوجيا المستقبلية. وتوقع سون أن تصل طاقة إنتاج المشروع إلى 200 غيغاواط بحلول عام 2030 تضاف إلى طاقة مركبة عالميا تبلغ نحو 400 غيغاواط، أي ما يمكن مقارنته بإجمالي قدرة التوليد النووية العالمية البالغة حوالي 390 غيغاواط بحسب بيانات نهاية عام 2016. ويرى محللون أن الاستثمار في الطاقة الشمسية سيمكن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، من خفض كمية الخام التي تستخدمها حاليا لتوليد الكهرباء في زيادة شحناتها المصدرة إلى الخارج. وتأتي الخطوة في إطار سلسلة واسعة من المشاريع الاستراتيجية التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاقتصاد وبنائه على أسس مستدامة وتقليل الاعتماد على عوائد النفط. وكشف سون عن طموحات كبيرة، حين أشار إلى أن التكلفة الاستثمارية النهائية للمشروع بأكمله وبضمنها مشروعات لإنتاج الألواح الشمسية وبطاريات التخزين ومنشأة لتصنيع الألواح في السعودية، ستصل في نهاية المطاف إلى حوالي 200 مليار دولار. وأوضح سون أن المرحلة الأولى من المشروع سوف تبلغ قدرتها نحو 7.2 غيغاواط وتصل تكلفتها إلى خمسة مليارات دولار، منها مليار دولار من صندوق رؤية سوفتبنك والباقي من تسهيلات تمويل المشاريع. وأشار سون إلى أن خطة الإصلاح المعروفة باسم “رؤية المملكة 2030” التي تهدف لتقليص اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط، تتسق كثيرا مع رؤية صندوق رؤية سوفتبنك الطويلة المدى بشأن الابتكار. وقال إن “الرؤيتين اتحدتا معا لخلق طاقة متجددة نظيفة مستدامة منخفضة التكلفة ومنتجة”. وأضاف أن “السعودية تنعم بوفرة في أشعة الشمس ومساحات كبيرة من الأراضي المتاحة ومهندسين متميزين”. ورغم أن السعودية من أكثر البلدان المشمسة في العالم، فإنها تولد معظم الطاقة الكهربائية من محطات تعمل عن طريق حرق النفط. بيتر كيرنان: رهان السعودية على الطاقة المتجددة سيتيح الكثير من إنتاجها النفطي للتصدير بيتر كيرنان: رهان السعودية على الطاقة المتجددة سيتيح الكثير من إنتاجها النفطي للتصدير وتبلغ الطاقة الإجمالية لتوليد الكهرباء في السعودية حاليا نحو 60 غيغاواط. ومن شأن إضافة 200 غيغاواط أن يخلق فائضا ضخما في الطاقة الإنتاجية يمكن تصديره إلى بلدان مجاورة أو استخدامه في الصناعة. ومن المتوقع أن يتزايد دور إنتاج الطاقة الشمسية في العالم بسبب تطوير بطاريات لتخزين الطاقة، بعد أن كان استخدام تلك الطاقة يقتصر على أوقات النهار. وتظهر تقديرات صناعية أن السعودية تقوم حاليا بحرق ما بين 300 إلى 800 ألف برميل من النفط الخام يوميا لتوليد الكهرباء في السعودية. ويتوقع أن يؤدي تصدير تلك الكمية لزيادة إيرادات النفط السعودية السنوية بما يتراوح بين 7 إلى 20 مليار دولار بالسعر الحالي لخام برنت الذي يبلغ نحو 70 دولارا للبرميل. وقال بيتر كيرنان كبير محللي الطاقة في وحدة المعلومات التابعة لمؤسسة إيكونوميست في سنغافورة إنه “من الواضح أن السعودية تستعد لحقبة ما بعد الاقتصاد المعتمد على الوقود الأحفوري في ما يتعلق باستهلاك الطاقة المحلي”. وأضاف أن هذا الرهان الضخم على المصادر المتجددة سوف يسمح بتخصيص الكثير من إنتاج النفط المحلي للتصدير وربما يوفر موارد الغاز المحلية أيضا”. وأضاف “حتى الآن، هناك بطء شديد في بناء قدرة إنتاجية من الطاقة الشمسية في السعودية، لكن هذا الاتفاق قد يعطي الأمر دفعة البداية التي يحتاجها. أما عن إنتاج 200 غيغاواط بحلول 2030 فهذه مسألة أخرى” في إشارة إلى أنها طموحة جدا. وكانت سوفتبنك أعلنت في مايو الماضي أنها جمعت أكثر من 93 مليار دولار لصندوق رؤية سوفتبنك، أكبر صندوق استثمار مباشر في العالم، بمساهمات من السعودية وإمارة أبوظبي وشركتي أبل وفوكسكون. وضخ الصندوق 27.5 مليار دولار في 20 شركة تكنولوجيا حتى نهاية ديسمبر، لتتحول شركة سوفتبنك من شركة اتصالات يابانية ناشئة إلى أحد أكبر مستثمري التكنولوجيا في العالم. والاستثمار السعودي هو ثاني مشروع عالمي كبير لسوفتبنك في مجال الطاقة الشمسية. وكانت الشركة قد أعلنت عن استثمار 20 مليار دولار مع فوكسكون وبهارتي أنتربرايزس في مشروعات للطاقة الشمسية في الهند، التي تتبنى هدفا طموحا لتوليد 100 غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2022. وتشير تقديرات سوفتبنك إلى أن مساعي التوسع في استخدام الكهرباء في العالم سوف تتطلب توليد ما يزيد على 150 غيغاواط إضافية سنويا.
مشاركة :