أظهر مهرجان «الفن المعاصر» الذي يقام في المركز الثقافي بالفناتير في مدينة الجبيل الصناعية، تنوعاً فنياً استوقف زوار المهرجان في لحظات من التأمل والانبهار بما تقدمه جميع الأجنحة المشاركة طوال المهرجان والذي يمتد لسبعة أيام. ومن بين ذلك التنوع، جاءت مشاركة الفنان بسام السيلاوي وزوجته الفنانة ميسون مصالحة، كأول مشاركة لهما في السعودية قادمين من دولة الإمارات الشقيقة، إذ قدّما في جناح قصة الظل مجموعة من المنحوتات تمازجت فيها الكلمات العربية لتشكل ترابطا فريدا ومتناغما بين شكل المنحوتات وانعكاسها ظلاً عبر الحائط بأشكال مختلفة. وكشف السيلاوي عن ابتكاره هو وزوجته أخيراً تقنية خاصة بِهما ميزتهما على الساحة الفنية باستخدام الخط العربي كعمل نحتي على الجدار، وعند تسليط الضوء عليه يظهر ظل هذه المنحوتة على الجدار ليرسم بُعداً رابعاً للمنحوتات ثلاثية الأبعاد. هذا الظل يحكي الجانب الآخر للعمل غير مقروء بالمنحوتة. وأفاد أن كل فنان بدوره يخاطب المتلقي بطريقته الخاصة، ويقاس نجاح الفنان بقدر تفاعل المتذوقين لأعماله، مشيداً بتفاعل الزوار بمختلف ثقافاتهم الفنية مع أعمالهما المقدمة، بحيث لامست لديهم وطنيتهم وقوميتهم، وهذا ما كان جلياً خلال المشاركة في مهرجان «الفن المعاصر» بالجبيل الصناعية. بدورها، أشادت مصالحة بمهرجان «الفن المعاصر»، واصفة إياه بالتظاهرة الفنية الرائعة في الجبيل، والتي أثرت ثقافة وذوق شرائح المجتمع كافة، مبينة أن ذلك انعكس في خلق بيئة جميلة تمتاز بها مدينة الجبيل الصناعية والتي باتت تشكل أيقونة فنية تستحق أن تفد إليها الفنون العالمية. إلى ذلك، زينت العروض الضوئية والرقمية مساء «الفن المعاصر» بأضواء مبهرة تداخلت معها الألوان والموسيقى، لتشكل لوحات فنية مليئة بالجمال وتحاكي ثقافات مختلفة، ضمن عروض ضوئية ثلاثية الأبعاد على البناء الخارجي لقاعة المؤتمرات بالفناتير. ودعت اللجنة المنظمة لمهرجان «الفن المعاصر» عشاق الفن لاكتشاف المزيد من العروض والفعاليات، والإبحار في جماليات الفنون المتنوعة على أرض المهرجان، والتي يقدمها مجموعة من الفنانين المبدعين، من جميع مناطق المملكة والكويت والعراق وروسيا.
مشاركة :