جددت قيادة الشرعية في اليمن دعوة المجتمع الدولي إلى وضع حد للتدخلات الإيرانية في المنطقة، في وقت استعارت عائلة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لسان حزبه «المؤتمر الشعبي» لإدانة التصعيد الصاروخي الأخير لميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية باتجاه الأراضي السعودية عبر بيان بثه موقع تابع للعائلة. وجاءت دعوة الشرعية اليمنية لوقف تدخلات طهران خلال لقاء للرئيس عبد ربه منصور هادي في الرياض جمعه أمس مع السفير الأميركي لدى بلاده ماثيو تولر، وذلك في سياق التحركات الدبلوماسية الغربية الرامية إلى تهيئة الأجواء لإطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين. وتطرق اللقاء إلى التصعيد الحوثي الأخير من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية على المدن السعودية، وإلى الجهود الدولية والأممية الساعية إلى إحلال السلام في اليمن، إلى جانب التحديات والمخاطر الحوثية المدعومة من إيران لعرقلة أي تسوية سياسية. وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية بأن هادي أشاد بجهود السفير الأميركي الحميدة التي تسعى إلى تحقيق السلام المستدام انطلاقاً من موقف بلاده الداعم لليمن وشرعيته الدستورية وجدد التأكيد على دعم الحكومة الشرعية لهذه الجهود التي تهدف إلى تحقيق السلام الدائم والقائم على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها القرار رقم 2216. واستعرض اللقاء بحسب الوكالة الرسمية «مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية والتحديات التي يواجهها اليمن في ظل استمرار الاعتداءات للميليشيا الانقلابية على الشعب اليمني ودول الجوار بدعم من إيران ضاربين عرض الحائط بالقرارات الأممية». ووصف هادي التصعيد الصاروخي للحوثيين على الأراضي والمدن السعودية الآهلة بالسكان بـ«الإجرامي»، وقال إنه «يؤكد إرهاب الميليشيات الانقلابية واستمرار دعم إيران لها وانتهاكها القرارات الدولية». ودعا الرئيس اليمني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ووضع حد للتدخلات الإيرانية في المنطقة وإلزامها بذلك، كما أثنى على الدور الأميركي إلى جانب اليمن في مكافحة الإرهاب، وتقديم المساعدات الإغاثية، ووقوف واشنطن إلى جانب الشرعية الدستورية في السعي نحو السلام وإنهاء الحرب. وذكرت المصادر الرسمية للشرعية أن السفير ماثيو تولر، أثنى في اللقاء مع هادي على «تجاوب الحكومة الشرعية مع خيارات السلام وتقديمها للتنازلات تلو التنازلات أملا في تحقيق السلام وجدد التأكيد على موقف حكومة بلاده الداعم لليمن والشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي والرافض للتدخلات الإيرانية في المنطقة». في غضون ذلك، دانت عائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح اعتداءات الحوثيين الصاروخية على المدن السعودية في بيان نقله موقع وكالة «خبر» الممولة من أقارب صالح، على لسان قيادي في حزب «المؤتمر الشعبي» لم تشر الوكالة إلى اسمه ما يرجح نسبة البيان إلى أحمد علي صالح، النجل الأكبر للرئيس السابق، بالنيابة عن بقية أفراد الأسرة. وعبر القيادي «عن قلقه جراء إطلاق الميليشيات الحوثية الصواريخ الباليستية على عدد من المدن الآهلة بالسكان والمدنيين في المملكة العربية السعودية» ووصف ذلك بـ«الممارسات الطائشة» التي قال إنها «تنم عن استمرار استمراء الميليشيات الحوثية تعطيل مسارات السلام وعدم الرغبة في إنهاء الحرب الدائرة في البلد». وجدد البيان تأكيد حزب صالح (المؤتمر) رفض وإدانة تلك الأعمال الإرهابية التي قال إنها «ستعود بالضرر البالغ على اليمن وأمنه وأمن جيرانه وعلاقاته مع محيطه العربي الطبيعي». وأشار البيان المرجح صلته بعائلة صالح إلى ممارسات الحوثيين التي وصفها بـ«المفضوحة» والتي قال إنها «تعمل على خدمة أجندة إقليمية معادية ومشبوهة في المنطقة وهي أجندة يصدرها النظام الإيراني الذي يحرص على إشعال فتيل الأزمات كلما رأى بارقة أمل في حلها، كعادته في الاقتيات على الأزمات». وجدد البيان وصفه لإطلاق الصواريخ الحوثية بأنه «تصرف همجي أرعن» وعده «رسالة خطيرة وسلبية الغاية والدلالة لوأد كل بارقة أمل تلوح للسلام» وقال إن تلك التصرفات «تساهم في التعطيل الممنهج لمساعي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفثت والمجتمع الدولي والقوى الوطنية الخيرة والحريصة». وورد على لسان القيادي في حزب الرئيس السابق، الذي نسب إليه البيان، أن حزب «المؤتمر» وقياداته وكوادره وقواعده وأنصاره في كل مكان «ملتزمون بوصايا مؤسسه وزعيمه صالح، الذي قضى شهيداً مع رفيقه الأمين الشجاع الوفي عارف الزوكا على أيدي ميليشيات الغدر والخيانة» في إشارة إلى أحداث سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال البيان إن وصايا صالح «قضت بفض الشراكة مع الحوثيين ومد يد السلام وفتح صفحة بيضاء جديدة مع الأشقاء تتخلق من خلالها غايات رفع الحصار ووقف الحرب وإجراء مصالحة وطنية وصولاً لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يطمح إليه كل اليمنيين». وكان جناح حزب «المؤتمر» الذي يتزعمه الرئيس هادي، ندد رسميا في وقت سابق مع 10 أحزب يمنية أخرى، في يبان مشترك، بالتصعيد الحوثي الصاروخي الأخير على مدن المملكة، وهو ما يرجح نسبة الإدانة في هذا البيان إلى الجناح الآخر في الحزب الموالي لأقارب صالح. وكان رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر كشف في حواره الأخير مع «الشرق الأوسط» عن مساع لتوحيد الحزب وإشراك نجل صالح الأكبر، أحمد علي، في قيادته مع الرئيس هادي، إلى جانب ما أشار إليه من مساعي الحكومة لرفع نجل الرئيس السابق، من لائحة العقوبات الأممية.
مشاركة :