العاطلون عن العمل يكسرون حاجز العزلة بسلاح الإعلان

  • 11/18/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إن عُدت على أنها صرخة في وجه البطالة، إلا أنها تعبر بجلاء عن حالة من استيعاب المرحلة بكل تبعاتها، تلك الطريقة التي ينتهجها السعوديون لكسر حواجز البطالة، ومحاولة النفاذ إلى ميادين العمل الشريف بغية العيش بكرامة. فلم يعرف تاريخ المواطنين القريب أنهم اضطروا إلى تسويق أنفسهم من خلال الإعلانات بالصحف عارضين مؤهلاتهم وإمكانياتهم، في حالة من حالات الامتعاض ورفض البطالة في وطن يستوعب قرابة العشرة ملايين عامل مقيم. وتأتي إعلانات السعوديين عن أنفسهم كطالبي عمل في وقت تشير فيه تصريحات المسؤولين في وزارة العمل عن أرقام متورمة تؤكد توظيف أعداد كبيرة من السعوديين، إلا أن تلك الأرقام لم تطل مهندسين ومبرمجين ومتخصصين في برامج عالمية قلما يجيدها أحد، ليجد أولئك أن القفز على أسوار البطالة العالية والإطلالة على سوق العمل من خلال الإعلان هي الطريقة الأجدى لإيصال صرختهم للمجتمع وللمسؤولين. ووفقا لتصريحات عدد من المعلنين على موقع «الرياض الالكتروني»، فإن تلك الإعلانات تؤتي ثمارها، مبدين امتعاضهم من طريقة تفاوض الشركات معهم، والتشكيك في جديتهم، وقال عبدالرحمن الأحمد في اتصال مع (الرياض) انه يتلقى اتصالات جيدة بعد كل إعلان ينشره بغية الحصول على عمل، إلا أنه يرى أن الشركات والجهات التي تتصل به تستغل وضعه كعاطل عن العمل، مما يجعلها تعرض عليه رواتب أقل مما يرى أنه يستحقها. وقال الأحمد: المشكلة الأخرى التي تواجهنا أنه حين الإعلان عن تخصص الشاب كمبرمج، أو مهندس أو أي تخصص أو مهارة أخرى يتمتع بها الشاب، تجد أن أغلب الاتصالات الواردة إليه تعرض عليه وظائف أخرى هامشية، وليست ضمن تخصصه، مما يعني أن السبب في الحاجة لتوظيف ذلك السعودي هو فقط رفع نسبة التوطين في تلك الشركة وليس توظيف مواطن مؤهل بغية الاستفادة من خدماته. كما طالب أحمد الفراج – أحد طالبي العمل المعلنين- بوجود بوابة على موقع وزارة العمل لتسجيل إعلانات مجانية للشباب طالبي العمل، الأمر الذي يرى أنه سيكشف للوزارة حجم البطالة الحقيقي، كما أنه سيمثل جسراً موثوقاً بين السعوديين طالبي العمل، والشركات الجادة في توظيف المواطنين. وأكد أنه يتلقى اتصالات يومية تعرض عليه وظائف موظف استقبال، وبائع، ومعقب، برواتب زهيدة، فيما هو متخصص في أعمال البرمجة. وتبدو الإعلانات في الصحف من قبل طالبي العمل الوسيلة الوحيدة فيما يبدو التي يملكونها من أجل إيصال صوتهم لقطاع الأعمال، إلا أن عاطلين آخرين عن العمل كانوا قد استشعروا أهمية الصرخة في وجه البطالة، فأنشأوا مواقع على الشبكة العالمية خاصة للعاطلين عن العمل، يتداولون خلالها ما ينشر من إعلانات للوظائف، ويواسون بعضهم بعضاً من خلال تلك المواقع، الأمر الذي يوحي بالأثر السلبي الموجع للبطالة على هذه الشريحة من المجتمع.

مشاركة :