شنت الحكومة التركية هجوما حادا على فور إعلان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الشروع في تأسيس حزب سياسي يكون مقره مدينة الرقة تحت مسمى “حزب سوريا المستقبل”. واتهم رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، تنظيم “ب ي د / بي كا كا” بأنه يحاول خداع بعض أصدقاء أنقرة عبر تغيير الأسماء أو الأماكن بشكل متكرر، ولكنه لا يستطيع فعل ذلك مع الجمهورية التركية. وقال يلدريم، خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس في مطار “أسن بوجا” بأنقرة، قبيل مغادرته إلى البوسنة والهرسك في إطار زيارة رسمية، في معرض تعليقه على تأسيس حزب جديد بقيادة “ب ي د / بي كا كا” شمالي سوريا،”نحن نعرف حقيقة هؤلاء جيدا، قد يستطيعون خداع بعض أصدقائنا مؤقتا، ولكنهم لا يستطيعون خداع الجمهورية التركية وشعبها”. وأضاف: “قلنا في كل مناسبة، إن هؤلاء يغيّرون أماكنهم وأسماءهم بشكل متكرر، ويظهرون أمامنا بأسماء مختلفة في سوريا والعراق، ولكن عند خلع الأقنعة تنكشف حقيقتهم أمام الجميع”،وشدد على أن هذه التنظيمات تأسست وفق طلب محدد، وتم توجيهها من أجل تحقيق أهداف بعض الأطراف. وألمح رئيس الوزراء التركي إلى وجود أصابع أمريكية وأطراف خارجية أخرى تقف خلف تأسيس هذا الحزب، متهما إياه بإنه تنظيم إرهابي مستتر، منوها للبيان الذي أصدره مجلس الأمن القومي التركي مساء أمس الأربعاء، عند الحديث عن بعض التنظيمات مثل “بي كا كا / ب ي د ـ ي ب ك”، و”داعش”، و”فتح الله جولن”. وكان المؤتمر التأسيسي لحزب “سوريا المستقبل”، الذي تحتضنه مدينة الرقة قد عقد أول من أمس الثلاثاء 27 مارس/آذار، قرب دوار الساعة في المدينة، ولم تعلن”قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” (الكردية) وتتبع لحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، عن تفاصيل التشكيل حتى اليوم. وسبق وأن أعلنت “قسد” السيطرة على مدينة الرقة بشكل رسمي، في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول 2017، مشيرة إلى “الانتقال إلى مرحلة البناء وتحقيق الاستقرار في المدينة، التي تتطلب التكاتف والتعاضد”، و بدأت أولى عمليات الترويج للحزب في مدينة الرقة، على أن يضم شخصيات كردية ومسيحية وآشورية.