هل تدفع خسائر سوق التجزئة بترامب لاستهداف أمازون

  • 3/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندراس، الأربعاء، إن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليس لديها سياسات أو إجراءات محددة قيد الدراسة تستهدف شركة أمازون. وجاءت تصريحات ساندراس كنفي لما نقلته الأربعاء وسائل إعلام من مزاعم تقول إن ترامب أعرب عن عزمه ملاحقة "أمازون" عملاق التجارة الإلكترونية، من خلال تغييرات ضريبية. وأوضحت المتحدثة أن البيت الأبيض ليس لديه تصريحات ولا سياسات أو إجراءات محددة سيكشفها حالياً أو ينوي اتخاذها. وهاجم ترامب شركة "أمازون" في تغريدة نشرها على حسابه بـ"تويتر" في السابق حيث اتهمها بالإضرار بقطاع التجزئة والوظائف في العديد من المتاجر. وتزامن الموقف الأميركي مع تصريحات نقلها موقع أكسيوس الإخباري قال فيها إن الرئيس ترامب قد يغير خياراته في تحديد نظام معاملة أمازون ضرائبيا بسب قلقه على شركات التجزئة الصغيرة المهددة بالخروج من السوق بسبب أمازون. كما تزامنت مع تعالى الأصوات مؤخرا وبطريقة غير مسبوقة خوفا من انهيار تجارة التجزئة في ظل "غزو" أمازون للتجارة عبر المواقع الإلكترونية. وتحدثت جملة من التقارير الاقتصادية العالمية عن اضطرابات عنيفة في سوق تجارة التجزئة في العالم، مشيرة إلى أن الكثيرين من تجار التجزئة في الولايات المتحدة أغلقوا متاجرهم وأعلنوا إفلاسهم بمعدلات لم تشهدها السوق منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008. وذكرت هذه التقارير أنه قد تم الإعلان عن إغلاق ما يزيد على 3200 متجر للبيع بالتجزئة على مستوى العالم، فيما ترجح تقارير أخرى زيادة هذا العدد إلى 8600 متجر قبل نهاية العام الماضي، لافتة إلى أن أسوأ مرحلة مرت على القطاع كانت في عام 2008، عندما أغلق 6163 متجر بسبب الأزمة الاقتصادية. وأرجع الخبراء السبب وراء الانهيارات الكبيرة في سوق البيع بالتجزئة في العالم، إلى الانطلاقة الكبيرة التي يشهدها سوق التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى التحول في المزاج العام للجماهير وتحول الطريقة التي ينفقون من خلالها أموالهم. كما تتعرض مراكز التسوق الكبيرة للضرر الأكبر من وراء زحف التجارة الإلكترونية بقيادة شركة أمازون، حيث يتوقع خبراء أن يختفي 20 إلى 25 في المائة من هذه المراكز في غضون خمس سنوات. ويشكل الاختفاء المستمر للمتاجر ومحال التجزئة التقليدية خطرا على الاقتصاد الأميركي وستكون له أيضا عواقب وخيمة اجتماعيا حيث تعتمد ربع الوظائف في الولايات المتحدة على هذا القطاع. ورغم أن معظم هذه الوظائف ذات أجور متدنية إلا أنها مهمة حيث توفر فرصة عمل للكثير من الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليما مهنيا عاليا. ويبدو أن ازدهار أمازون يحدث على حساب تجار البضائع الذين يعملون في محالهم، فقد مر هذا القطاع بعام مرعب رغم ازدهار الاقتصاد الأميركي حيث خفضت أيقونات تسوق أميركية مثل سلسلة متاجر مايسز، أعداد العاملين لديها وفروعها بشكل واسع. بل إن هذه السلسلة العريقة التي تأسست عام 1858 بدأت بيع ممتلكاتها العقارية لمواجهة خسائرها المتزايدة. وحسب وزارة العمل الأميركية فقد تم تسريح أكثر من 70 ألف عامل في قطاع تجارة التجزئة الأميركي منذ كانون الثاني يناير 2017 بسبب منافسة أمازون وأخواتها. وهو ما يعني أن شركة أمازون باتت تشكل تهديدا حقيقيا لسوق التجزئة في الولايات المتحدة الأميركية والغربية على حد السواء نظرا لاتساعها المتواصل واستهدافها عدد هائل من دول العالم. ثاني اكبر شركة مدرجة في أميركا وتعد شركة أمازون حاليا ثاني أكبر شركة مدرجة في الولايات المتحدة من حيث القيمة السوقية. وتبلغ قيمة الشركة حاليا 763.27 مليار دولار، متجاوزةً بذلك شركة ألفابت (الشركة الأم لغوغل) لأول مرة. و ارتفعت أسهم أمازون بنسبة 2.69 في المئة إلى 1586 دولار، مقابل قيمة سوقية بلغت 768 مليار دولار، مما عزز ثقة "وول ستريت" في توسعها المستمر. وارتفعت أسهم أمازون 81 في المئة على مدى العام الماضي، حتى الـ19 من مارس آذار مدعومة بنمو سريع في الإيرادات بسرعة مع زيادة كبيرة في التجارة الإلكترونية ، بالإضافة إلى أعمالها في مجال في مجال الحوسبة السحابية. قامت شركة أمازون بإزاحة شركة مايكروسوفت من المركز الثالث من حيث القيمة السوقية في فبراير. لكن شركة آبل هي الشركة الأكثر قيمة في العالم، و تبلغ قيمتها السوقية 889 مليار دولار. وقد كانت الطفرة في أسهم أمازون في السنوات الأخيرة استثنائية بمعظم المعايير. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تبلغ القيمة السوقية لأمازون تريليون دولار في أواخر أغسطس إذا استمر نمو أسهمها على نفس وتيرة العام الماضي.

مشاركة :