سكان بانكوك يواجهون أسوأ موجة تلوث هوائي منذ أعوام

  • 3/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت أقنعة الوجه أمرا مهما في العاصمة التايلاندية، حيث أنها لا تعدا اكسسوارا ولكن غرضا رئيسيا في المدينة، التي يخيم عليها التلوث حاليا.وتشهد ساعة الذروة الصباحية وضع الموظفين والطلاب على السواء مرشح فلتر بين أنفسهم وبين أسوأ موجة تلوث تشهدها المدينة منذ أعوام.وقال الطالب الجامعي باتشارابول هاجاناسي" هذا أول يوم لي ارتدي فيه قناع وجه بعد رؤية الدخان الكثيف". وأضاف هاجاناسي (20 عاما) "منذ بضعة أسابيع، عندما رأيت مستويات التلوث المرتفعة للغاية، لم أكن ارتدي قناع وجه وألمني أنفي".وقد ارتدى آخرون الأقنعة منذ أن أصبحت أزمة التلوث واضحة في أواخر كانون ثان/يناير الماضي.وقال يوث كارونساميت، أحد الموظفين في منطقة سيلوم " أنا ارتدي قناع الوجه منذ أسابيع، منذ أن صدرت تقارير إخبارية تفيد بأن جودة الهواء غير صحية".وأضاف " جودة الهواء السيئة أصابتي بحرقان في الحلق".ويشار إلى أن بانكوك،التي بها 6ر5 مليون نسمة مسجلين ، تعاني من ثاني أسوأ أزمة مرور في العالم، بحسب موقع وورلد اطلس. وقالت وزارة النقل إن هناك ما يقرب من10مليون سيارة في العاصمة، بارتفاع خمسة أضعاف عن السعة الحقيقة للطرق، وتقريبا ضعف عدد السكان المسجلين. وقال تارا بواكامسري، مدير فرع منظمة جرين بيس في تايلاند إن مستوى جودة الهواء في بانكوك كانمقبولا قبل أن أصبح أزمة لم تشهد مثلها من قبل. ومنذ أواخر كانون ثان/يناير الماضي، تجاوز مؤشر جودة الهواء بالمدينة، الذي يقيس "الجزيئات الدقيقة" بصورة متكررة المستوى الموصى به وهو 100نقطة، وبقي عند مستوى " غير صحي" ، وذلك بحسب موقع اكيسن الإلكتروني المعني بجودة الهواء ومقره بكين.وقد ارتفع المؤشر لأكثر من200نقطة ، وهو مستوى "غير صحي بالمرة" ، ما لا يقل عن مرتين مطلع شباط/فبراير الماضي و مطلع آذار /مارس الجاري. أرجعت إدارة الحد من التلوث في تايلاند المستويات غير الاعتادية من التلوث الهوائي إلى الطقس الاكثر برودة في كانون ثان/يناير الماضي ، وهو التوقيت الذي تكون فيه درجة الحرارة الاستوائية عادة عند أدنى مستوياتها. وقال ثاليرنجساك بيتشسوان مدير إدارة جودة الهواء لوكالة الأنباء (د. ب. ا) في شباط/فبراير الماضي "هذا أمر مؤقت. علينا أن ننتظر ونرى النتيجة". ولكن الآن حل فصل الصيف، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 34درجة مئوية، ولكن مستويات التلوث لم تنخفض كما كان متوقعا.وأضاف ثاليرنجساك أن تايلاند تعرضت مؤخرا لعاصفة صيفية، جلبت التلوث من دول بجنوب شرق آسيا، كما أنه لم تشهد البلاد هبوب عواصف كافية لإبعاد الهواء الملوث لمكان آخر.وأشار ثاليرنجساك أن مستوى التلوث الحالي لم يرق لمستوى الأزمة حتى الآن. ولا يتفق تارا، مدير فرع منظمة جرين بيس في تايلاند، مع هذا الرأى. وقال تارا" إنها أزمة بالفعل" ، مضيفا" لم أشاهد مثل هذا الدخان الكثيف من قبل". وأضاف " صحيح أن هذه المرة العواصف هى السبب الرئيسي للمستويات المرتفعة من التلوث، ولكن نحن في حاجة لحلول طويلة المدى ومزيد من الإجراءات من قبل الحكومة". وبسبب الافتقار للأجهزة، لا تستطيع للحكومة التايلاندية قياس الجزيئات الدقيقة ، التي تمثل خطورة أكبر على صحة الانسان مقارنة بالغبار العادي، بصورة دقيقة، ولذلك من غير الممكن تحديد سبب أزمة جودة الهواء بالتحديد، بحسب ما يقوله تارا. وبعدما انتشرت صور الدخان الكثيف و الشكاوى حول التلوث على شبكة الإنترنت، أشار مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في بانكوك إلى السيارات، وخاصة السيارات القديمة التي تنفث دخانا مسمما، لكونها جزءا من المشكلة. وكتب أحد مستخدمي موقع تويتر للتواصل الاجتماعي " هناك حركة في ألمانيا لحظر السيارات التي تعمل بالديزل وتعزيز استخدام وسائل النقل العام" ونشر صورا للدخان الاسود الذي يخرج من حافلة. " ولكن في تايلاند، الحافلات العامة هى سبب التلوث الحقيقي".وقال ثاليرنجساك أن ذلك على وشك التغير، ولكن بصورة بطيئة، حيث تتطلع بانكوك لاستبدال3000 سيارة قديمة تعمل بالديزل لتحل محلها سيارات جديدة تسير بالغاز الطبيعي، بمعدل 100 حافلة شهريا ابتداء من وقت لاحق من هذا الشهر. ومازال سكان بانكوك متشككين في ما إذا كان هذا الإجراء سوف يخفف من حدة المشكلة، قائلين أن الحكومة في حاجة لاستهداف السيارات أيضا.وكتب أحد مستخدمي تويتر " معظم المركبات سيارات وليست حافلات. علينا أيضا أن نحد من عدد السيارات التي تسير وسط المدينة".

مشاركة :