عقد المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة، صباح الخميس، جلسة حوارية تحت عنوان "تقييم الحالة الراهنة للاتصال الحكومي وبناء استراتيجيات مرنة"، تحدث فيها كل من ستيف ووزنياك، المؤسس الشريك لشركة "آبل"، وجيمي ويلز، مؤسس موقع "ويكيبيديا"، وإنما مارتينيز، عالمة الرقميات البريطانية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والكاتب الأميركي توماس كولوبولوس، مؤلف كتاب "تأثير الجيل زد: القوى الست التي تشكل مستقبل الأعمال". وفي مستهل الجلسة، أكد جيمي ويلز أن "ويكيبيديا" تعتبر المصدر الإلكتروني أو التقني الأسرع في الحصول على المعلومات، نظراً لمواكبتها للتطورات المتسارعة وحرصها على زيادة وتحديث محتوياتها بشكل مستمر، مؤكداً أن "ويكيبيديا" ليست جهة مركزية لنشر الحقيقة، نظراً لأن المساهمين فيها هم أشخاص عاديون، يكتبون في مواضيع متعددة، تاريخية ومعاصرة، وهؤلاء الأشخاص يريدون التعبير عن أفكارهم والمعلومات التي يملكونها بأسلوب جميل وواضح، بعيداً عن "الزيف" الذي نواجهه كل يوم في الأخبار والمعلومات. وأشار ويلز إلى الثورة الصناعية الرابعة وما أفرزته من تطورات تقنية، نتج عنها الكثير من التحديات للحكومات التي يعمل بعضها بطريقة بطيئة وبيروقراطية، في حين أن الزمن يسير بشكل متسارع، ويفرض متغيرات يجب الاستعداد لها جيداً، مضيفاً أن المسؤولين الحكوميين، لا يمتلكون المعرفة اللازمة بالجوانب الفنية أو التقنية، وبالتالي فإن معلوماتهم عن التكنولوجيا تكون غالباً محدودة، ولذلك يجب التركيز أكثر على مبدأ التعليم والتدريب لمواكبة هذه التطورات التقنية والاستفادة منها في الاتصال الحكومي. وتناولت إنما مارتينيز موضوع الذكاء الاصطناعي باعتباره أحد مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وأشارت في البداية إلى أن الحواسيب والآلات تعمل بشكل عام أفضل من الإنسان، ذلك أن الخوارزميات التي تعمل بموجبها هذه الأجهزة تقوم على مبدأ التعاون، ومن خلاله تقوم بتحقيق الإنجازات المطلوبة أو المتوقعة منها، مضيفة أن العاملين في صناعة أجهزة الذكاء الاصطناعي، يعملون بشكل مستمر لتطوير هذه الأجهزة كي تصل إلى مرحلة تحاكي فيها دماغ البشر، وتكون قادرة على التفكير العميق الذي يمنحها فرصاً أعلى للنجاح. وأكدت مارتينيز أن البشر مازالوا يتغلبون على الآلة كونها لا تمتلك الذكاء العاطفي، وهنا يكمن جمال الدماغ البشري، مشيرة إلى أن الحكومات استفادت من التطورات التقنية في تقديم خدماتها بطريقة سهلة وسريعة، ونجحت إلى حد كبير في ذلك لدرجة أن شركات الإعلانات أصبحت تسعى إلى مشاركة الحكومات في رعاية بعض هذه الخدمات، ونشر إعلاناتها من خلالها، مضيفة أنها تدعم دور الحكومة في حماية بيانات مواطنيها، وفي استخدام "البلوك تشين" التي توفر قاعدة بيانات مشفرة، من الصعب التلاعب فيها. من ناحيته، قال ستيف ووزنياك أنه من خلال تجربته الشخصية في "آبل" تأكد أن الحاسوب ليس بإمكانه أن يوازي العقل، فعند الإنسان يأتي التفكير من المشاعر والأحاسيس، وهي أمور قد يمكن برمجة الحواسيب عليها، ولكنها ستكون عواطف صناعية يستحيل أن تكون شبيهة بالإنسان، وبالتالي لا يمكن أن نستبدل المفكرين أو المدراء التنفيذيين أو أصحاب الوظائف الذهنية بالآلات، فالعنصر البشري هو الأكثر تفوقاً في هذا الجانب. وطالب ووزنياك المؤسسات العامة والخاصة بضرورة مواكبة التغيرات التقنية المتسارعة، وأن تستفيد منها في منح الجمهور أو العملاء حرية انتقاد المنتجات والخدمات، مضيفاً أن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة مهمة لتسهيل الاتصال الحكومي وتحقيق التقارب بين الحكومات والجمهور، من خلال نشر الرسائل الموثوقة والشفافة، والمحافظة على خصوصية المستخدمين وبياناتهم، مشيداً بتجربة إمارة الشارقة ودولة الإمارات في حماية النسيج المجتمعي المتعدد الجنسيات والمحافظة على خصوصيته. أما توماس كولوبولوس فأكد أن الناس اليوم تصنع الأدوات التي تحسن حياتها وعملياتها اليومية، لكن الغريب هو أننا انتقلنا من محاولة معالجة المشكلات أو التحديات التي نواجهها على الأرض إلى ما يعرف بـ "الحوسبة السحابية" التي يصعب السيطرة لها، ولذلك أصبحنا نرى أن المشكلات مازالت قائمة ولم تتغير، لأننا تجاهلنا الملموس وركزنا على غير الملموس. وقال: "التواصل يجب أن يكون لحظياً ومتكاملاً، وهذا ما يعجبني مثلاً في "ويكيبيديا" كونها مندمجة في حياتي اليومية، وأشعر بأن هذا النمط من المعلومات مصاغ على قياسنا، ويتيح لنا النفاذ إلى المعلومات التي نريدها"، وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعدنا على تحسين القدرات الكامنة فينا ويمكننا من الاندماج مع الآخرين، مطالباً الحكومات بالتصدي لعدوها الأساسي وهي المعلومات غير الحقيقية والزائفة، وأن تراعي سرعة التغيير وتواكبها.
مشاركة :