تشكِّل مرارة الفم أو المذاق السيئ ردة فعل طبيعية بعد تناول مأكولات حارة أو حامضة. لكن حين يدوم ذلك المذاق فترة طويلة أو يبدأ بشكل غير متوقع، تصبح الحالة مقلقة. الذوق حاسة معقدة يمكن أن تتأثر بعوامل متعددة، من بينها قلة نظافة الأسنان أو جفاف الفم أو الحمل. لمعالجة المذاق السيئ المستمر، لا بد من استهداف المشاكل الكامنة. لكن يمكن أن يتخلص الناس من المذاق المزعج في المرحلة الأولى بفضل علاجات منزلية بسيطة. نستعرض في ما يلي 13 سبباً محتملاً لمرارة الفم ونناقش أيضاً أعراض الحالة وعلاجاتها. مؤشرات وأعراض في عالم الطب، يُعرَف تغيّر المذاق الدائم في الفم بخلل الذوق. يصبح ذلك مزعجاً وقد تدوم المشكلة فترة طويلة حتى معالجة السبب الكامن. تتعدد النكهات التي يمكن أن يشعر بها المصابون بخلل الذوق: • طعم مُرّ. • طعم معدني. • طعم زنخ أو كريه. • طعم مالح. قد يكون المذاق مُشتِّتاً للانتباه، حتى أنه قد يُصعّب تذوق أصناف أخرى أثناء الأكل أو الشرب. يمكن أن يستمر المذاق المزعج لدى الشخص بعد تنظيف أسنانه وقد يواجه أعراضاً أخرى، بحسب سبب المشكلة. أسباب معظم أسباب مرارة الفم ليس خطيراً. لكن قد تصبح الأعراض مزعجة ويمكن أن تؤثر في حميتك أو درجة استمتاعك بحياتك اليومية. في ما يلي الحالات التي يمكن أن تسبب مرارة الفم: جفاف الفم تنشأ مشكلة جفاف الفم حين يعجز الفم عن إنتاج كمية كافية من اللعاب. لما كان الأخير يسهم في تقليص نسبة الجراثيم في الفم، فيؤدي تراجع مستواه إلى تكاثر الجراثيم التي تستطيع الصمود في هذه البيئة. يشعر المصابون بخلل الذوق بأن فمهم لزج وجاف. قد تنجم الحالة عن عوامل متعددة كالأدوية أو اضطرابات قائمة أو التدخين. يمكن أن يجفّ الفم أيضاً بسبب انسداد الأنف واضطرارك إلى التنفس عبر فمك. يجب أن يستشير المصابون بجفاف دائم في الفم طبيبهم للحصول على تشخيص دقيق للحالة. مشاكل في الأسنان تشكِّل قلة نظافة الأسنان سبباً آخر لمرارة الفم. يمكن أن تكون هذه الحالة مسؤولة أيضاً عن التسوس والتقاط عدوى ونشوء أمراض في اللثة أو التهابها. يمكن تجنّب عدد كبير من المشاكل الشائعة عبر فرك الأسنان وتنظيفها بالخيط بانتظام. قد يلاحظ بعض الناس أيضاً أن استعمال مكشطة اللسان يساعدهم على التخلص من بعض الأعراض. ويسهم استعمال غسول الفم المضاد للجراثيم خلال الفترات التي تفصل بين حصص فرك الأسنان في انتشار حد أدنى من الجراثيم المسبِّبة لمذاق سيئ. الحمل يشتكي عدد كبير من النساء من المذاق المرّ أو المعدني في الفم خلال الفصل الأول من الحمل. تشهد الهرمونات في جسم المرأة تقلبات بارزة خلال الحمل. يمكن أن تؤثر تلك التقلبات في الحواس، ما ينشئ رغبة شديدة لديها في تناول مأكولات معينة مقابل النفور من أغذية أو روائح أخرى. يشعر بعض الحوامل أيضاً بمذاق معدني أو مرّ في أفواههنّ. تصبح هذه الحالة مزعجة لكنها تزول عموماً في مرحلة لاحقة من الحمل أو بعد الولادة. متلازمة الفم الحارق تشير متلازمة الفم الحارق إلى حالة مسؤولة عن الشعور بالحرقة في الفم. قد يختلف الشعور من شخص إلى آخر، لكن يعتبره كثيرون مشابهاً لما يحصل عند تناول الفلفل الحار. كذلك، قد يشعر بعض الناس بمذاق مرّ أو زنخ في فمهم. وتظهر أعراض متلازمة الفم الحارق بوتيرة متقطعة، لكن يمكن أن تصبح المشكلة مزمنة في حالات أخرى وتدوم فترة طويلة. ويجد بعض المصابين بهذه المتلازمة صعوبة في الأكل أو الشرب، بينما يخفف الأخيران حدّة الأعراض لدى آخرين. انقطاع الطمث قد تشعر المرأة في مرحلة انقطاع الطمث بمذاق مرّ في فمها. يمكن أن تنجم المشكلة في هذه الحالة عن تراجع مستويات الأستروجين في جسمها، ما يؤدي إلى حالة ثانوية مثل متلازمة الفم الحارق. أو يمكن أن ترتبط الحالة بجفاف دائم في الفم. الارتجاع المعدي المريئي أو الارتجاع الحمضي قد يكون مرض الارتجاع المعدي المريئي أو الارتجاع الحمضي مسؤولاً عن مرارة الفم غير المرغوب فيها. تبدأ المشكلة حين تضعف العضلة العاصرة في أعلى المعدة وتسمح للحمض أو عصارة المرارة بالصعود والوصول إلى المريء. يميل الارتجاع المعدي المريئي إلى إزعاج المريء، فينشأ شعور بالحرقة في الصدر أو البطن. كذلك، يمكن أن تسبب هذه الحالة مذاقاً مراً أو نتناً في الفم وتدوم المشكلة بقدر الأعراض الأخرى. القلاع الفموي تؤدي عدوى الخميرة في الفم إلى ظهور نقاط أو بقع بيضاء على اللسان أو الفم أو الحلق. حتى أنها قد تُخلّف مذاقاً مراً أو مزعجاً يدوم حتى معالجة العدوى. متلازمة الصنوبر في بعض الحالات، يؤدي تناول الصنوبر إلى نشوء مذاق مرّ أو معدني في الفم. تقع هذه المشكلة غالباً بعد يوم إلى ثلاثة أيام على أكل الصنوبر. لا تترافق المتلازمة مع أعراض أخرى وتزول بعد بضعة أسابيع. الضغط النفسي والقلق يحفِّز ارتفاع مستويات الضغط النفسي والقلق رد فعل الإجهاد في الجسم، ما يتسبب عموماً بتغيّر حاسة الذوق. كذلك، قد يكون القلق مسؤولاً عن جفاف الفم، ما يؤدي في حالات كثيرة إلى مرارة الفم. تضرر الأعصاب مثل الحواس الأخرى، ترتبط براعم الذوق مباشرةً بأعصاب الدماغ. لذا يؤدي تضرر الأعصاب إلى تغيّر طريقة الشخص في تحليل النكهات. يمكن أن ينجم الضرر العصبي عن إصابة في الرأس أو المشاكل التالية: • الصرع. • التصلب المتعدد. • أورام دماغية. • شلل الوجه النصفي. • الخرف. الأدوية والمكملات الغذائية أحياناً يكون بعض الأدوية أو المكملات أو العلاجات الطبية مسؤولاً عن مرارة الفم لأن الأدوية تحمل مذاقاً مرّاً أو لأن المواد الكيماوية الموجودة فيها تصل إلى اللعاب. يجب أن تستشير طبيبك كي تتأكد من أن أدويتك تسبب لك مرارة الفم. وهي تشمل ما يلي: • بعض أنواع المضادات الحيوية. • بعض أدوية القلب. • فيتامينات تحتوي على معادن كالنحاس أو الحديد أو الزنك. • أدوية الليثيوم. أمراض متنوعة يمكن أن يترافق بعض الأمراض، من بينها التهابات الجيوب الأنفية أو حالات الزكام، مع مرارة الفم. يرسل الجسم بروتينات التهابية لالتقاط الخلايا المضرة، ما قد تؤثر أيضاً في اللسان وبراعم الذوق، فتشعر بمرارة غير طبيعية في فمك. علاج السرطان يشعر الشخص الذي يخضع لعلاج السرطان بمذاق كريه في فمه أثناء الأكل أو الشرب. يمكن أن ينعكس العلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة سلباً على براعم الذوق في بعض الحالات، ما يجعل أبسط العمليات، كبلع الريق أو شرب الماء، تترافق مع مذاق مرّ أو مزعج. العلاجات الطبية والمنزلية لمعالجة مرارة الفم نهائياً، لا بد من استهداف السبب الكامن. يستطيع الطبيب عموماً أن يُشخّص المشكلة عبر الاستفسار عن أي أعراض وأدوية أخرى وإجراء الفحوص اللازمة. ثم يمكن أن يوصي بالعلاجات المناسبة. تبقى العلاجات المنزلية فاعلة للتخلص من الأعراض مؤقتاً، تزامناً مع البحث عن حل دائم، لكنها قد لا تفيد جميع الناس. تتعدد العلاجات المنزلية التي تسهم في تخفيف المذاق المرّ، من بينها: • الاعتناء المنتظم بالأسنان عبر فركها وتنظيفها بالخيط واستعمال غسول فم مضاد للجراثيم. • مضغ علكة خالية من السكر لتحريك اللعاب في الفم باستمرار. • الإكثار من شرب السوائل على مر اليوم. • تجنّب عوامل الخطر المسبِّبة للارتجاع الحمضي مثل تناول المأكولات الدسمة أو الحارة، فضلاً عن تخفيف منتجات التبغ أو التوقف عن استعمالها نهائياً. • شطف الفم بملعقة صغيرة من صودا الخَبز التي تُضاف إلى كوب ماء.
مشاركة :