بعد تكوينه للوفد المصري مع صديقيه، عبدالعزيز فهمي، وعلي شعراوي، في 1918، نفى الاحتلال البريطاني سعد زغلول ورفاقه، خوفًا من التحام الشعب حولهم، لكن ما فعلوه قادهم مباشرةً إلى ما خافوا منه، حيث كان النفي الشرارة التي أطلقت ثورة 1919، وفي 29 مارس 1921، عاد سعد ووفده من المنفى بعد الإفراج عنهم، وسُمح لهم بتمثيل مصر في مؤتمر الصلح بباريس، وعرض القضية المصرية.لكن يبقي الجزء الغامض في حياة المجموعة وتفاصيلها هو ما الذي فعلوه في فترات النفي خارج مصر، في إجابة عن السؤال التقت مجلة «الجيل» مع خادم يدعى عثمان يعمل فراشا في إحدى المحاكم وأن هذا الخادم يعلم جميع أخبار المنفى. وعاش لفترات طويلة مع سعد باشا في المنفي.يقول عثمان: «اسمي عثمان أبو بكر محمد، في السبعين، حضرت إلى القاهرة وعمل في بيت المويلحى باشا، وكيل دائرة الأمير حليم خادما طيلة سبع سنوات، التحقت بعد ذلك بخدمة أحد الإنجليز ثم خدمة سينوت بك حنا، الذي اصطحبه في جميع رحلاته حتى عندما نفى مع سعد زغلول والنحاس، ومكرم عبيد، وفتح الله، وعاطف بركات، إلى سيشيل ويحكى عن هذه الرحلة.وتابع: «عندما وصل الجميع إلى سيشيل نزلوا في منزل فوق ربوة وبمجرد وصولهم قال لهم سعد زغلول "سنقضى في المنفى فترة قد تكون طويلة ويجب أن يشغل كل منا نفسه بعمل يناسبه" واتجه إلى النحاس باشا وقال "أنت يا باشا تحب النظافة لذلك عليك ملاحظتها في البيت وستكون مهمتك ملاحظ نظافة، وأنت يا مكرم تعرف إنجليزى كويس وعليك أن تعلم الخدم الإنجليزية، وأنت يا سينوت تحب الأكل وتفهم في أصنافه ومهمتك المتردوتيل، أما أنت يا عاطف فمعروف أنك بخيل وستوكل إليك مهنة أمين صندوق المنفى».
مشاركة :